يوليو 26, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

سالم مشكور: غطاء دولي لعمليات الأنبار

غطاء دولي لعمليات الأنبار

سالم مشكور

الذي يجري في الانبار ومناطق أخرى من تمدّد لقوات “داعش” هو من تداعيات الازمة السورية المندلعة من اكثر من عامين، الأمر الذي يؤكد حقيقة المخاوف العراقية التي رافقت تطورات الازمة، وكذلك يؤكد أحقية الموقف العراقي من هذه الازمة، ومساعي الحكومة باتجاه منع التدخل الاجنبي الذي يسعّر الازمة، وحلها  داخليا. كان واضحا ان النار في سوريا لن تقف عند حدودها بل تتعداها الى ساحات مجاورة أولها الساحة العراقية الهشّة سياسيا وأمنيا بسبب نظام المحاصصة و”الـشراكة” الهزيلة . دعّم تلك المخاوف ما بدأت التنظيمات التكفيرية المسلحة في سوريا بإشهاره من نيّات التمدد الى الساحة العراقية وإطلاقها الكلام الطائفي التكفيري. ومنذ عام دخل هذا الخطاب الى العراق متمركزا فيما سمي “ساحات الاعتصام”. أُطلِقتْ الخطابات الطائفية والوعيد بالزحف نحو بغداد لتبدأ بعد ذلك عملية تفجير السيارات المفخخة في بغداد ومدن أخرى في الوسط والجنوب وكركوك، وكثير منها يجري تفخيخها في ساحات “الاعتصام السلمي” تلك.

ما حدث منذ شهرين تقريبا هو أن المواقف الدولية من الازمة السورية تغيرت. تغيّر الموقفين الروسي والايراني في الموضوع السوري ، وتطور الاشارات الايجابية بين طهران وواشنطن، وفي المقابل اتضاح خطر القوى المتطرفة المسيطرة على ساحة المعارضة السورية ، كلها انتجت موقفا أميركيا – غربيا جديدا من الازمة السورية بحيث غاب موضوع التغيير السياسي بالقوة، وحل محله اتجاه الى حل سياسي لا يبدو انه يستبعد الرئيس السوري بشار الاسد من الحكم .

هذا التطور رافقه تراجع دور قوى إقليمية كانت تلعب دور المحرك والمموّل للعنف في سوريا كما في أماكن أخرى ، فانعكس ذلك تراجعا في دور المجموعات المسلحة على الارض السورية وبدأ اندفاعها نحو الاراضي العراقية التي تبين أن صحراء الانبار فيها كانت مرتعا لعناصر العصابة المسماة “داعش” . هنا نقول بأن العراق الذي توجس من تبعات انتصار هذه المجموعات في سوريا على الوضع العراقي، يعاني من هذه القوى حتى في حال هزيمتها في الداخل السوري، إذ يبدو أن لها نية لنقل نشاطها الى الانبار التي تشكل ثلث مساحة العراق تقريبا والتي توفر حاضنة سياسية عبر مجموعة سياسيين تعميهم الخصومات السياسية عن حرمة الدم العراقي والاستقرار في البلاد.

لقد أدى تغيّر الموقف الدولي – الاقليمي من الازمة السورية الى اندفاع المتطرفين الى الداخل العراقي، إلاّ أن هذا الأمر كان، في الوقت نفسه ، سببا في رفع قدرة الجانب العراقي على مواجهة تنظيمات القاعدة، عبر الدعم السياسي الاوروبي، والدعم السياسي – العسكري الاميركي والروسي للعمليات العسكرية ضد “داعش” في الانبار ، وهو غطاء كانت تحتاجه الحكومة العراقية من قبل من دون ان  تحصل عليه.

على الخط الاميركي – العراقي، جاء دعم واشنطن للعمليات العسكرية التي اعقبت زيارة رئيس الوزراء لواشنطن مباشرة ، ما يؤكد نجاح الزيارة ويضع حدا للحديث عن فشلها وعدم رضا الجانب الاميركي عن الاداء السياسي للمالكي .

إعلامي ومحلل سياسي

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi