يوليو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

سالم مشكور: (داعشيون) ينكرون (داعش)!

(داعشيون) ينكرون (داعش)!

سالم مشكور

زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جسّدت موقفا دوليا داعما للعراق في حربه ضد “داعش” وما تمثّله من تيار إرهابي يجتاح المنطقة ككل. ليس هذا الدعم لسواد عيون العراقيين الذين يعانون من الارهاب والموت اليومي منذ سنوات من دون ان تتحرك المنظمة الدولية او أية دولة غربية.

الملف السوري في طريقه الى الحل – عسكريا على الاغلب – ما يعني ان المجموعات التي دعمتها قوى دولية وإقليمية بدأت تشكل عبئا على هذه الدول. رعاياها سيعودون إليها وربما يواصلون فيها نهج القتل والتفجير الذي اعتادوا عليه. عمليات إبادة متبادلة ومبرمجة تجري الآن داخل الاراضي السورية، سواء بدعم خفي من القوى الداعمة لها أو نتيجة تنافس الداعمين للمجموعات المتطرفة.

الساحة العراقية وتحديدا الانبار التي جعلها صدام حسين ثلث مساحة العراق، توفر حاضنة سياسية وجغرافية جاذبة لهذه المجموعات تعويضا لها عما تخسره على الاراضي السورية، ومنطلقا منها الى باقي مناطق العراق. يساعدها في ذلك ان قوى إقليمية لا تزال تحلم بالقضاء على النظام السياسي العراقي او على الاقل إقلاقه ومنع قيام الاستقرار في العراق.

وصول الخطر الى مصالح الغرب دفع باتجاه موقف أوروبي ضد هذه المجموعات ومع كل جهد يستهدف مطاردة هؤلاء والقضاء عليهم، فكان العراق، الذي عانى منذ حوالي العام من تدفق هؤلاء على أراضيه، وقيامهم – ومعهم عراقيون – بتفعيل التفجيرات بالسيارات المفخخة وتصعيد الخطاب الطائفي، محل دعم سياسي ولوجستي من قوى دولية لتمكينه من مواجهة الارهاب المتصاعد القادم من الحدود السورية. ساعد في ذلك تغير مواقف هذه القوى من الموضوع السوري وصرفها النظر عن موضوع الاطاحة بنظام الاسد، وتقارب واشنطن وطهران على قاعدة المصالح المشتركة التي وصلت الى حد أن صحيفة أميركية تحدثت عن ان إيران والولايات المتحدة تواجهان عدوا مشتركا هو الارهاب، فيما طالب أعضاء جمهوريون في الكونغرس الاميركي، الرئيس الاميركي باراك أوباما بتزويد العراق بالاسلحة والتجهيزات العسكرية المتطورة بما في ذلك طائرات أباتشي القتالية وإعادة الجنرال بترايوس الى العراق لمساعدته في إعادة سلب الارهاب حاضنته في المنطقة الغربية وهو ما فعله بترايوس سابقا عبر موضوع الصحوات.

التقارب الايراني – الاميركي يسمح ايضا بتقديم مساعدات إيرانية عسكرية للعراق سبق وان عرضتها طهران وتحفّظت بغداد على قبولها. زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بغداد جاءت في إطار الخارطة الجديدة للعلاقات في المنطقة بفعل الملف السوري، والدعم الدولي للعراق في مكافحة الارهاب. ظريف جاء من لبنان الذي يشهد ملفّ تشكيل حكومته إنفراجاً مع بداية تقارب سعودي – إيراني لم تتضح معالمه حتى الآن .

عراقيا فان كل هذه التقاربات تصبّ في مصلحته. تغير الموقف الغربي من المجموعات المسلحة المتطرفة يصب في مصلحته لجهة حصوله على الدعم لمكافحة الارهاب المستشري في حاضنة سياسية وعشائرية مدعومة إقليميا. كل ذلك وبعض السياسيين ينفي وجود المتطرفين على الاراضي العراقية ويحاول اعطاء الحرب على الارهاب عنوانا طائفيا. لكن بان كي مون قال لبعض من التقاهم من هؤلاء ان الانكار لا يجدي في ظل وجود أقمار صناعية ترصد تحركات المسلحين في صحراء الانبار.

إعلامي ومحلل سياسي

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi