داركيت مير ئامادين
خدر بير سليمان
الاستاذ محمد عارف تتو من ابناء احدى قرى قضاء شيخان (قرية شيخكا) حاصل على شهادة الماجستير في الاثار عرفته شابا كورديا غيورا متحمسا لخدمة بني جلدته من خلال اختصاصه تعرفت عليه عن قرب وهو يشرف ميدانيا على موقع جروانه الاثري..
رغم فارق العمر حيث هو ابن زميلي في الدراسة المغفور له (عارف تتو) لكن اختصاصه الاركولوجي وحماسه الزائد في نفض الغبار عن اثار منطقة شيخان والتي تعج بالعديد من المواقع الاثرية التي ما زالت مطمورة غير مكتشفة او انها مؤشرة لدى مديرية الاثار ولم تلقي الاهتمام المطلوب …
حماسه وغيرته في الحفاظ على ارث الاجداد جعلني اتابع عن كثب نشاطاته وكتاباته واحيانا ابدي له بعض الملاحظات البسيطة حيث يتقبلها بكل رحابة صدر وهذه ايضا شيمة من يود الاستزادة من العلم والمعرفة تضاف الى رصيده…
اليوم اتحفنا باحثنا بلقطة فنية فريدة لمجموعة أشجار في منعطف متميز ولافت على الطريق المؤدي من مركز قضاء شيخان (ئيسفنئ) الى معبد لالش وناحية اتروش وحاليا يتفرع شارع منه الى دهوك كثرت حوادثه المرورية راح ضحيتها العشرات من المواطنين منهم قائممقام قضاء شيخان المغفور له حجي مادو الباشيكي وذلك عام 1970 على ما اتذكر… بالمناسبة أأمل من السادة المعنيين في القضاء الى معالجة طريق هذا المنعطف الخطير بمد طريق الشارع الى شرق الاشجار حيث مسافته لا تتعدى كيلو متر واحد وذلك تجنبا لتكرار الحوادث المؤسفة …
لاعود الى تسمية هذه الاشجار والتي تبدو من على بعد على شكل ديك كما اشار اليها باحثنا القدير يا للصدفة الطريفة (الاشجار تبدو من على بعد على شكل ديك) حيث يعلم اهل المنطقة وبالاخص معمري الايزديين ان الديك لدى الايزديين له اعتبار خاص حيث هو معتبر لدى شيوخ ال(ئامادين ومريديهم ) والى سنوات كانوا يخشون قتله او ايذائه وحتى يتحاشون اكله كما ان ابيار (بيرجروان) والذي مزاره قرب قرية جروانه الاثرية كانوا يجمعون من عوائل قرى شيخان من الايزديين سنويا من كل عائلة ديك ويعلم معمري الايزدية ان لهذه الاشجار تسميتين : الاولى (داركيت مير ئامادين) كما هو معلوم ان (الشيخ ئامادين) هو اسم لاحد اولياء الايزديين وهو ابن الشيخ شمس ابن ايزدينه مير الشمساني المعاصر للشيخ حسن بن الشيخ ادي الثاني ويضيفون بأن الشيخ ئامادين كان اميرا في قلعة ئاميدي مركز امارة بادينان يقولون: بأن مير ئامادين وموكبه كانوا يتفيؤون بظلال هذه الشجيرات التسعة ويسمونها ب(نهدار ك) التسع شجرات ايضا…
عمد في ستينيات القرن الماضي مع الاسف مغرضون على قطع عدد منها تباعا الى ان بقيت ثلاث منها وقبل سنوات اقدم خيرون على زرع شجيرات الى جنبها لتعود نهدارك تسع شجيرات ثانية ولنعيد تخليد مير ئامادين سواء مير ئامادين الشمساني او مير ئاملدين الباديني المشهور مؤسس امارة بادينان فقد كان يزور الموصل ويتفيأ هو وموكبه بظلال هذه الاشجار حيث كانت القوافل القادمة من ئاميدي الى الموصل تمر من هذا الطريق عبر (ئيسفنئ)،بقي سؤال دون جواب شافي: هل مير ئامادين الشمساني الذي يقول الايزديون انه كان ميرا على ئاميدى هو نفسه الامير ئامادين -(عماد الدين) حسب المصادر المدونة باللغة العربية – مؤسس امارة ئاميدي ام انهما شخصيتين متشابهتين في الاسم واللقب وعاشا في فترة ومنطقة متقاربة لكن الاكيد هو انه كان مير ئامادين اذا كان شخصية واحدة او كلا الاميرين ان كانا شخصيتين مختلفتين وموكبهما يمرون من هذا الطريق ويتفيؤون بظلال نهدارك او داركيت مير ئامادين أأمل من المتضلعين في تاريخ اهل المنطقة ان ينبشوا بحصافتهم ليتوصلوا الى حقيقة مير ئامادين..
الجدير بالذكر ان الديك هو ايضا رمز معتير من رموز الميترائية…
شكرا ثانية لباحثنا الاركولوجي الاستاذ محمد عارف متمنيا له كل التوفيق في نفض الغبار عن اثار هذه الديار في كوردستان…
ـ توضيح: الموضوع اعلاه هو تعقيب كتبه الاستاذ خدر بير سليمان على منشور كتبه الاستاذ محمد عارف تتو قال فيه : الشجرة التي على هيئة صورة ديك تقع في شمال قضاء الشيخان والطريق المودي الى محافظة دهوك وتسمى (نه هدار )أي التسعة اشجار حيث انها تسعة اشجار متشابكه فيما بينها وتعلو على هيئة صورة ديك”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية