أكتوبر 31, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قاسم ميرزا الجندي: استراتيجية العولمة في الامبريالية

استراتيجية العولمة في الامبريالية%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%85%d9%8a%d8%b1%d8%b2%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%af%d9%8a

قاسم ميرزا الجندي

الاستراتيجية هي مصطلح عسكري بالأساس وتعني الخطة الحربية، أو التخطيط للعمليات العسكرية قبل نشوب الحروب، و إدارة تلك العمليات بعد الحروب. الإستراتيجية هي وضع الخطط المحددة مسبقاً لتحقيق هدف أو اهداف معينة على المدى البعيد. في ظل التحديات والتطورات والمتغيرات المتسارعة في العالم. ووضع قواعد ومعايير دولية, وتقديم خدمات في هذا الاتجاه وفي سبيل التنمية في إطار أنظمة حماية الملكية الفكرية العالمية في المنظور الإمبريالي, وتهيئة كافة الظروف المناسبة لتنفيذ برامجها مراحلها خدمة لمصالحها.

الامبريالية مصطلح يستخدم للدلالة على السيطرة والهيمنة على منطقة او نظام او السيطرة على الدول .. دون تدخل عسكري مباشر، ويتمثل في هيمنة الدول الكبرى الغنية على الدول الصغرى الفقيرة اقتصادياً وثقافياً وجعلها أكثر فقرا, من خلال سيطرتها على المواد الاولية والمصنعة بواسطة الشركات الاجنبية, وهيمنتها على التكنولوجيا الحديثة والنظام الاقتصادي العالمي ووسائل الاعلام ، والتدخل في الدول من خلال الادعاء بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والعدالة .. وهي اكثر الدول والأنظمة احتكارية, ويتحكم فيها مجموعة من الاشخاص(اللوبي).

في أعقاب الحرب العالمية الثانية التي انتهت في سنة(1945)، وبعد صدور ميثاق الأمم المتحدة، الذي دعا صراحة إلى الحرية وتصفية الاستعمار وضمان حق تقرير مصير الشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار، نتج عن ذلك عدم أحقية أية دولة في استعمار دولة أخرى، وحينها ابتكر الاستعمار طرق واساليب اخرى لربط تلك الدول التي كانت تستعمرها بمعاهدات واتفاقيات طويلة الأمد قبل الخروج منها. وكرّست هذه الاتفاقيات للهيمنة الاقتصادية والفكرية والسياسية وفي جميع النواحي, حيث باتت الدول المستقلة حديثاً, هي مستقلة في العنوان فقط وليس لها أي اختيار او توجه في المفهوم الاستقلالي الاستراتيجي في رسم قراراتها, واصبحت رهينة سياسات واستراتيجيات الدول التي كانت تستعمرها بشكل أو بآخر.

اذن ان كل شيء قابل للتغير والتطور, حتى مفهوم النهب والسرقة, والتدخل في الشؤن الداخلية للدول الاخرى, كان يعرف سابقا بالاستعمار, ولكنه تطور وتغير هذا المفهوم, وأصبح يعرف بالعولمة بأنها نظام عالمي حديث تقوم على اسس عديدة هي الابداع في العلوم والابتكار والتطوير التقني وفي جميع النواحي، وبعد ثورة الاتصالات المتطورة اصبحت العالم قرية صغيرة. كما حدث بعد انطلاق الثورة الصناعية والتي اعتبرت حينها بالاستعمار القديم ، حيث قامت اوروبا بتصدير منتجاتها الى اسواق خارجية جديدة ، كما ان بعض الدول سعت لاستعمار دول أخرى, وذلك لأخذ خيراتها وتطوير تلك البلدان في نواحي محددة في الصناعة واقتصاد لكي تدور في فلكها، اما بالنسبة للعولمة الحديثة فهي عولمة حققتها اوروبا وبدون  حملات عسكرية، فقد حققتها بعض الدول الاوروبية والامريكية عن طريق التجارة والتنافس الدولي الغير المشروع في انتشار التكنولوجيا  والتدخل في شؤون الشعوب الاخرى في( الاقتصاد، السياسة ، الثقافة ، الايديولوجيا ، الإنتاج ، الصناعات ، انتشار او فتح أسواق لمنتجاتها..) وغيرها من الامور البسيطة والصغيرة والكبيرة , وتوجيه الافكار فيها لتصبح وكأنها ولاية او مقاطعة من مقاطعاتها تحكم فيها, وتوجيه البلاد نحو عدم الاستقرار والأمان في كل النواحي إن خالف اوامرها وسياساتها.

والجغرافية التي تعمل عليها العولمة هي جميع انحاء العالم بل الكون, ان الحدود الجغرافية لا تعتبر حاجزا او مانعا,  مما يجعل الحياة الاقتصادية والاجتماعية متداخلة بين الأمم والشعوب. لتحكم الإمبريالية وتفرض سلطتها وسيطرتها على جميع المؤسسات، و قد أصبح يعرف الاستعمار بالإمبريالية و الإستغلال من قبل الدول الكبرى على الدول الصغيرة وشعوبها الفقيرة, و قد بدأت الإمبريالية الجديدة في العالم عندما بدأت الدول الأوروبية الكبرى بالهيمنة عل كل اقتصاديات الدول الاخرى في نظام العملة وفي التكنواوجيا و التطور والاسلحة وفي نظام الاتصالات الحديثة، من أجل السيطرة على سوق الاقتصاديات والمواد الخام والاولية ومصادر الطاقة الموجودة في جميع دول العالم، و توسيع خطوط و طرق تجارتها وسياساتها وبرامجها، نحو اجنداتها بالطرق الحديثة وهي امبريالية العولمة, وترافقها في كل تطور وتقدم صناعي في العالم.

وهكذا اتجهت الرأسمالية نحو غزو العالم ونهب الإستعمار كل موارد وثروات وممتلكات الشعوب، وتوجيه العالم نحو التقاتل فيما بينها,  بينما هي تقوم ببيع الاسلحة ونشر الافكار القديمة اللاانسانية, لتدور كل الدول والشعوب في فلك سياساتها التي لا تناسب شعوب العالم.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi