المساعد الاول لوزير خارجية امريكا يزور معبد لالش
قال “المسالة الاهم هي اعادة ثقة الايزيديين بمحيطهم.. وسنبقى نساندكم”
الشيخ شامو: الزيارة تاريخية وفي توقيت مناسب.. ولابد من مراعاة الخصوصية الايزيدية
شبكة لالش الاعلامية / معبد لالش: قام وفد امريكي رفيع المستوى بزيارة معبد لالش، اليوم الاربعاء 24/2/2016 وضم الوفد الزائر كل من السيد توم مالينوسكي (Tom Malinowski) المساعد الاول لوزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية للديمقراطية و الحقوق الإنسان، والسيد ستيوارت جونز السفير الامريكي في العراق، والسيد Knox thames المستشار المختص في شؤون الاقليات الدينية في وسط آسيا و القنصل الأمريكي في أربيل وكالة، و طاقم القنصلية ومعاونيه ومستشاريه في مجال حقوق الانسان، وكان في استقبال الوفد الزائر كل من السيد حازم تحسين بك وكيل امير الايزيدية، والبابا شيخ، والنائب في برلمان كوردستان الشيخ شامو، والسيد كريم سليمان المستشار في المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى اضافة لشخصيتين اجتماعيتين من شنكال.
في بداية اللقاء رحب السيد حازم تحسين بك بالوفد الزائر مثمنا هذه الخطوة.
وحول تفاصيل هذه الزيارة وما دار فيها من احاديث، قال الشيخ شامو في تصريح خاص الى شبكة لالش الاعلامية ان “هذه الزيارة تعد زيارة تاريخية لانه تراسها شخصية رفيعة المستوى، ولم يسبق زيارة معبد لالش من قبل شخصية امريكية بهذا المستوى او هذا المنصب الرفيع”.
واضاف “اكد رئيس الوفد عن تضامنه الكامل مع الايزيديين في محنتهم الاخيرة الناتجة عن اجتياح تنظيم داعش الارهابي لمناطقهم في مطلع شهر آب من العام 2014، معبرا عن ألمه وحزنه الشديدين لما اصاب اهلنا في شنكال من عمليات القتل والخطف والمتاجرة بالنساء والفتيات وغير ذلك من الاعمال الوحشية والارهابية”.
وبحسب الشيخ شامو فانه “من الواضح ان رئيس الوفد الامريكي كان مطلعا وبشكل كبير على تفاصيل وضعنا عن قرب، حيث كان يملك الاجابات على الكثير من الاسئلة، كما انه تكلم عن كيفية تحرير مناطقنا على يد البيشمركة وبمساندة الطيران الحربي للتحالف الدولي الذي تقوده بلاده، وعدد المختطفين الباقين بقبضة تنظيم داعش ومحاولات انقاذهم، كمال تحدث عن مناطقنا المنكوبة وكيفية مساعدة بلاده في اعادة النازحين الى مناطقهم، واكد بشكل لافت على مسالة اعادة ثقة الايزيديين بانفسهم وبمحيطهم، وقال ان اهم شيء هو اعادة الثقة للايزيديين و قدم نصائح عديدة بهذا الخصوص”.
وتابع “خلال الحوار وفي مداخلة من احد الشخصيات الشنكالية الذي طالب فيها بتوفير حماية دولية للايزيديين، فقال رئيس الوفد الامريكي، اريد ان اقول لكم بصراحة، انا لا استطيع ان اعدكم بالحصول على حماية من امريكا او من غيرها، لكننا سنشتغل كي نعيد لنفوسكم الثقة وبناء مناطقكم كي تعودوا للعيش فيها، ولا ننصحكم بان تبنوا مؤسسات بمفردكم، والافضل لكم ان تكونوا انتم مشاركين بهذا المؤسسات، واذا اتت حماية داخلية لتحميكم، يجب ان تكونوا شركاء فيها”.
ولفت الشيخ شامو الى انه، “هنا أشرتُ الى تاسيس فرمانده شنكال، فقال رئيس الوفد الامريكي، انا هذا ما اقصده، وانا اعرف ان تاسيس هذه القيادة خطوة محترمة، حيث ينبغي ان تساهموا في حماية انفسكم ضمن قوات البيشمركة وليس عبر مؤسسة منفصلة عنها، علما انه ليس من الجيد وجود قوات في شنكال اتت من وراء الحدود، ولا نشجع ان يقوم الايزيديون ببناء مؤسسات منعزلة عن مؤسسات كوردستان، وفي نفس الوقت نشجعكم على الانخراط بتلك المؤسسات وسنساندكم في ذلك، لاننا نرى ان قدراتكم محدودة وليس بامكانكم العمل بمفردكم”.
منوها الى ان “رئيس الوفد الامريكي كان يرى انه ليس من مصلحتنا تشكيل كيان للتعبير عنا، وكانت نصائحه بناءة جدا، واكد على اهتمامه الجاد بالوضع الايزيدي وان بلاده لن تتخلى علينا، وانهم خلال وقوع الازمة اتوا وساعدونا وسيبقون معنا الى ان تنتهي داعش ويرجع الوضع الى طبيعته”.
وبحسب الشيخ شامو، فان رئيس الوفد الامريكي “اكد على ان بلاده ترفض وقوع اعمال انتقام عشوائية ضد من تورط بجرائم القتل والخطف والسبي، مبينا انه من الافضل للايزيديين ان يكون هنالك لقاءات مستمرة مع شيوخ عشائر القرى والمناطق التي تحيط بمناطقنا، والاهم هو الكشف عن اسماء كل من تورط بتلك الجرائم الى القضاء لينالوا عقوبتهم، مشيرا الى انه يعلم ان هنالك قرى عربية تبعد عن المناطق الايزيدية بنحو 3 كلم فقط، وانه حتى لو كانت القرى التي تورطت بالارهاب ضد الايزيديين تبعد 200 كلم، فانه سيكون دائما هنالك مشكلة ما لم تتحقق المصالحة وفق شروط منصفة لكل الاطراف شريطة ان تتضمن معاقبة الارهابيين امام القانون فقط”.
ومضى الشيخ شامو بالقول “خلال حديثي، و في البداية قلتُ نشكركم جدا على زيارتكم لمعبد لالش، وان حضوركم هو بمثابة رسالة الى اصدقاء الايزيدية و الى اصدقاء واعداء كوردستان باكملهم، وزيارة لها مدلولاتها لانها تضم شخصيات امريكية رفيعة المستوى، وتناقش مسائل مصيرية حول الشان الايزيدي، ومن واجبنا دائما ان نشكركم على حضوركم هنا، كما نشكركم على دعمكم لشعب وحكومة اقليم كوردستان ومن ضمنهم الايزيدية، ومضى عليكم سنة ونصف تحاربون داعش انتم من السماء وقوات البيشمركة من الارض وبدعمكم الجوي تمكنت البيشمركة من تحرير شنكال، ونحن واثقين ان نهاية داعش ستكون على يد البيشمركة وبمساندتكم”.
وتابع بالقول “و حول مسالة اعادة الثقة الى الايزيديين، قلت انه هنالك رؤى ربما تساعد في اعادة الثقة لاهالينا، حيث انه طوال تاريخنا فان قدرنا هو جغرافيتنا، ومناطقنا منطقة استراتيجية تضم عدة مكونات وهي على شكل قوس يحيط بالموصل وهذه المنطقة تعرضت الى اعمال تخريب وجينوسايد واحدة تلو الاخرى عبر عشرات العقود ودائما كانت تحت التهديدات، وفي هذه المرحلة ايضا قدرنا هو جغرافيتنا، وهذه المنطقة التي حصلت فيها الكارثة مرتبطة بمادة دستورية في العراق، كان ينبغي حسم مصيرها عام 2007 باستفتاء جماهيري حول بقائها ضمن العراق او انضمامها الى كوردستان، لكن ذلك لم يحصل بسبب الحكومة العراقية وحكومة نوري المالكي تحديدا، و احد الاسباب الرئيسية لوقوع هذه الكارثة هو ان مصير مناطقنا ما زال معلقا، واثناء وقوع بالكارثة كان معلقا، والان نحن نعيش فترة النزوح ومناطقنا فارغة من البشر، اضافة الى وجود ازدواجية في الادارة ونحن نعاني من تلك الازدواجية، علما اننا صوتنا لصالح الدستور الاتحادي الى جانب كل المكونات العراقية الاخرى، ذلك الدستور الذي اعترف بالديانة الايزيدية اي انهم ديانة لها اتباع وليسوا بكفار، لكن للاسف فان الكثيرين من اولئك العرب الذين هم جيراننا التاريخيين وصوتوا لذلك الدستور انضموا الى داعش وشاركوا في الاعتداءات الاثمة والوحشية التي اصابتنا”.
واستطرد الشيخ شامو بالقول “نحن من هذا المنطلق لم يعد لنا ثقة في العراق، واتيتُ له بمثال ناحية سنوني بشمال شنكال التي هي اكبر ناحية على مستوى العراق، ولنسال الحكومة العراقية ما الذي قدمته لهذه المنطقة المنكوبة لكي ترجع الخدمات الرئيسية المرتبطة بالحياة، في سبيل عودة اهالينا الى مناطقهم وقراهم، الجواب هو لا شيء قدمته اطلاقا. و العراق لم يساعدنا علما انه من الناحية الادارية والمالية فالمنطقة لحد الان مرتبطة بهم، واحسن شيء ليس لنا نحن فقط بل لكل مناطق المكونات، هو اجراء استفتاء شعبي وليس اتخاذ قرار سياسي، ويكون هنالك قرار جماهيري ويقرروا مصيرهم ونحن لسنا بغرباء على مناطقنا بل نحن سكانها الاصلاء”.
مبينا انه “ولانني برلماني في برلمان كوردستان تحدثتُ عن عقد اجتماعات على مستوى رئيس الاقليم او الرئاسات الثلاث فيه او على مستوى الدبلوماسيين في الاقليم، حيث يتم توجيه دعوات للمشاركة الى ممثلي الكيانات السياسية والمكونات، لكن لا يحق لي ان احضر تلك اللقاءات لكوني كوردي القومية، ونحن هنا لا نزايد على احد، لاننا نعتبر نفسنا اصل الكورد، لكن من المفترض مراعاة خصوصيتنا الدينية التي نتميز بها عن الاخرين، ولمعالجة هذه المشكلة نرى ان يتم تخصيص كوتا للايزيديين في برلمان الاقليم وفق نسبتنا السكانية كي نتمكن من الحصول على حقوقنا الطبيعية في مؤسسات الاقليم حسب وجودنا في البرلمان وغيره من المؤسسات الحكومية، ولدينا مشروع قرار بذلك”.
واشار الشيخ شامو الى انه “ضربت لهم مثال آخر، وقلت انه عند تشكيل لجنة دستورية تضم 21 شخصا، طلبت من البرلمان ان يكون هنالك شخصا ايزيديا بينهم، لمراعاة خصوصيتنا الدينية في معتقدنا لاننا نعرف ما نريد تثبيته في الدستور، لكن للاسف الاحزاب السياسية عدا كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يوافقوا على مطلبي، والاحزاب التي رفضت ذلك ليس كرها بالايزيدية بل لان منطقتنا تعتبر منطقة فيها نفوذ قوي جدا للديمقراطي الكوردستاني وتنظر تلك الاحزاب لنا على اننا رصيد له، اي اننا كايزيديين نقع ضحية للتنافس السياسي في الاقليم، ورئيس الاقليم اضطر ان يطلب من حزبه تخصيص مقعد من حصتهم لصالح شخصية ايزيدية في تلك اللجنة”.
مشيرا الى انه “اكدت على ان تحرير مناطقنا باكملها من خلال الضمانات الامنية المُحكمة في المنطقة واعادة الاعمار بشكل خاص عن طريق كوردستان وبدعم خاص من قبلكم واعادة الحياة فيها سيؤدي الى اعادة الثقة لاهالينا كي يرجعوا لمناطقهم، وظاهرة الهجرة ستقل، لان اغلبية الايزيديين لا يحبذون الابتعاد عن اراضيهم ومقدساتهم”.
واعتبر الشيخ شامو ان “الزيارة كانت مهمة، وعلى وفق ما فهمنا منه، فانهم يشتغلون للمستقبل وتوقيت الزيارة مهم جدا وكانوا اوفياء معنا من حيث المساندة والنصائح القيمة”.
وخلال تجوال الوفد بمعبد لالش، شرح السيد كريم سليمان معاني الرموز الموجودة فوق بوابة المعبد الداخلية اضافة الى شرح موجز عن العقيدة الدينية والفلسفة الايزيدية والطقوس التي تقام في المعبد طوال ايام السنة، وتحدث الشيخ شامو لرئيس الوفد وقال له “هذا الرمز هو شعار لمركز لالش، الذي اراسه، وسنستغل اقرب فرصة لنمنحكم نسخة من (شعار مركز لالش) كي يبقى الايزيديون ومعاناتهم في وجدانكم”.
كما قام الشيخ شامو بتسليم رئيس الوفد نسخة من تقرير باللغة الانكليزية يضم احصائيات وارقام عن الأضرار البشرية والمادية جراء اجتياح تنظيم داعش لقضاء شنكال، وكيفية تعويض الاهالي واعادتهم لمناطقهم، مع تقديم نسخة من (دليل مراكز لالش) الذي يضم معلومات حول معبد لالش ومركز لالش والايزدياتي بشكل مختصر.
وخلال تجوال الوفد بالمعبد ابدى رئيس الوفد اعجابه بالفلسفة الايزيدية التي تقول في جزء منها ان الارواح الجيدة تذهب لمكان جيد والارواح السيئة تذهب الى مكان سيء، وقال “هذا قريب مما افهمه عن الحياة ايضا”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية