أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

شيردل سمو: مهاجري الشتات..

مهاجري الشتات.. 
شيردل سموشيردل بير سمو

لطالما كنا نسمع قبل التسعينيات من القرن الماضي، بفلسطينيي الشتات اللذين اضطروا إلى التحول بسبب حروب العرب المتتالية مع إسرائيل، والذين كانوا يمنون النفس بالعودة بعد انتصار العرب ان حدث، فتوجهوا إلى بلاد الله الواسعة بحثا عن الأمن والحياة المستقرة والعيش على أمل الرجوع الى ارض الأجداد، وهذا الحلم لم يتحقق وقد لا يتحقق أبدا بفضل العقول العربية…….. 

الآن يكرر التاريخ نفسه ومواطنوا الدول العربية يحيون تجربة الشتات وبزخم أكبر، فإذا كان الفلسطينيون في السابق مواطني دولة واحدة، الحال الآن أن مواطني أكثر من دولة يهاجرون وربما من أكثرية الدول العربية وحتى الدول الأخرى، ومن أكبر المجموعات المهاجرة هم السوريين الذين ضاقوا الامريين منذ أكثر من أربعة أعوام جراء الحرب المستعرة بين المعارضة والنظام السوري، والتي دخلها والهبها الإرهاب المتطرف بكل قوته ، فأصبحت مشكلة المهاجرين السوريين عالمية نتيجة المصالح الدولية للدول المؤثرة في الصراع القائم……

يأتي من بعدهم العراقيين اللذين بدأوا الشتات منذ بداية تسعينيات القرن الماضي كظاهرة ملحوظة وتوسعت بعد اجتياح تنظيم الدولة داعش للأراضي العراقية في حزيران (2014) نتيجة سياسات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي خاصة تجاه المكون السني في العراق وكذلك شعور الأقليات الدينية والقومية بعدم الارتياح والضغوط التي تمارس عليها من جهة، وهجوم تنظيم الدولة الإسلامية داعش على مناطق سكناهم وارتكاب جرائم إبادة جماعية ضدهم وسبي النساء والأطفال منهم بهدف تفريغ مناطقهم وإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة ، مما أدى الى نزوح بشري كبير مشابه للهجرة المليونية للكورد في العام (1991) لكنه يختلف عنه بأن الأول حدث دون معارك أو مواجهات ضد المدنيين، أما الثاني فكان حملة للتطهير العرقي خاصة ضد أبناء الديانة الايزدية في شنكال…..

وهكذا كان قرار قسم من أبناء هذه الأقليات العراقية الهجرة واختيار التوجه إلى بلاد الغرب الأمن رغم كل ماتحمله من معاني الانحلال والضياع والتفتت والانصهار الاجتماعي في المجتمعات الجديدة التي ينضمون لها، ولاحقا التحق بكل هؤلاء خاصة الشباب ومن مختلف الدول نتيجة الكبت وعدم وجود فرص عمل بسبب الأوضاع الاقتصادية المتعلقة بسياسات حكومات دولهم، مثلما يحدث فى العراق بسبب الحرب ضد داعش وإهدار مليارات الدولارات من ميزانية الدولة مما أوقع البلد في أزمة مالية عظيمة، ونتيجة لذلك توقفت عجلة الاقتصاد وتفشت البطالة بين الشباب خاصة….

كل ذلك حدث ويحدث بفضل العقول العربية الجامدة وكنتيجة للخريف العربي في الدول العربيه حدثت المآسي لشعوب تلك الدول بدلا من الحلم الديمقراطي الضائع الذي طالما حملوا به والذي لم ولن يصبح حقيقة لأن تراث العرب لا يتقبل ذلك لا الآن ولا في المستقبل….

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi