يوليو 31, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الدكتور راوند رسول: بين الخطاب التاريخي للسادات في اسرائيل وخطاب برزاني في تركيا

بين الخطاب التاريخي للسادات في اسرائيل وخطاب برزاني في تركيا

الدكتور راوند رسول

العمل السياسي الناجح يغني عن استعمال العنف واستخدام الطائرات والمدافع لحل النزاعات والعمل السياسي الناجح هو القادر على القضاء على المشكلات العالقة ومحاصرتها وانهائها عمليا على أرض الواقع.

فمدافع وطائرات تركيا قصفت وتقصف في بعض أنحاء كردستان وتعجل من حدوث الكارثة وقد تتحول فعلا الى مدخل للكارثة اذا ما وقع خطأ في تحديد العلاج الشافي له على الأرض.

والكارثة كانت ستأتي سريعا لو لم يتدخل الرئيس مسعود البرزاني الذي أتخذ قرارا شجاعا بتوجهه الى تركيا، ولم يسمح للهواء المسموم أن ينتشر في منطقة تعتبر نظافة المناخ السياسي فيها شرطا أوليا للأستقرار.

أتذكر التصريح التاريخي الذي أدلى به الرئيس مسعود برزاني لأول مرة عندما كان في أنقره 2011 وقال،، أن أي خيار عسكري ضد حزب العمال الكردستاني لن يجدي نفعا وأن الحوار مع المنظمة هو الحل والمنفذ الوحيد للخروج من هذا المأزق.

ورغم حدية الرسائل التي وجهها الرئيس برزاني في تلك الزيارة، الا أنه كتب لنفسه تاريخا جديدا عندما أفهم الأتراك بأن لحظة الأعتراف بوجود الاخر هي ذاتها لحظة الأعتراف بأن الحرب هي داخلية ولها أسبابها التركية، اضافة الى أبعادها وتشعباتها الاقليمية وليس العكس.

ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه، فبالرغم من كل غيوم اليأس وهموم الأمن المفتقد وتعثر عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني توجه الرئيس برزاني الى مدينة ديار بكر متحدثًا باللغة التركية هذه المرة وقال في كلمة له أثناء الخطاب الذي ألقاه أمام الجموع الغفيرة وهو برفقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان،،لتحيَ الأخوة بين الترك والكرد، ليحيَ السلام، لتحيَ الحرية.

مقترحات الرئيس برزاني الى الأتراك وزيارته التاريخية الى تركيا تشبه في توقيتها مع فترة ما بعد حربي 1967 و1973 ضد أسرائيل. عندما كان الشعور بانسداد الأفق وغياب الحل النهائي الحاسم هو السائد في المنطقة فقرر الرئيس المصري الراحل انور السادات التوجه الى تل أبيب في سنة 1977 وألقى خطابه التاريخي الشهير في الكنيست وقال: “لكنني أصارحكم القول بكل الصدق، أنني اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل، وأنا أعلم أنه مخاطرة كبيرة، لأنه إذا كان الله قد كتب لي قدري أن أتولى المسؤولية عن شعب مصر، وأن أشارك في مسؤولية المصير، بالنسبة إلى الشعب العربي وشعب فلسطين، فإنَّ أول واجبات هذه المسؤولية، أن استنفد كل السبُل، لكي أجنّب شعبي المصري العربي، وكل الشعب العربي، ويلات حروب أخرى، محطمة، مدمرة، لا يعلم مداها إلاَّ الله.”

“أيها السيدات والسادة

إنَّ في حياة الأمم والشعوب لحظات، يتعين فيها على هؤلاء الذين يتّصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة، أن ينظروا إلى ما وراء الماضي، بتعقيداته ورواسبه، من أجل انطلاقة جسور نحو آفاق جديدة.

وهؤلاء الذين يتحملون، مثلنا، تلك المسؤولية الملقاة على عاتقنا، هم أول من يجب أن تتوافر لديهم الشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية، التي تتناسب مع جلال الموقف. ويجب أن نرتفع جميعًا فوق جميع صور التعصب، وفوق خداع النفس، وفوق نظريات التفوق البالية. ومن المهم ألاّ ننسى أبدًا أن العصمة لله وحده.

ـ نقلا عن إيلاف

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi