الانتخابات المقبلة على الابواب يانواب!
جمال كريم
النواب، أعز الناخب قبتهم وأدامها نائرة لجلساتهم، بما أثلجت تشريعاتهم من صدور الناس المكتوية بالوعود والترقب والصبر النافد! ، صوتوا لصالح قانون الانتخابات الجديد، وبهذا التصويت تكون كل الجلسات المارثونية بما تضمنته من خلافات وتداعيات وجدل “واخذ ورد” بين الكتل السياسية قد انهت مهمتها وهذا يجعل ساسة البلاد وقادة السلطات ومن اقترع وصوت يتنفسون الصعداء ليأخذوا استراحة لفظ الانفاس قبل بدء ماراثونات جديدة محكومة بالشروع وحتى الوصول الى جدوى ننتظرها.
على اية حال وحال ، وصبر مهما طال ، فان كل الغائبين ، والحاضرين ممن صوتوا وعارضوا وامتنعوا لم يبق لهم سوى مدة من الاسابيع لتنطوي ايام رحلة سنواتهم النيابية الاربع ، ومعها تطوى احلام وامان ظلت تراود عباد السواد.
سيمضي ممثلو الطوائف والاحزاب والمصالح والمنافع الشخصية الدنيوية والاخروية،ويبقى من اختارهم لغيرهذا التمثيل يضرب اخماساً باسداس واسباعاً باثمان ،نادباً حظه وقدره وحياته ،وعاضاً على اصابعه العشر واحدة اثر اخرى ،الى يوم قيام الديمقراطية والعلمانية والليبرالية والعدل والحرية والمساواة، على ما اختار واقترع وصوت وانتخب.
أربع سنوات ستافل ما أن نضع اعمارنا على خطى مطلع العام المقبل ،وممثلو الاحزاب والطوائف والاثنيات والاعراق ،مافرقوا بين الديمقراطية التوافقية،التي سارعليها الهنود والماليزيون والبلجيكيون والهولنديون والنمساويون والسويسريون،ومحاصصة الفرقة والتنازع والصراع والتحريض والتباغض والتلاسن ،بل حتى الاقتتال.
ناشئتنا الديمقراطية حاصصوها وناصبوها التغاضي ،والتشدق ،والادعاء،بل العداء في الباطن والمستور، فقادتهم الى تقاسم السلطة والثروة في المؤسسات العامة للدولة الفتية بين احزابهم واديانهم ومذاهبهم ،واعراقهم ،وفئاتهم، فيما ظل المواطن يبحث عن الخبز والامن والحياة. اسابيع معدودات ورابعة السنوات ستأفل ،فتراهم الصباح متصلاً بمسائه يتبادلون الصياح والتهم والشتائم والغمزات واللمزات من على صفحات الجرائد وشاشات الأطباق اللاقطة ،. يتهم الواحد منهم الاخر بالفساد والتزوير والجهالة بصنعة السياسة وادارة الامور الخاصة قبل العامة، وتجدهم اذا ماضاقت بهم الصدور والنفوس تسارعوا وتسابقوا لائذين وعوائلهم بالسفر الى عواصم الدنيا القريبة منها والقصية .
ولو تركنا مطالبة الممثلين والممثلات ،ولإزالة اللبس ،لاقل النائبين والنائبات، بتشريع كل القوانين المركونة ،والموقوفة ،والمعطلة ،والمشلولة ،والمرفوضة، والمعترض عليها ، والمشكوك في مقاصدها،والمفترض تشريعها، في المال والسلطة والقضاء والفساد والأعمار والأمن والتعليم والصحة والرياضة والثقافة،والإعلام والصحافة ،والسياسة الداخلية والخارجية،اقول لو تركنا كل ذلك،وبردنا رؤوسنا ورؤوسهم ،لكان ذلك افضل (رأس مال مفلس)لأنهم في وديان والشعب في مفازات ،والفرق بين المكانين شاسع ومختلف ،بل متناقض، وهذا ما يستعصي على التلاقي والفهم والتراضي .
Jamalkareem2020@gmail.com
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية