وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
لا زالت المباحثات بين رؤساء المؤسسات الأوروبية الثلاث والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستمرة اليوم، ولكن نقاط الخلاف تظل واضحة في المسائل الأكثر حدة، خاصة قضية اللاجئين.
ففيما طالب المسؤولون الأوروبيون، وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، تركيا بالعمل على ضبط حدودها بشكل أكثر فاعلية، عبر أردوغان عن تصميم بلاده في الاستمرار في ممارسة سياسة الأبواب المفتوحة.
ويؤكد الرئيس التركي على إنفتاحه للتعاون مع الأوروبيين في مسألة الهجرة والجوء، منوها بأن “تركيا تستقبل 2,5 مليون لاجئ، خاصة من سورية وأنفقت من أجل حمايتهم مليارات الدولارات، وبذلك تكون قد عبرت عن وجهها الانساني ومسؤوليتها”، حسب تعبيره.
ويأتي كلام أردوغان، في إيجاز صحفي عقده بعد لقاءه برئيس الاتحاد دونالد توسك، وبدا من خلاله عدم الاتفاق واضحاً حول مسألة اللاجئين، فالاتحاد الأوروبي يطمح، من جهته، إلى التوصل إلى أجندة مشتركة للهجرة واللجوء مع تركيا، بينما تنتقد الأخيرة عجز الأوروبيين فيما بينهم عن إتخاذ مواقف منسقة.
وتطالب بروكسل أنقرة باحترام بنود اتفاقيات إعادة القبول، الأمر الذي تحاول الاخيرة تجاهله، مع التركيز على ضرورة شملها بلائحة البلدان الآمنة، التي يجري اعدادها أوروبياً.
ومن النقاط الخلافية الأخرى أيضاً مسألة الإرهاب، فرغم أن بروكسل وأنقرة متفقتان تماماً على ضرورة محاربة ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، تختلف وجهات نظر الطرفين لدى الحديث عن حزب العمال الكردستاني، حيث “يجب ألا يحصل هذا الحزب على الشرعية، بحجة أنه يحارب داعش”، حسب رأي أردوغان.
ويرى أردوغان أن داعش وحزب العمال الكردستاني والقوى اليسارية في بلاده كلها جماعات إرهابية يجب مواجهتها، وهو ما لايروق للأوروبيين بالطبع.
وطالب أردوغان المؤسسات الأوروبية بدعم مقترحه إنشاء منطقة عازلة على حدود بلاده مع سورية وداخل أراضي هذا البلد، مشدداً على أن بلاده هي الأكثر عرضة للآثار الناجمة عن الصراع السوري.
وحول هذا الموضوع، جاءت الردود الأوروبية مختلفة، فقد عبر رئيس الاتحاد عن الاستعداد لدراسة هذا الأمر، بينما قال رئيس البرلمان مارتن شولتز “يحتاج هذا الأمر لموافقة الأمم المتحدة، فليس هناك من يستطيع القيام بذلك بمفرده”.
أما نقاط الاتفاق، فيبدو أنها موجودة بالرغم من كل شيء، فقد إتفق أردوغان ومضيفيه الأوروبيين على إنتقاد الضربات العسكرية الروسية في سورية، فالحل، برأيهم، “لا يمر عبر السماح لروسيا بدعم الرئيس السوري بشار الأسد و قصف مواقع لمعارضة معتدلة”.
كما توافق الطرفان على عدم طي مسألة إنضمام تركيا للتكتل الموحد والعمل على تفعيل المفاوضات بشأنها، وكذلك على ضرورة متابعة العمل للتوصل إلى إتفاق بشأن إلغاء نظام تأشيرات الدخول.
ويبقى أمام الرئيس التركي إتمام محادثاته خلال عشاء يجمعه مساء اليوم الاثنين مع كل من رئيس المفوضية جان كلود يونكر، ورئيس الاتحاد دونالد توسك ورئيس البرلمان مارتن شولتزز
وكان الأوروبيون يأملون في اعلان اتفاق مع الأتراك حول مسألة المهاجرين، ولكن أفضل التوقعات لا تشير إلا إلى إعلان يتضمن التصميم على متابعة المحادثات والمشاورات.
وكان أردوغان أعلن أنه أتى إلى بروكسل بناء على دعوة من الملك فيليب، حيث من المقرر أن يفتتح غداً معرضاً فنياً يدعى “أوروباليا”، يسلط الضوء هذا العام على تركيا، ثقافة وتراثاً
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية