عبد الرزاق علي
خرجت علينا هذه الأيام ما تسمى، الدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش)، ب(حلة) جديدة، وما أقبح حللها، بشريط فيديو: رجل ملتح، تتقطر من شفاهه، الجهل والجريمة، خرج يهدد ويتوعد وبلسان كردي فصيح، مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان، ويعدّه العدو الأول من دون منازع.
لست بصدد السؤال: لماذا البارزاني؟ أولا لان الجواب معروف، ثانيا لانها لعبة مخابراتية رخيصة ومعروفة أطرافها ومقاصدها. ولكن السؤال المهم والمحوري: من أين أتى داعش ومن هم حاضناتها الحقيقيون؟ هذا هو السؤال، في هذا الوقت بالذات، حيث يسير العراق من أزمة الى أزمة أخرى أكثر تعقيدا، وآخرها ما يجري في الأنبار، وهناك من يغطي على كل تلك الأزمات، بتصريحات أقل ما يقال عنها، محاولة يائسة لخلط الأوراق، وتنم عن طائفية مقيتة.
دعنا من المعلومات الاستخباراتية، التي تظهر من هم صناع داعش وأخواتها ويحتضنونها لحسابات سياسية طائفية وانتخابية داخليا واقليمية خارجيا. أقول دعنا من تلك المعلومات، لأننا لانمتلكها بل الأجهزة المخابراتية المحلية والاقليمية والدولية، هي من يمتلكها، ولكن ربما الجواب الأصوب والأقصر على ذلك السؤال المحوري، يكمن في تلك القرينة الشرطية التي تقول: للتعرف على الجاني الحقيقي، وهنا صناع داعش وحاضنتها، علينا بالمستفيدين من وجود وتضخيم وجرائم داعش.
اذن لنبحث عن من هم المستفيدون من داعش؟ ومن يستخدمهم داخليا وخارجيا، خاصة، وهناك أحد السادة النواب، أتحفنا قبل أيام، ككل تحفياته السابقة، بتصريح ناري، مفاده: ان اقليم كردستان يحتضن الارهابيين الهاربين من الأنبار والفلوجة؟
الثابت، ان الصداميين، من قادة وضباط امن ومخابرات والجيش السابقين، هم من يشكلون العماد الأساسي لجماعة داعش الارهابية، أما البقية الباقية من مسلحيها، خليط من الشباب العراقي والدول العربية المغرر بهم باسم الاسلام واقامة الدولة الاسلامية وكذلك من المطلوبين أمنيا في بلدانهم والمجرمين المحترفين الهاربين من سجون العراق أو سجون بلدانهم.
لذا ونظرا لهذا الخليط غير المتجانس للجماعة، تراها تستغل وتستخدم مخابراتيا في اتجاهات وفي مناطق شتى وفي التوقيتات التي يحددها مستخدموها.
والدليل الأكثر وضوحا، هو وقوف جماعة داعش الى جانب قوات نظام بشار الأسد، بعد أن دخلت سوريا بحجة محاربة النظام ونصرة الثورة السورية، وهي تحارب الآن جميع الجماعات المسلحة الأخرى التي تحارب النظام، ابتداءً من الجيش السوري الحر، وهو قوة الثورة الحقيقية، الى جبهة النصرة الارهابية، التي تنتمي الى منظمة القاعدة، كما هي داعش نفسها.
اذن وكما يبين الوقائع على الأرض، ان النظام السوري وقواته وأجهزته الأمنية هم الحاضنة الأساسية لجماعة داعش على الأراض السورية، وهم من يستخدمونها بشتى الأساليب وفي كل الاتجاهات ومتى ما أرادوا. أعتقد ان لم أجزم، الأمر لايختلف كثيرا على هذا الطرف من الحدود كذلك. هلا عرفت حاضنة داعش يا سيد النائب؟
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية