كوردستان …. اول صحيفة كوردية
قاسم ميرزا الجندي
بمناسبة يوم الصحافة الكوردية والذكرى التاسعة عشرة بعد المائة(119) لصدور اول جريدة كوردية في نيسان بتاريخ (22/4/1898) في القاهرة على يد مؤسسها الامير مقداد مدحت بدرخان بك امير الامارة البدرخانية في جزيرة بوتان في تركيا, حيث كان الامير كاتبا وصحفيا وسياسيا, هاجر من تركيا إلى مصر، وأسس أول جريدة كوردية نشرها في مصر بالتعاون مع شقيقه عبد الرحمن بك بعنوان( كوردستان) في 22 نيسان 1898م، وكان صدورها بمبادرة شخصية منه لإدراكه بأهمية الصحافة في مجال التوعية في حياة الشعب الكوردي المضطهد. وهو المؤسس الحقيقي للصحافة الكوردية و صاحب الامتياز لجريدة كردستان النصف الشهرية, وكانت تصدر بأربع صفحات ابعاد احجامها (25.5سم × 32.5سم) والجريدة طبعت في مطبعة (دار الهلال المصرية) وهي جريدة أهلية مستقلة, لا تتبع أية جهة رسمية أو حزبية. وبعد أسبوع واحد من صدورها نشرت مجلة (الهلال) المصرية في عددها الصادر في مايس من عام (1898) خبراً يقول فيها (كردستان هي أول جريدة كوردية صدرت في العالم باللسان الكوردي، وتفتخر مصر أن تلك الجريدة صدرت فيها).
وقد استمرت اصدار الجريدة حتى 14 نيسان 1902، في(31)عددا، محفوظة الآن في المكتبة الحكومية بمدينة (ماربورك) بألمانيا الاتحادية, وكتبت جريدة كوردستان بلسان كوردي جميل سلس وهي اللهجة الكوردية الاصيلة (اللهجة الكرمانجية الشمالية)وهي لهجة جزيرة بوتان ولهجة عموم كوردستان(تركيا , سوريا , ارمينيا , جورجيا , العراق , ايران….) وبالحروف العربية.
تناولت جريدة كوردستان في صفحاتها شتى المواضيع السياسية والأدبية والفكرية التي تهدف إلى تثقيف الشعب الكوردي والانتباه إلى حقوقه القومية, واعداد جريدة كردستان صدرت في كتاب تحت عنوان (كوردستان أول جريدة كوردية 1898-1902)، من جمع وتقديم الدكتور كمال فؤاد بالحجم الكبير في (104) صفحة.
صدر العدد الاول من جريدة كوردستان في القاهرة في(22) نيسان وطبع منها (3000) نسخة وزع منها (2000) نسخة في كوردستان مجانا على نفقة مؤسسها الخالد(الامير مقداد بدرخان)رمز الثقافة والصحافة الكوردية, كان صدور الجريدة في القاهرة بعيدا عن ارض كوردستان انة تأكيد للمعاناة والظلم الذي عاش الشعب الكوردي ومنعه من ممارسة ابسط حقوقه المشروعة على أرضه وبلغته الذي يميزه عن بقية ألاقوام والامم، وتؤكد مدى مقدار الجهد الكبير, والمعاناة التي تلقتها الاسرة البدرخانية جراء كفاحهم في نشر الوعى الثقافي والقومي والوطني الكوردي, والدور الكبير الذي قامت بها الأسرة البدرخانية في خدمة الثقافة الكوردية في معظم مراحلها في تنمية الوعي والشعور القومي لدى الشعب الكوردي.
لقد تعرضت الصحافة وجريدة كوردستان وروادها ومؤسسها لعوامل سياسية غيرت الجريدة مرارا مركز إصدارها، فطبعت في جنيف وفولكستون ولندن، ثم في استنبول تحت إشراف ثريا بدرخان, و هو نفسه صاحب الامتياز لجريدة كردستان النصف الشهرية, وصدرت أعدادها في الأماكن التالية من العدد (1- 5) صدرت في القاهرة ، ومن العدد (6- 19) صدرت في جنيف قام بتحريرها شقيقه (عبد الرحمن بك، ومن العدد(20- 23) صدرت ثانيةً في القاهرة أشرف على تحريرها (ثريا بدرخان)، و العدد(24) صدرت في لندن، ومن العدد (25 – 29) صدرت في مدينة فولكستون جنوب إنكلترا، ومن العدد(30- 31)صدرت في جنيف . واحتجبت جريدة كوردستان بعد تاريخ 14/4/1902م .
ان الصحافة هي اداة مهمة من ادوات المعرفة والثقافة لجميع الامم والشعوب في العالم، حيث تعتبر المرآة التي تعكس الاوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية والديمقراطية في البلدان وتعتبر السلطة الرابعة كما وصفها الكاتب الروسي تولستوي, التي تستطيع وبكل بساطة ومن خلالها التعرف على ثقافته وعدالة ومدى درجة العدالة لدى الحكومات, واظهار تاريخ شعوب العالم, الذين يجمعهم التاريخ والدين والثقافة والجغرافية المشتركة والتي من المفروض ان تكون اسبابا للتقارب بين الشعوب ونبذ الخلافات جانبا والتواصل والاتصال فيما بينهم, ونحن نعيش في عصر العولمة وثورة الاتصالات التكنولوجية والتي اصبح العالم من خلالها قرية صغيرة كما وصفها الفيلسوف نوسترادموس.
نتقدم بإسم صاحب امتيازالهيئة العليا لمركز لالش وهيئة تحرير جريدة ده نكى لالش بالتهنئة الحارة للصحفيين كافة، في كوردستان والعراق والعالم… في ذكرى يوم الصحافة الكوردية, ونؤكد بأن جريدة لالش تعمل على فتح قنوات الحوار والتواصل الثقاقي والعلمي والاجتماعي نحو معرفة حقيقة الشعب الايزيدي(الكوردي)وتاريخه العريق في حضارات حوض بلاد وادي النهرين .
قاسم ميرزا الجندي
22/4/2017
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
