هنغاريا وسلوفينيا وكرواتيا تفتح حدودها أمام آلاف المهاجرين للذهاب إلى شمال أوربا وغربيها
المدى برس/ بغداد: كشفت صحيفة بريطانية معروفة عالمياً، اليوم الاثنين، عن تخلي دول أوربا الوسطى، المتمثلة بهنغاريا وسلوفينيا وكرواتيا، عن إجراءاتها “القسرية” لمنع المهاجرين المتدفقين عليها في موجات ضخمة لم تشهدها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية، مبينة أن عشرات الآلاف من أولئك اللاجئين، غالبيتهم عراقيين وسوريين وأفغان، عبروا حدود تلك الدول خلال الساعات الماضية.
وقالت صحيفة الغارديان The Guardian البريطانية، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن “أكثر من 15 ألف لاجئ، غالبيتهم من العراق وسوريا وافغانستان، تدفقوا على هنغاريا، أمس الأحد،(العشرين من أيلول 2015 الحالي)، بعد أن تخلت مؤقتاً عن محاولاتها في منعهم من عبور حدودها، قادمين من كرواتيا، تمهيداً لمواصلة رحلتهم نحو النمسا وألمانيا”، مشيرة إلى أن “2500 مهاجر آخر عبر الحدود قادمين من كرواتيا إلى سلوفينيا، برغم أن سلطاتها حاولت غلق حدودها بوجههم بادئ الأمر”.
وأضافت الصحيفة، أن الحكومة المجرية حاولت سابقاً إيقاف دخول المسافرين الذين لا يحملون وثائق رسمية، ببناء سور على طول حدودها الجنوبية مع صربيا، ونشرت عجلات عسكرية على امتداد حدودها الغربية مع كرواتيا”، مبينة أن “هنغاريا سمحت، أمس الأحد، بمرور الآلاف من اللاجئين القادمين من كرواتيا عبر حدودها، في حين توعد وزير خارجيتها، بيتر ستزيجارتو، باتخاذ إجراءات أعنف بحق اللاجئين مستقبلاً”.
ونقلت الغارديان، عن وزير خارجية هنغاريا، بيتر ستزيجارتو، قوله، إن “هنغاريا دولة عمرها أكثر من ألف سنة، وأنها طالما كانت عبر التاريخ لا تدافع عن نفسها فقط، إنما عن أوربا أيضاً”، مؤكداً أن “هنغاريا ستواصل ذلك النهج في ظل الظروف الراهنة أيضاً”.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن “سواحل اليونان شهدت، أمس الأحد، غرق 24 مهاجراً كانوا يستقلون قارباً مطاطياً قادمين من تركيا، على متنه 46 مسافراً حيث تم انقاذ 22 منهم فقط”، لافتة إلى أن “حوادث غرق المهاجرين في بحر ايجه التركي، زادت كثيراً خلال الأيام الأخيرة حيث كانت حادثة الأمس، السادسة خلال اسبوع واحد، شهد أكثر من مئة قتيل”.
وتابعت الغارديان، أن “الصدمة لم تنته بالنسبة لكثير من الناجين بإنقاذهم من الغرق”، مستطردة أن “التقارير التي وردت أمس الأحد، تفيد بأن أكثر من 200 مهاجر عراقي وسوري، قد انقذوا من قبل حراس السواحل الأتراك عقب انقلاب زورقهم قبالة جزيرة كوز اليونانية، حيث تم تهديدهم بترحيلهم وإعادتهم لبلدانهم مرة أخرى، برغم كونهم هربوا منها تخلصاً من الحروب والعنف”.
ونقلت الصحيفة، عن إحدى الناجيات السوريات، رفضت الكشف عن اسمها، قولها في رسالة صوتية، في مركز احتجاز تركي، إن “حراس الحدود الأتراك هددوا اللاجئين السوريين والعراقيين بترحيلهم إلى بلديهم”، عادة أن “إعادتها إلى سوريا تعني الموت”.
لكن الغارديان، نقلت عن الحكومة التركية “نفيها نيتها ترحيل اللاجئين إلى بلدانهم”.
يذكر أن قرابة نصف مليون لاجئ، من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبروا البحر الأبيض المتوسط باتجاه أورباً منذ بداية العام 2015 الحالي، فراراً من تردي الأوضاع في بلدانهم، في هجرة “غير مسبوقة” تواجهها القارة العجوز من عقود، وأن أكثر من ألفين منهم لقوا حتفهم غرقاً، في حين قضى المئات منهم ناتجة الاختناق في حاويات المهربين، أو برصاص قوات الحدود.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
