وفاءٌ في زمن الغدر
الباحث/ داود مراد ختاري
الــوفـــــــــــاء صفة جميلة وخلقً كريم ينبغي على كل انسان أن يتحلى به، وهو الإخلاص ،الذي لا غدر فيه ولا خيانة، وهو البذل والعطاء بلاحدود، وتذكّر للــــود، ومحافظة على العــــــــهد .
والوفاء الحقيقي لا يأتي إلا من قلبٍ طاهر، تدفعه النيه الطيبة الخالصة والأروع من ذلك ان نعيش هذه الكلمة بكل جوارحنا واخلاصنا، وبكل ما نملك من صدق بدون زيف ولانفاق، حينها نعلم اننا كونا علاقات اساسها الوفاء الحقيقي
ما أصعب التظاهر بالإبتسامة عندما تكون تشق طريقها وسط الدموع
و ما أصعب التظاهر بالفرح عندما يكون القلب يحترق كالشموع
و ما أجمل أن يواسيك أحد عندما تكون في بعض لحظات موجوع
ولكني اشك في بشر يحب لاخيه ما يحب لنفسه , أشك في امرء يخاف على جاره , اشك في أناس لا يأكلون لحم بعضهم .
علينا أن نتجنب النظرة السوداوية للأمور وللناس ونبحث عن مجالات الأمل والتفاؤل فنغلبها لكي تزين حياتنا
علينا الا نعمم ففي المجتمعات الخير والشر وإن طغى جانب على الآخر
الوفاء موجود وسيظل رايات الخير واضحة للعيان
من المتوقع أن يواجه الأنسان أبشع أنواع الظلم من الأخرين.. الا أن ذلك يجب ان لا يكون شغله الشاغل، ومن المفترض أن تكون لديه القدرة على أدراك الطرق السليمه لتخلص من شتى أنواع المعاناه مهما كانت العوائق والمسببات.
فهناك من لازال متمسكاً بالوفاء حتى سرى في جسده كالدم وتطبع به لأن الوفاء من الصفات المكتسبة .
ومثالنا على ذلك شاب جعلنا نتذكر أننا من جنس البشر الحقيقي المبني على أساس الوفاء والإخلاص والصدق إنه الشاب ( عذاب ) وهذه قصته:
حينما كانا في قريتهما (كوجو – جنوب قضاء شنكال 23 كم)، كانت الحياة تزهو بالفرح والمسرات، وكسائر قصص الحب العذري بين المتحابين كانت علاقة الشاب (عذاب حسين خلف) مع الفتاة الحسناء (دنيا حاونج خلف) واتفقا على الزواج مبدئياً، وحصلت موافقة العائلتين، ولكن الغزو الإرهابي الداعشي لقريتهم كان أسرع منهم، شاء القدر أن يهرب (عذاب) من المذبحة وحبيبته أصبحت من سبايا الدولة الإسلامية.
انتظر عذاب بفارغ الصبرعودة حبيبته، وحينما نجت كان أول الناس على الحدود لاستقبالها، فاحتضنها وبكيا فمسح دموعها وطمأنها .
تلك الطمأنية كانت بزوغ أمل في إطالة علاقة الحب الحقيقي لكون
العشق كان الأقوى، فلم يخنها عذاب أو يتركها لكونها أصبحت من ضحايا قرابين غزو شنكال.
هكذا هو الوفاء في زماننا .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية