أكتوبر 30, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جلال خرمش خلف: ماذا بعد داعش ؟

ماذا بعد داعش ؟

جلال خرمش خلفجلال خرمش خلف

 حين بدات داعش بالهجوم على مدينة شنكال و القرى و المجمعات التابعة لها هبت معظم العشائر العربية المحيطة بالمنطقة الى مشاركة داعش في هجومهم و كانوا بمثابة الاعين لهم و المرشدين للطريق امام قواتهم الغازية, هذا القول لا ياتي لالصاق التهم او تزييف الحقائق على العكس فان مجرى الاحداث و الانتصارات التي حققت في المنطقة كشفت الكثير من حقائق بيعة تلك العشائر لداعش, كم ان وجود بعض الاخيار من تلك العشائر ممن لم يصيبهم عدوى الدواعش و بقي متمسكا بثوابت العشرة والجيرة اصبح مصدرا مهما لاكشف حقيقة ابناء تلك المناطق التي اصبحت تابعة لداعش فاصبحوا كالمجهر في اظهار من اصابهم عدوى داعش بحيث ان البعض من الاخيار قد صرحوا ان معظم ابناء تلك العشائر قد بايعت داعش قبل مجيئهم للمنطقة وانهم كانوا خلايا نائمة له و تجمع الاخبار و المعلومات و تعهدت ان تشارك معهم حين ياتون الى المنطقة و بالفعل شاركوا مع داعش بالهجوم على من كان جارهم و لهم معهم علاقات تاريخية موخلة بالقدم, فارتكبوا قبل الاغراب من الجرائم و الانتهاكات ما لم يرتكبه الغريب و لم يفكر به .

     ما ارتكب بحق الايزيدية من انتهاكات و مجازر من قبل عرب الجوار كان اشد و اصعب خطورة من ما ارتكب بحقهم من قبل الاغراب كون ان عرب الجوار كانوا يحسبون من الاصدقاء و لهم علاقات وثيقة بالاضافة الى فضل الايزيدية على معظم تلك العشائر في الشدائد, لذلك وثق بهم الايزيدية اثناء اجتياح داعش للمنطقة فكان سببا لوقوع مجازر بشعة و انتهاكات مروعة بحق الابرياء.

   مضى على اجتياح داعش لمدينة شنكال و نزوحنا منه ما يقارب السنتين و مازالت معاناة الايزيدية مستمرة و قد تستمر المعاناة لسنوات طويلة ولكن النزوح و العودة الى شنكال لن يطول كثيرا فمهما طالت المدة فلابدا ان ياتي اليوم و يعود فيه الاهالي الى بيوتهم وان كانت منهوبة او مهدمة او متفجرة فالعودة ستكون ذات يوم ولكن ماذا عن عرب الجوار و الخونة ممن باعوا ضميرهم و انسانيتهم و شرفهم للاغراب و اصبحوا منبوذين و حقراء في اعين الجميع ؟ هل سيكون لهم مستقبل في المنطقة بعد ان كشفت حقيقتهم و ازيح عن وجوههم الاقنعة المزيفة؟ هل يمكن ان تكون هناك جسور للثقة بين مكونات المنطقة ثانية بعد ان يتم طرد و سحق الدواعش؟

  حين اقدم داعش ومن معهم من عرب الجوار و الخونة و ناكري المعروف على مهاجمة مناطق الايزيدية لم يفكروا باي شيء سوى القتل و ارتكاب المجازر و الانتهاكات بحق الابرياء لم نرى او نسمع صوتا لعاقل من تلك العشائر يندد تلك الافعال و الجرائم كما لم نجد الرحمة او الشفقة منهم بل العكس حيث تحول معظم ابناء تلك العشائر الى وحوش كاسرة و اشباه للبشر و تجردوا من انسانيتهم و لبسوا ثوب الحيوانات في تعاملهم مع الايزيدية فلم يبقى منهم انسان شريف او صاحب ضمير يدعوا الى ايقاف تلك الانتهاكات و الجرائم بحق اضعف خلق الله, و غذا اذا ما تم استعادة تلك المناطق التي يحتلها داعش و بداءت القوات بسحق الدواعش ومن بايعهم سنجد من ياتي و يدافع عن ابناء تلك العشائر العربية الداعشية و التي لم تقصر في اجرامها و افعالها و يصفهم بالابرياء المساكين و يتهم الايزيدية بارتكاب المجازر بحق من بايع داعش, نعم سنجد الكثير من دواعش السياسة ومن الخلايا النائمة لداعش من يصف ابناء تلك العشائر بانهم ابرياء و لا علاقة لهم بداعش, ولكنهم التزموا الصمت على جرائمهم حين كانوا دواعش.

  ان معركة داعش لن تنهي بالقضاء على هذا التنظيم المتطرف بل يجب ان يتم القضاء على المنابع الرئيسية لهذه الافكار الارهابية, ففي الامس بايع معظم اهالي المناطق التي يحتلها الان داعش تنظيم داعش و اصبحوا قوة ضاربة له لاستهداف امن الوطن و مستقبله و اليوم وبعد ان انحصر وجود داعش نرى ان من بايع داعش و اجرم بحق الشعب العراقي يتم وصفهم بالابرياء و المساكين و نجد من يدافع عنهم و يطالب بضرورة حمايتهم و تعويضهم ايضا, نعم ان معركة  دعش معركة معقدة و متشابكة لذلك فان القضاء على هذا التنظيم و على منابع افكاره يتطلب جهودا جبارة و قرارات حاسمة و مصيرية .

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi