صيادو الماء العكر
سليمان جعفر
اينما ذهبت ستجد صيادين في المياه العكر, ولكن الصيادين عند مجتمعنا الكردي أكثر من الجميع, والمصيبة أن صيادونا المشار اليهم ورغم أنهم يدركون حجم الإساءة والخراب الذي يلحقونهبهذا المجتمع, يتابعون صيدهم في الماء العكر.
في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وعندما بدأ الشباب والشابات ينتفضون على واقعهم المرير ويلتحقون بالثورة سواءً في باشور أو باكور كردستان كان لابد للغاصب أن يبحث عن وسيلة للحد من تزايد قوة وعنفوان الشباب والشابات, وبما أن الغاصب خبير في لجم الثورات ووضع الأسافين بين المكونات, حاولوا دق اسفين من نوع جديد, قالوا وعن طريق بعض الكرد الإيزيديين بأننا لسنا كرداً – نحن إيزيديون!!!.
ونتيجة تضافر جهود الإيزيديين في روج آفا وباشور وباكور وارمينيا وأوربا وكل مكان يتواجد فيه الإيزيديون, والجميع قالوا نحن كرد القومية وايزيديي الديانة , تم إقشال ذلك المخطط القذر الذي وضعته استخبارات جهات عديدة.
وفي هذه الأيام بدأت تظهر تباشير تلك المؤامرة مرة أخرى بعد أن بدأ العالم يشارك الكرد الإيزيديين مأساتهم , وبدأت شنكال تستعيد عافيتها , وتحررت من العقليات الاقصائية والوصائية, وأسست مجلساً من أبنائها يدير شؤون شنكال , وقوات عسكرية طوعية من أبناء شنكال تدافع عنها.
وهذه المرة أعتقد ان الذي يحرك هؤلاء الأشخاص المرتبطين بهم خفية لطرح نفس المشروع القذر الذي يحاول ايجاد شرخ بين الكرد , وبدأت بعض الأقلام المغرضة, وبعض صفحات التواصل الاجتماعي المشبوهة تحاول كسب عطف الإيزيديين المساكين مثل: نحن لسنا كرداً…الكرد خربوا بيتنا… الكرد المسلمون هم دواعش.. الى ماهناك من كلام فارغ, متناسين ان داعش يضرب الكرد من كافة الطوائف, ويضرب المسيحيين والشبك والفيليين والشيعة, لا بل حتى السنة كما فعل عند الهجوم على عشيرة الشعيطات العربية السنية.
لن أطيل ولن أوجع رأس القراء الكرام, وأخص الكرد الإيزيديين, اقول احذروا الصيادين في الماء العكر, فالكردية تعني الإيزيدية والعكس صحيح, ومن يقول غير ذلك فهو من المحرضين الذين لايهمهم لا الإيزيدية ولا الكردية, وليعودوا بتاريخ الكرد فقط الى ماقبل وصول الديانة الاسلامية الى تخوم كردستان, فقد كان الكرد بدون استثناء ايزيديين, فالإيزيدية ديانة والكردية قومية, ونحن فخورين بهما.
عفرين 27/12/2016
سليمان جعفر
a
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
