بعشيقة المتآخية عنوانُ نصر ورسالة اطمئنان…
جلال شيخ علي
بعد تحرير مدينة بعشيقة من دنس الارهابيين كانت عيون اهل هذه المدينة بكافة مكوناتها الدينية والقومية ترنوا بشوق الى لقاء البارزاني كي يلقي كلمة كما فعل في شنكال بعد تحريرها…
وكما كان متوقعا جاءت الزيارة المرتقبة ولكن هذه المرة اختلف مضمون الكلمة او الخطاب الذي القاه البارزاني عما كان في شنكال وكان الاختلاف في الجوهر والقيمة المعنوية كونه اصبح خطاب الانتصار الكبير و الحاسم على اعداء الانسانية تنظيم داعش الارهابي
يبدو انه كُتبَ على مدينة الزيتون ان تكون آخر المدن الكوردستانية التي تتم تحريرها من قبضة داعش وهذا التأخير منحها شرف اعلان انتصار الحق على الباطل
ان اختيار هذه المدينة جاء موافقا لواقعها ولتركيبتها الاجتماعية حيث يعيش فيها معظم مكونات المجتمع العراقي الذين اجتمعوا بمكان واحد وتحت سقف واحد مع الرئيس بارزاني ليوجهوا معا رسالة موحدة الى كافة دول العالم مفادها ان كوردستان كانت ولازالت موطنا للجميع وانها تنفر الطائفية المقيتة بكافة اشكالها ، وجاء خطاب البارزاني ليؤكد ذلك حيث شمل محورين الاول كان موجها للرأي العام الداخلي وثانيهما كان موجها للاطراف الخارجية…
فيما يخص الاولى فكانت عبارة عن اعلان النصر العظيم والشق الثاني جاء لطمأنة المواطنين في هذه المناطق وفي كوردستان عامة بأنه ما عادَت داعش تشكل خطرا عليهم مؤكدا في الوقت ذاته بقاء قوات البيشمركة فيها وحمايتها شأنها شأن اية مدينة كوردستانية أخرى كما تضمن الخطاب رسالة مفتوحة لبعض الجهات السياسية التي خذلت المجتمع بسبب وقوفها السلبي تجاه ماعاناه المجتمع من هجمة ارهابية وحصار اقتصادي مفروض من قبل اناس لم يراعوا ما قدمته لهم كوردستان في ايام المحن…
إن الامر المبهج والمفرح في هذه المناسبة هي انها تزامنت مع فوز السيد دونالد ترمب بمنصب الرئاسة الامريكية الامر الذي انعش امل الكورد في اقامة دولته المستقلة على ارضه التي عاش عليها منذ آلاف السنين سيما وان الظروف والاتفاقيات السابقة حرم الكورد من ان يكون لهم دولة خاصة بهم اسوة بالعديد من الامم…
اما الآن و بعد تحقيق الانتصار والسمعة الطيبة التي اكتسبتها قوات البيشمركة بقيادة البارزاني الذي استطاع كذلك ان يكسب ثقة كافة دول العالم و بعد التطورات والمستجدات الجديدة والايجابية التي طرأت على الساحة السياسية العالمية اصبح من الممكن تحقيق الحلم الكوردي في اعلان دولة كوردستان
عليه نأمل من القيادة السياسية الكوردستانية ان تستغل ذلك لخدمة القضية الرئيسية لا سيما انها ظروف مشجعة وملائمة على مستوى العالم خاصة بعد اعتلاء الجمهوريين لسدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
