مركز لالش: الايام القادمة حاسمة و لابد من مواقف حاسمة
منذ نحو خمسة عشر شهرا حلّ بالمجتمع الايزيدي كارثة حقيقية نتجت عن اجتياح عصابات داعش الارهابية و اسفرت عن مقتل وخطف وسبي وفقدان الالاف من ابنائنا في شنكال، ونهب للممتلكات في شنكال وبعشيقة وبحزاني مع تهجير ونزوح نحو 400 الف مواطن ايزيدي الى اقليم كوردستان.
في بداية الازمة اتخذنا ما اتخذناه من اجراءات عاجلة لتخفيف هول الصدمة، كما ان حكومة وشعب الاقليم قدموا ويقدمون ما باستطاعتهم لمساعدة اهلنا وغيرهم ممن توافدوا على الاقليم في اكبر عملية نزوح قسرية، اضافة الى دعم اغاثي من منظمات وجمعيات انسانية خيرية اقليمية واممية.
ونحن كهيئة عليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي، كنا نغض النظر عن التلكؤ الحاصل بنشاطات بعض فروعنا بسبب الظروف الاستثنائية التي حصلت، لكن بعد مضي هذه الفترة البالغة 15 شهرا، ندعو جميع فروعنا الى العودة الى نشاطاتهم وتفعيل ادوارهم للمساهمة في التخفيف عن اهلنا في محنتهم، وتوعيتهم بالمخاطر المحدقة بالمجتمع الايزيدي بسبب التدخلات الاقليمية خاصة مع اقتراب تحرير قضاء شنكال من قبضة التنظيم الارهابي.
ونؤكد هنا ان شنكال هو قضاء عراقي، ويتبع جمهورية العراق لحد الان، وانه بموجب الدستور الاتحادي والمادة 140 منه فان اهله هم من يقرر مصيره بالبقاء ضمن العراق الاتحادي او الانضمام الى اقليم كوردستان، ونحن نرجح ان اي استفتاء منصف سيجري سيؤكد عودة شنكال الى اقليم كوردستان لان الانتماء القومي الكوردي للايزيديين هو انتماء طبيعي وراسخ، ولا يمكن السماح بتشويه هذا الانتماء رغم كل المخططات الكيدية التي تتصيد في المياه العكرة.
نحن في مركز لالش نرى ان هنالك من يريد العبث بخارطة وانتماء المجتمع الايزيدي، ومن واجبنا ان نتصدى لتلك الايادي التي تريد ان تزرع بذور الشقاق بين الكورد الايزيديين وبين الشعب الكوردستاني، ولا يمكن ان نقف مكتوفي الايدي ازاء ذلك كي نحمي مستقبل اهلنا من مخاطر تلوح في الافق.
عليه، ندعو جميع منتسبينا واصدقائنا الى اتخاذ مواقف حاسمة ازاء ما يحصل، لان الايام القادمة هي ايام حاسمة، ولا ينبغي ان نبقى مكتوفي الايدي، وعلى الجميع التفكير والتمعن لمعرفة اين تكمن مصلحة مجتمعنا.
نقول هذا وبداخلنا شعور بالامتنان العالي لكل من ساهم في انقاذ الايزيديين ابان محاولة قتلهم وخطفهم في جبل شنكال، ونحن كهيئة عليا لا نتمنى ان تنقلب الافعال الخيّرة الى مخططات سياسية، فهنالك أعمال توريط لبنات ايزيديات بالانضمام لبعض التشكيلات باعمال يمكن وصفها بالخطف عقب إغوائهن بمعسول الكلام، وهنالك قوى سياسية تقول ان اية منطقة تساهم بتحريرها في شنكال لن تتخلى عنها، وهذه افعال مرفوضة.
ونحن كمركز لالش من واجبنا ان نحث على الاسراع تحرير شنكال باية طريقة، وندعو كافة الجهات الرسمية مثل قائمقامية قضاء شنكال وادارة نواحي سنوني، كرعزير، وبليج وايضا مجالس القضاء والنواحي المذكورة وممثلي شنكال في مجلس النواب العراقي ومجلس محافظة نينوى ببيان موقفهم والقيام بواجبهم التاريخي إزاء كل ما يحدث من محنة اهلنا في شنكال، وازاء مسالة التلكؤ في تحرير شنكال وتحديد ملامح مستقبلها.
ونشير ايضا الى ان هنالك اطراف باتت ترفع بعض الرايات والأعلام وتزعم انها أعلام تمثل الإيزيدية، وعليه نقول ان علم كوردستان هو علمنا الذي يوجد بمركزه شعار الشمس وهي احد رموز الإيزيدية، وان هذا العلم يحظى بشرعية من برلمان اقليم كوردستان وتحت رايته والوانه سقط مئات الالاف من الشهداء من شعب كوردستان بضمنهم الكورد الايزيديون، ورغم ذلك نقول اذا تم إقرار علم يشير للخصوصية الدينية للكورد الايزيديين من قبل المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى وليس من قبل اطراف سياسية، فاننا سنحترم ذلك العلم.
ونحن نشكر قوات اليبكة التي تمكنت وبمعية قوات خاصة من البيشمركة، ولمدة محددة تربو عن العشرة ايام، من فتح طريق لالاف العوائل المحاصرة بجبل شنكال، ولكن بعد اداء مهامهم كان الاولى بعناصر اليبكة العودة لقواعدهم، كما فعلت قوات البيشمركة في كوباني والتي قامت بالانسحاب عقب اداء واجباتها هناك، لهذا ينبغي تسليم شنكال للشنكاليين لادارة شؤونهم، مع الاشارة الى انه توجد قرى ايزيدية في الجانب السوري بحاجة لقوات اليبكة اكثر من ايزيدية شنكال الذين يوجد من يحميهم.
ومثلما كانت عبر تاريخها، فان شنكال ستبقى للشنكاليين، لذلك على جميع الجهات فسح الطريق للبيشمركة كي تستكمل تحرير باقي اراضي شنكال من دنس الدواعش، لاننا نثق ان قوات البيشمركة هي القوات الوحيدة القادرة على فعل ذلك والقادرة على توفير الحماية لاهلنا في شنكال وغيرها من المناطق الكوردستانية، وان التلكؤ الحاصل حاليا في عملية تحرير شنكال سببه ان قوى اخرى تريد فرض نفسها واستثمار انجازات البيشمركة، علما ان هذه القوى تسعى لشق الصف الايزيدي من خلال بث اشاعات وتعليمات ومفاهيم في صفوف الايزيديين في سبيل عزلهم عن محيطهم الكوردستاني.
الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي
دهوك 3/11/2015
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية