أكتوبر 30, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جلال شيخ علي: محاربة الفكر بالفكر

محاربة الفكر بالفكر

جلال شيخ عليجلال شيخ علي

مخطيء من يتصور بأن الفكر المتشدد او المنظمات الارهابية كتنظيم داعش هي وليدة اليوم او قبل بضع سنوات من وقتنا الحاضر و كذا الحال بالنسبة لبقية المنظمات الارهابية ذات الفكر المتطرف…

لقد دأبَ العديد من المختصين في شرح آليات الفكر المتطرف وطرق انتشاره، وتيقنوا بأنه  لم يكن وليد اللحظة أو اليوم، بل هو حصيلة سنوات طويلة من التخطيط المسبق لاعتناق فكر متصلب وجامد ، هذه المنظمات تكفِّر كل ما هو مختلف عنها بشعارات عدة مغلفة بظاهرها الديني، وباطنها يعج تطرفاً وإرهاباً وحقدا ، حتى وصلت لمرحلة الانفجار والظهور على السطح علناً من خلال أفعالها الاجرامية ،  فهي في الحقيقة تقتل وتفجِّر وتشرد ، وتكفِّر  لمقاصد سياسية لا دينية كما تدعي وكما يعتقد الغالبية ، وخير دليل على ذلك هو ان المتطرفين فجَّروا وآذوا مسلمين مؤمنين يشهدون أن لا إله إلا الله وان محمد عبده ورسوله… 

ومع الاخذ بنظر الاعتبار الفكر الانتهازي الذي كان راسخا في نفسية البعض من عناصر وقادة النظام البعثي ، الامر الذي ادى بالعديد منهم خاصة منتسبي الاجهزة  الامنية والعسكرية السابقة الى الانخراط في صفوف تنظيم القاعدة قبل ظهور داعش بسبب تطابق افكارهم معها و هذا ما دفع القيادات البعثية للتحالف مع القاعدة ومن ثمَ مع داعش مع بداية سطوع نجمها في سماء الارهاب ،

وعندما نمعن النظر بدقة  في اعضاء وقادة التطرف العراقيين نجد انهم كانوا من ازلام نظام البعث وهذا لا ينفي وجود اناس راغبين بأعادة امجاد الماضي من غزو وسبي الامم…

و بصورة عامة فأن ما يهدف اليه قادة هذه التنظيمات هو تولي الحكم والتسلط على رقاب العامة وهذا ماتم التخطيط له قبيل تحرير العراق و جاءت سياسة الاقصاء والتهميش التي مارستها حكومة المالكي لتساعد او لتكون عامل مساعد لتفشي هذا الفكر وليس سببا مباشرا في ظهوره

والآن ومع اقتراب موعد تحرير جميع المدن العراقية من المجاميع الارهابية آن الاوان  لمحاربة هذا الفكر بالفكر و كما بدأ،

فلن يتزحزح هذا الفكر إلا من خلال فكر نيّر، مسالم، وعادل، ومحب للآخرين

وهنا يبرز دور كل المؤسسات الدينية في المساجد والمنابر، والمؤسسات التعليمية جامعات ومدارس، ومؤسسات اجتماعية كجمعيات ومراكزثقافية ، ومؤسسات إعلامية إذاعةً وتلفزيوناً وصحفاً، هنا على الجميع أن يتحدث عن السلام، عن الاعتدال، عن المنهج الديني الصحيح، المحب والمعطاء، و  زَرعْ ثقافة القبول بالآخر والمختلف عنا، و تنمية ثقافة حسن الظن، والابتعاد عن التجريم والتكفير…

الجيل الحالي والقادم 

بحاجة إلى التنمية العقلية في كيفية التفكير والتحليل ، وهذا لا بد أن يتوافر في المناهج الدراسية مع مراعات طرق  تدريسه، وكيفية إعطاء المعلومة التي تحرص على تشغيل العقل في المقارنة والتفسير، والابتعاد عن الطرق التقليدية المهتادة في التلقين والحفظ إذ لا بد من تحريك عقولهم في طرح الأسئلة وهذا ما يجعل منهم شباناً مفكرين لا يقبلون أي فكرة خاطئة او هوجاء تعرض عليهم .

محاربة الفكر بالفكر المضاد لا تنجح دون ان يكون هناك غطاء قانوني اذ لا بد من وضع قانون يحاسب العنصرية والطائفية البغيضة وكل من يثيرها، للمحافظة على أسس ومبادئ إنسانية عظيمة لا تقبل التقسيم، والتهميش ، وهضم الحقوق، في كل المجالات التعليمية، والوظيفية، والمعيشية، وغيرها…

 القانون سيكون سلاحاً ضد أي نفسٍ تفكر في إثارة بلبلة معينة، أو عمل شيء مخالف، ستعرف أن هناك قانوناً يطبق في حال ثبات أي اعتداء لفظي أو فعلي على اي مكون من مكونات المجتمع .

علينا أن ندرك أن على هذه الأرض أفراداً مختلفين عنا في معتقداتهم، ومذاهبهم، وأفكارهم، وميولهم، وتوجهاتهم، ورغباتهم، علينا ان نؤمن بوجود من يخالفنا في الرأي ولكل منا وجهة نظر خاصة به علينا احترامها، طالما لم تضر بعضها ولم تؤذي بعضها، ولم تتعدى على الأسس التشريعية، والقانونية، والأنظمة المجتمعية فليس كل من خالفني الرأي عدوي .

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi