يوليو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جلال خرمش خلف: حق السكن

حق السكن
جلال خرمش خلف

في القدم لم يكن الانسان يفكر بالقصور او البيوت الفخمة اذ كانت الكهوف والمغارات هي ملاذه الامن حتى فكرة البيت لم تكن تخطر على باله فكانت فوق ادراكه ذلك الوقت . وبعد ان مرت السنوات استطاع ان يبني له الاكواخ وينتقل اليها من الكهوف وهكذا تعلم بعد ذلك ان يبني البيوت واصبح بمقدور أي واحد منهم ان يبني له بيت . ما انا واثق منه ان الانسان في ذلك الوقت لم يكن يتصور انه سيأتي يوم ويصبح بناء البيت من المشاكل الكبيرة في حياة الانسان . نعم ان من حق كل انسان ان يحصل على بيت خاص يأويه مع عائلته فطالما انه يعيش ضمن اراضي دولة ما وعليه واجبات والتزامات فهذا يحتم على الدولة ان تراعي حقوقه وامتيازاته . ان الحصول على المسكن هي من الامور التي ترتبط مباشرة بحياة المواطن وعلى الدولة ان تؤمن لكل مواطنيها السكن المناسب وتوفر لهم العيش الكريم . من المعلوم ان اغلب الدول تقوم بتوزيع قطع الاراضي السكنية على موظفيها وتقدم لهم التسهيلات اللازمة لكي تساعدهم في عملية البناء . من خلال تقديم القروض وتوفير مواد البناء بأسعار مناسبة والى غير ذلك من الامور التي تساهم في دعم الموظف . وفي بعض الاحيان فان عملية توزيع الاراضي تواجه بعض العراقيل والمشاكل وهذا ما ينعكس سلبا على الموظف . ان حصول الموظف على قطعة الارض السكنية في بداية تعينه سيمكنه من بناءه قبل ان تزداد أعباءه والتزاماته وبذلك سيكون قد اكمل بناء بيته في السنين الاولى من تعينه ويستطيع ان يجهزه بعد ذلك . والعكس بالعكس اذا ما تأخرت عملية توزيع الاراضي ففي هذه الاحوال يكون الموظف قد كثرة اعبائه وانشغالاته وسيصبح من الصعب عليه ان يبني بيتا فالكل يعلم كيف تزداد الاعباء والمصاريف اذا ما تقدم بالانسان العمر واذا ما بلغ الاطفال سن الشباب . والحالة تسوء اكثر حين يصل الى سن التقاعد ففي هذه الحالة يصبح من الصعب بل من المستحيل عليه ان يبني بيتا .
واذا نظرنا الى الموضوع من زاوية المواطن العادي الذي لا يملك وظيفة حكومية يمكنه من الحصول على قطعة الارض السكنية فان الوضع يزداد صعوبة وتعقيدا . فالمواطن العادي عادة يفتقر الى المال وبذلك فان الدولة اذا لم تقوم بتوزيع الاراضي على مواطنيها فمن الصعب جدا على من يعوزه المال ان يستطيع شراء قطعة ارض واذا استطاع بشق الانفس من شراء الارض فانه سيعاني الموت حتى يبنيه . وعلينا ان لا ننسى ان معظم المواطنين فقراء ولا يستطيعون الحصول على مسكن كريم يأويه مع عائلته     وهنا ماذا سيكون الحل ؟ اذا لم يكن موظفا فهذا يعني استحالة حصوله على ارض سكنية واذا كان من طبقة الموظفين فهذا يعني عليه ان يصبر اكثر فاكثر حتى توزع الدولة عليهم الاراضي .
ان للدولة الحق على مواطنيها في الدفاع عنها وحمايتها من كل خطر والمساهمة في بناءه وللمواطن الحق على الدولة في توفير السكن الملائم والعيش الكريم وتوفير سبل الراحة والامان له . أي ان للانسان الحق في الحصول على سكن .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi