يوليو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جلال خرمش: ابواب براقة لبيوت مهدمة

ابواب براقة لبيوت مهدمة

جلال خرمش

يعد العنوان من اهم المفاتيح التي تعبر عن مضمون ما يأتي بعده سواء ان كان كتاب او مقال او قصيدة . فمن خلاله يأخذ القارئ الكريم فكرة بسيطة عن ما يقرائه . فالعنوان يعد الباب الذي يدخل من خلاله القارئ الى مضمون ما مكتوب . وما هو شائع في الاونة الاخيرة هو ان الكثير من الاخوة الكتاب يعمدون الى استخدام عناوين عريضة وبراقة لكتاباتهم وحين يقرء المرء هذه العناوين للوهلة الاولى فأنه يشعر بشيء من الانجذاب اليه لكون العنوان يضمن دلالات قوية او رموز معبرة و ما يؤسف عليه هو ملامح الاستغراب او الدهشة التي ترسم على وجه القارئ بعد ان يقراء المقال فلا يجد اي رابط بين العنوان و المضمون فالعنوان في وادي والمضمون في واد اخر .

هذا من جانب ومن جانب اخر فأن العرف السائد بين الكتاب هو نشر صورة للكاتب مع ما ينشره من كتابات وما نجده عند البعض هو ان صور البعض من الاخوة هي اكبر بكثير من ما كتبه فهل ان الهدف من الكتابة هي كي ينظر الاخرون الى الصورة ام هي لتوضيح جانب مهم من جوانب المجتمع و ابدا الاراء والمواقف وقد قيل ان الزعيم الراحل ( عبد الكريم قاسم ) قد زار في احدى الايام فرنا لانتاج الصمون وحين دخل الى بناية الفرن وجد ان صورة كبيرة له تتوسط واجهة الفرن وحين نظر الى الصمون فوجدها صغيرة جدا فقال لصاحب الفرن ارجو ان تصغر صورتي التي في الفرن وتكبر الصمون .
نعم ان العناوين البراقة او الجميلة هي افضل بكثير من العناوين السطحية او الثانوية ومن حق الكل ان يعمد الى ما هو افضل لكتاباته وكم هو جميل حين نقراءة عنوان جميل وبراق لمقال ونجد بعد قرائتنا له ان العنوان كان خير مفتاح لما قد كتب .

كما ان تكرار العناوين غير الدالة او البراقة بين حين واخر ستقلل من شعبية الكاتب فحين نقراء عنوان كبيرا لمقال ما ومن ثم نقوم بقراءة المقال ولم نجد اي رابط بين العنوان و المقال فذلك كفيل بعدم قراءة مقال ثاني لذلك الكاتب . والعكس صحيح لمن يختار ما هو مناسب لكتاباته . ان تجربتنا مع الكتابة هي تجربة وليدة وهي في مراحلها الاولى ومن البديهي ان نتعرض لبعض الهفوات والاخطاء او ان نقلد بعض الكتاب الكبار في طريقة توضيحهم لبعض الجوانب وخاصة الشعراء فهم اكثر المؤثرين على الجيل الجديد ونجد من يقلدهم اكثر من غيرهم فلا عجب حين نقراء بعض الاشعار التي تقلد نزار قباني في الغزل بالنساء مع ان بيئتنا شرقية ولا تقبل مثل هكذا اعمال ولكن يصح لشاعر ما لا يصح لغيره .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi