الباحث/ داود مراد ختاري
تخلت الأم عن جثة ابنها كما فعلت والدة الاسكندر الكبير.
قبل سيطرة التنظيم على شنكال وضواحيها ومن ضمنها كرزرك ، كانت العائلة نائمةعلى سطح المنزل يوم 2-8 وفي الفجر اصاب الابن (ناصر عرب مردوس) وزوجته بعيارات نارية وأخذوهما على الفور الى مستشفى شنكال العام سراً ومعهم والدته، اما بقية أفراد العائلة سلكوا طريق الجبل مشياً على الاقدام وحينما وصلوا الى منطقة (قنديل الجبل) سيطرت تنظيم الدولة الاسلامية على مركز مدينة شنكال، فانقطعت عنهم أخبار المصابين، كانت اصابة زوجته في يدها استطاعت الهرب والتوجه نحو الجبل مع العوائل الشنكالية، بينما اصابة (ناصر) كانت بليغة لم يستطع الخروج من المستشفى .
ولم تمر نصف ساعة حتى القي القبض على كافة أفراد العائلة في القنديل ونقلوهم الى نفوس شنكال .
في هذه الاثناء هرب جميع أطباء المستشفى فقام أحد منتسبي التنظيم الإرهابي بحقن جميع الايزيدية المصابين في المستشفى وقتلهم وكان من ضمنهم (ناصر عرب مردوس) ، توسلت والدته بالتنظيم لأخذ جثة ابنها لكنهم رفضوا ذلك، وبعد ان ادركت انها في خطر محدق ويمكن التعرض الى الخطف أيضا، وان التنظيم سيأخذون الجثة الى جهة مجهولة فخرجت الوالدة من المستشفى متسللاً الى قرية النسيرية خوفاً من المساس بشرفها، ومن ثم الى الجبل، مكرراً قصة اسكندر ذو القرنين حينما تخلت الوالدة عن جثة ابنها لانها جاعت كثيراً، وهنا تخلت والدة (ناصر) عن جثة ابنها لانها خافت على مصيرها وتعرضها للخطف، هكذا هي حال الايزيدية عند الفرمانات ، تقوم يوم القيامة الاب يترك الابن ويهرب، والحفيد ينسى جده الكاهل وكلٌّ من يعلقُّ بحبلهِ.
أخذوا العائلة الى نفوس شنكال ثم الى الصولاغ وهناك حاول أحد عناصر التنظيم أن يأخذ شقيقة الشهيد لكنه لم يفلح ونقلوا العائلة الى احدى القرى في تلعفر ، وبقت يومين بلا طعام وشراب والضرب المبرح مع الاهانة لانهم رفضوا الدخول الى الديانة الاسلامية.
وبعد عدة أيام تم منحهم بطاقات عدم التعرض لكونهم أصبحوا مسلمين فنقلوهم الى القرى في شنكال، وبعد عشرون يوماً تمكنوا من الهرب ليلاً الى قرية (عين عفدو) حيث وجدوا رجلا مسناً قد بقى في القرية والتجؤا جميعاً الى الجبل.
ملاحظة : الصورة الاولى للشهيد ناصر عرب مع زوجته يوم عرسهم، والثانية مع والدته، والثالثة صورة ابنتهم الوحيدة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية