عيد صوم الإله شيشم في الديانة الإيزيدية
قاسم ميرزا الجندي
ان المعنى الحقيقي لطقوس ومراسيم السما حين تجري وتؤدي مراسيمها ودورانهم حول نور المعرفة(حجر المعرفة) في ممارسة عملية طقوس السما في لالش. في حدود هذا المفهوم نجد أن الشمس ومجموعتها وكل الكون في حركة مستمرة وتداخل الأكوان مع بعضها في حركاتها ودورانها حول نور عظمة الله الأعظم.
وفي هذا المفهوم أيضا يعتبر كوكب الأرض كواكب أخرى أكبر أو أصغر حجما وكتلة لأجناس مختلفة في أزمان مختلفة تسبق وتتأخر بعضها عن البعض بآلاف السنين. وانطلاقا من هذا المبدأ نجد أن نور الشمس(خودانى) بمعنى صاحب الشمس(شيشم)(شمش) اله وملاك من الملائكة (السبعة)الذي خلقها الله الأعظم .. وبهذا المعنى والنظرة تتجلى فيه القدسية التي ينظر أليها فكر وفلسفة الديانة الإيزيدية والمجتمع الايزيدي، إلى الشمس لان الله خلق سبعة ملائكة، شيشم (شمش)أحد هؤلاء الملائكة , وكان اله واد الرافدين قديما.. والشخص الايزيدي عندما يؤدي دعائه(صلاته) يتوجه إلى نور الشمس في الصباح والمساء، والحقيقة أن الشخص الايزيدي يتوجه إلى صاحب نور الشمس والملاك المتمثل بذلك النور. وليس توجه الشخص الايزيدي إلى كوكبة الشمس والمادة المتكونة منها, كما يقوله ويتوهم بعض الكتاب في مؤلفاتهم، وغيرهم من الناس بحق هذه الديانة العريقة.
ونرى في المجتمع الايزيدي هناك صياماً تعرفُ بعيد صوم الإله شيشم بصورة خاصة لدى قسم من الايزيديين في تركيا وأرمينيا ، ولدى قسم من عشيرة (الخالتي)، ولدى قسم من الايزيديين في سنجار. أنهم يصومون ثلاثة أيام للإله (شيشم) وأن عيد صوم شيشم يأتي قبل عيد صوم ايزي (أزداي) بأسبوع فقط. والمجتمع الايزيدي بصورة عامة يصومون يوما واحدا للإله شيشم ، وأيضا قبل عيد صوم أيزيد (أزداي) بأسبوع أو أقل بقليل. والمجتمع الايزيدي عامة وفي كل أنحاء العالم يصومون للإله أزيد (أزداي)(ايزي) ثلاثة أيام وتعرف بعيد صوم الإله أيزيد وكما هو معروف أن هذا الإله هو أسم من أسماء الله . كما هو مذكور في النصوص والأدعية الدينية الإيزيدية ، وعند البابليين والأشوريين وسكان بلاد ما بين النهرين قديما. وربما كان في قديم الزمان عيد صوم شيشم وايزي عيدا واحدا لأنه في نفس الفترة من السنة. ولكن الظروف الرهيبة والعصيبة التي مر بها هذه الديانة وصعوبة الاتصال بين أبنائها وخاصة بعد فترات الاعتداءات, أدت إلى هذا التغير بين العيدين وغيرها من التغيرات في العديد من الطقوس والأعياد الدينية . وهنا يبدو واضحا أن الإله شيشم (شمش) ليس أنسانا كما يتوهم البعض بل الأكثرية من الناس, والذين كتبوا عن هذه الديانة في مؤلفاتهم تلك المؤلفات والكتب الغير الصحيحة عن الديانة الإيزيدية في الخلط بين الإله (شمش) المتمثل بنور الشمس (شيشم) وبين شخصية الشيخ شمس والذي قدره الله وأعطاه الكرامة والى درجة التقديس عند الديانة والمجتمع الايزيدي ، وكان من أولاد الشيخ أزدين الأمير وكان له من الإخوة (شيخ فخر, ناسردين ، وسجادين )رضي الله تعالى عنهم جميعاً. وهكذا نجد أن الإله الملاك شمش (شيشم) (شمش) له مكانة مقدسة وعظيمة.. لدى الديانة الإيزيدية .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية