لنتحاور مع الجميع
خيري إبراهيم كورو
خلال الأيام الفائتة ولازالت هناك حالة انزعاج واستياء عامة وردود أفعال غاضبة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي والكثير من المنتديات المهتمة بالشأن الأيزدي، حول قيام احد الدعاة والذي يبدوا انه يحمل شهادة عالية، بالتهجم على الأيزديين والديانة الأيزدية والسخرية منهم خلال خطبة له تم نشرها على الانترنت، وفي الوقت الذي ندين بشدة هذه التوجهات والمواقف الخارج والبعيدة عن روح التسامح والعيش المشترك، فإننا ندعو إلى التحاور ونبذ الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
ويجب أن نعلم ونستوعب أن الحوار مع الآخرين هو السبيل الوحيد أمامنا لإقناعهم بالعدول عن مواقفهم المسيئة للأيزديين، لأنه وفي معظم أنحاء العالم تقريبا التي تعاني من مشاكل اجتماعية طائفية مختلفة، أصبح الحوار هو السمة البارزة والأسلوب الأمثل والأكثر نجاحا لحل كل هذه الإشكالات مهما كانت معقدة, واستخدام أي أساليب أخرى غير الحوار تزيد من حجم الأزمات وتجعلها أكثر تعقيدا.
وعندما يحدث خطأ هنا أو تجاوز هناك من احدهم بحق الأيزديين، يجب أن لا ننسى العدد الكبير أو الأغلبية الساحقة من الإخوة الكورد المسلمين الذين يتعاملون مع الأيزديين بكل احترام وتقدير وأخوة. وحتى بعض (الأخوة) الذين ينضرون إلى الأيزديين بعين الشك والريبة, ولديهم مواقف عدائية تجاه الأيزديين مثل الدكتور المذكور، يجب أن لا نضع كل الحق عليهم، لأن الكثير من الحق يقع على عاتقنا نحن الأيزديين أيضا، وخاصة الواجهات التقليدية والسياسية والثقافية التي تتصدر المشهد الأيزدي، في أننا لم نستطع إيصال الرسالة الأيزدية الإنسانية إليهم، فتركناهم عرضة لبناء مواقفهم وأرائهم على كل ما نشر عن الأيزديين من مزاعم وادعاءات باطلة ومعلومات خاطئة.
لذلك فنحن مدعون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى فتح قنوات الاتصال مع معظم الجهات والأشخاص الذين نعتقد أنهم ربما لديهم مواقف متشنجة أو عدائية تجاه الأيزديين ومحاولة الحوار معهم, وحتى لو رفض البعض منهم ذلك فيجب أن نحاول مرة وأثنين وثلاث، لأنه باعتقادي إن محاولة الحوار مع هذا الدكتور أو غيره وخاصة الذين كونوا وجهات نضر خاطئة عن الأيزديين، وإيضاح الحقائق لهم عن ماهية الديانة الأيزدية والأيزديين، أفضل من المواجهة الإعلامية والقضائية معهم، لأننا حتى لو كسبنا قضائيا مثلا، سنكون قد خلقنا لنا المزيد من الخصوم وعلى المدى البعيد، وهذا ليس في مصلحتنا ولا في مصلحتهم.
xerikoro@yahoo.com
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية