الباحث/ داود مراد ختاري
أخذوا مني طفلتي لكونها جميلة، وفقدتها الى الأبد.
خرجت عائلة شقيقي من شنكال وقادوا سيارتهم بسرعة فائقة في اليوم الاول للكارثة لان الدواعش قد رموا عليهم فانقلبت السيارة، ومات فيها ابنتي – زهراء ابراهيم اوصمان / مواليد 1976- (زوجة ابن أخي) ومات حفيد شقيقي أيضاً أسمه (أنور نايف علي – مواليد 2008) وجرحى بقية أفراد العائلة، وقال ابراهيم اوصمان شيبو الهبابي 1944 من مركز مدينة شنكال/ حي الشهداء:
ذهبنا لنجدتهم بعد سماعنا الخبر ونقلنا الجثث والجرحى الى مستشفى شنكال، وأدركت بانهم سيلقون القبض على الجرحى في المستشفى ، لذا أخرجتهم باسرع وقت ممكن، وبقيت مع الجثث كي استطع تحويلهم الى مقبرتنا، لكنهم القوا القبض علي وحولوني الى مركز شرطة مجمع تل قصب وبقيت فيها ليلة ثم افرج عني بعدما تعهدت لهم بعدم الهروب من الدولة الاسلامية.
هربنا الى قرية النسيرية القريبة من المركز، وبعد أربعة ايام الى قرية (كاني عيدو) وفي منتصف الطريق لحقوا وراءنا باربعة سيارات والقوا القبض علينا، سألونا عن أسباب هروبنا من القرية، فأكدنا لهم باننا هربنا من قصف الطائرات، أجبرنا الى العودة ثانية الى القرية، وفي يوم 15- 8 سمعنا بأنهم قد أبادوا قرية كوجو، فأنتابنا الخوف من المصير المجهول، وحينما أسدل الظلام توجهنا نحو الجبل من خلال (قزل كند) وبقى أحد أشقائي هناك ومازال مصيره مجهولاً واستشهد (هادي مراد دقو مواليد 1947، وابنه رشو هادي مواليد 1967) بالقرب من الالتواءات الجبلية وتم العثور على جثثهم بعد مرور شهر ، ودفنا في تلك المنطقة وتم تحويل رفاتهما الى مقبرة مهمد رشان في شهر آب 2015،
علماً بقى أكثر من عشرون فرداً من أقرباءنا داخل شنكال ولم يستطيعوا النجاة، فبعد عشرون يوماً تم تحويلهم الى قرية كوجو، البعض منهم قد نجوا والاخرين مازالوا مخطوفين لدى التنظيم الارهابي.
وقالت وضحى ابراهيم اوصمان: في اليوم الاول كنا نخاف من جارنا (الخاتوني) فخرجنا بسيارة كية والقي القبض علينا بالقرب من مقر (الحركة الايزيدية للاصلاح) وأخذونا الى قرية النسيرية وهي قريتنا القديمة وجمعوا فيها عوائل كثيرة وذات يوم هربنا والقوا القبض علينا فاتصلوا بمسؤولهم (ابو حمزة) واعفواعنا مطالبين بالدخول الى الديانة الاسلامية .
وأضافت: في اليوم الاول استطاع زوجي الوصول الى الجبل وبقيت مع تسعة من أطفالي الصغار فسكنت مع عوائل أقرباءنا وكنت قد أجريت عملية جراحية قبل أيام لا أستطع الحركة، وفي يوم كارثة كوجو هربت مجموعة كبيرة من العوائل نحو الجبل ليلاً فطلبت من أطفالي أن يتركوني في النسيرية والالتحاق بهم نحو الجبل، وكانت هناك امرأة أخرى اسمها (باسمة من مجمع كرزرك) مصابة بعيارة نارية لم تستطع الهرب مثلي، وبقت مجموعة من العوائل .
اتصل شقيقي بأحد أصدقاءه وطلب منه تأجير سيارة بمبلغ (500000) خمسمائة الف دينار، لإيصالنا (أنا وباسمة) من النسيرية الى منطقة آمنة، فنجونا.
وفي اليوم التالي جاءت قوة من التنظيم الإرهابي وأخذوا بقية العوائل ومن ضمنهم عائلة شقيقي واقربائي وهم الآن مخطوفين لدى التنظيم ومصيرهم مجهولاً.
واتصلت بنا قبل فترة زوجة عمي وأكدت بان عائلة منتمية للتنظيم الدولة الاسلامية أخذت مني طفلتي التي عمرها سنة واحدة لكونها جميلة، ولم اراها منذ شهور وسألت عن عنوانهم، لكن لا أحداً يعلمني ، لذا فقدت ابنتي والى الأبد .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية