سبتمبر 12, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

إدريس الزوزاني: الكاتب واخلاقيات الكتابة

الكاتب واخلاقيات الكتابة

إدريس الزوزاني

لا يخفى الدور المهم  للكتابة في جميع المجتمعات وخاصة مع انتشار وسائل الاتصالات الحديثة ولكن التعامل مع الكتابة في جميع الاوقات له اساليب خاصة كما ان له طرق كثيرة وجوانب عديدة بإمكان الكاتب او المهتم بها اختيار الأفضل من اجل ايصال الفكرة والمضمون بصورة سليمة الى القارئ والمتابع، كما يحتاج من يمارسها الى ارضية صلبة  تساعده بوصول الفكرة الى المتلقي بصورة مقبولة وهذا يأتي من خلال الواقع المهني السليم وحسب اهمية الموضوع…

هناك من يكتب لأجل ان تصل فكرة معينة من واقع الحال الى عامة المجتمع، كي يكون الاخير على علم بما يحدث على ارض الواقع لذا يجب ان يكون الكاتب على مستوى كبير من المصداقية في ايصال الفكرة بغض النظر عن مواجهة الصعوبات جراء قول الحقيقة، وان يتجنب الاخطاء المقصودة والاستسلام الى الاراء المفروضة عليه من قبل بعض الذين لا يريدون له النجاح في مجال عمله او التفوق في اداء واجبه…
بكل تأكيد الكتاب او الاشخاص الملزمين في شؤون الكتابة هم الاكثر اهتماما من غيرهم من المثقفين في الوسط الاجتماعي،ويرجع الفضل في ذلك الى مصداقية اراءهم  ومدى معيار الامانة في مواقفهم، كما يجب ان لا ننسى بأنه ليس باستطاعة كل المثقفين العمل في هذا المجال، كون الكاتب بإمكانه ان يطرح فكرته بالشكل الصحيح وبالإلمام الكافي  ليميل الى الجانب المذكور…

هذا ويجب على الكاتب ان يكون متمرسا في مجال عمله قبل كل شيء، لكي يكون لكتاباته المصداقية لدى القراء، كما يجب عليه الابتعاد عن الانانية والشخصنة في اختيار المواضيع وان لايميل الى جانب معين من خلال كتاباته من اجل ارضاء جهات اخرى،كما عليه ان لا يجعل اراء الاخرين تسيطر على افكاره او يكتب حسب مزاج وأهواء فئة معينة…

لاشك عندما يتدخل الاخرين في شؤون الكاتب ويشاركونه الافكار، يؤثر ذلك على طريقة استخدامه حرية المهنة كما يؤدي الى نقص كبير في مصداقية الفكرة التي ينوي ايصالها الى الجماهير من خلال كتاباته، ويؤثر ايضا في مجال العمل الصحفي والإعلامي بشكل عام، لذا يجب على من لديه الرغبة في الكتابة او العمل في هذا المجال ان يكون حذرا من تدخل الاخرين في شؤونه، وان يلتزم بالحيادية في مجال عمله…
على الكاتب ان يتجنب الانانية اثناء الكتابة وعليه ان يمتلك امكانيات فكرية منطقية وطاقات ذاتية كافية ليحقق النجاح والتفوق في عمله، بكل تأكيد يستطيع من لديه الشعور بأخلاقيات الكتابة ويملك الاحاسيس الحقيقية بمبادئها التعامل معها بكفاءة وفاعلية وان يجعلها جسرا للمحبة يتواصل من خلالها جميع افراد المجتمع…
يجعل قسم من الكتاب طاقاتهم تحت تصرف اجندات الغير ويقع في اسر افكارهم ويحاول ممارسة سياسة الانتقام مع الاخرين من خلال كتاباته تلبية لرغبات بعض الاطراف او الاشخاص او يكون مندفعا من قبل جهات معينة للانتقاص من جهود جهات أخرى ويعتبر هذا النوع من الكتابة تملقا يؤثر على مستوى وأداء الكاتب بشكل سلبي، لذا يجب على الكاتب الحقيقي ان يبتعد عن الاجندات الخارجية والعمل بموجب اخلاقيات الكتابة وان يراعي شعور جميع المكونات والأطراف وعدم المساس بكرامتهم او التدخل في شؤونهم استجابة لرغبات الاخرين…

احد ابرز واهم المواصفات التي يمتلكها الكاتب هي المصداقية في نشر الخبر ونقل الحدث بالشكل الدقيق، لذا يجب عليه ان يكون مستقرا ذهنيا وجسديا عند اختيار المواضيع تفاديا لحدوث الاخطاء اثناء الكتابة وان يكون بعيدا عن التشهير والتحريف من خلال التطرق الى المواضيع ونشر واقع الحال كما هو…
مع الاسف في اغلب بلدان الشرق الاوسط تكون حرية الكتابة مقيدة مسبقا، وهذا الشيء يعود الى عدم وجود سياسة محددة او قانون خاص يلتزم به الكاتب في نشر مطبوعاته ومنشوراته، لهذا يعتمد الكاتب في الكثير من الاحيان الى اسلوب الاساءة او يتجاوز حدود الكتابة وينتهك محرماتها ويحاول فرض سياسة عدم الاستقرار من خلالها…

اخيرا اتمنى ان ينصف الكاتب نفسه بقليل من الانصاف اثناء ممارسته هذا العمل وان يبتعد عن سياسة التجريح والتشهير وان يلتزم بآداب الكتابة ونقل الفكرة بالشكل المطلوب والحفاظ على مستوى ادائه الطبيعي كي يستفاد القارئ من منشوراته.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

١ تعليق

  1. حسن صالح الشنكالي

    نصائح مهمة وطرح ممتاز في الوقت الذي اصبح الجميع كتابا ،فعلى هؤلاء المبتدأيين ان يراجعوا مقالك القيم ،يكون الكاتب كاتبا ، حينما يكتب قضية دون مبالغة ، ويعبر عن الحقيقة كما هي ،ويكون الكاتب كاتبا ، عندما ينسجم القارئ مع كتاباته ،ويشعره بان ما كتب نابع من قلب ووجدان الكاتب ،بعيدا عن الزيف والضغوطات السياسية والاجتماعية .وقلمه حر لا يشوبه عاطفة او محسوبية لجهة معنية ،يسير بيك إلى الحقائق ويطرح مقالاته بمهنية وضمير حي , فقلما نجد في هذه الأيام مع كثرة وسائل الإعلام ,إعلاما مستقلا صادقا ،أو نجد كاتبا يكتب عن معانات شعبه باستقلالية .وكما اشرت نحن جزء من الشرق الاوسط هناك حتما خوف من الانتقادات الحزبية والعقائيدية عند كتابتنا لموضوع معين وهذا بالتأكيد يأثر سلبا على طرح افكارنا ومانصبوا اليه ولكن على العموم نحن افضل الان من حيث حرية التعبير مماكنا عليه سابقا وسوف يزول هذا الخوف في المستقبل القريب ،مقال رائع استاذ ،احييك

    الرد

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi