أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مقاتلو الجبل في أيام المحن …..(15)

مقاتلو الجبل في أيام المحن …..(15)DSC03943

الباحث/ داود مراد ختاري

لم يستوعب ما يعنيه غياب القمر

في صباح ليلة الثالث من آب سنة 2014 , والقمر لم يكن حاضرا ليكشف لبابير حاجم (أحد ابطال شنكال – قرية كرزرك) وأهله ما من الجوار القريب سيأتيه, حيث لم يكن له أن يستوعب ما يعنيه غياب القمر وإرهابه الدامس وغرابته التي سيضّل الدرب فيما بعد .

وكأن الكل ينتظر شيئاً ما نتيجة ما حدث من تغيراتٍ في المنطقة وفي الجوار العربي القريب ولم يكن بابير يجهل ما حدث في تكريت نتيجة مذبحة سبايكر ,… ولكنه لم يدرك البتةْ إن الإعصار التي أهلك جزء من حقول المجاورة سوف تدمر مدينته وتهلك كل أنواع الحياة وتقلعها من الجذور ..

بياير حاجم : لم ينم نتيجة السهر لحد منتصف الليل , متابعا وحامياً على السواتر الترابية حول قريته مع جمعٍ غفير من الشجعان من ابناء قريته ومنتظرا الإعصار ..,وكأنه دخل في قيلولة وغفوةٍ ولكنه استيقظ على صوت الرصاص ناسيا النوم تماما ,.. وعرف أن ما حدث آت من الإعصار من فصيلة “بشر” والتي تذهب في كل صوبٍ وتهلك كل أنواع الكائنات ,..

ولم يكن يحمل إلا سلاحا اوتماتيكيا من النوع الخفيف , حيث في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل ,.. تقربت المعركة منه ولم يكن ذلك إلا بداية لإعصار مدمر, وقاوموا بكل بسالة وسلاسة لمدة أربع ساعات , نتيجة استخفاف دولة الإسلامية لهم حيث استخدموا سيارات دفع رباعي خفيفة , وكان أسلحة بابير وأصدقاءه تخترقها بشكل كافي ليحطمها …

بابير ورفاقه قتلوا من مجرمي داعش بالعشرات ,… واخفق القمر من كشف وجه الإعصار الحقيقي ,.. واتت الشمس كاشفةً ظلم القمر لأبنائها و وضحت كل شي بنسبة لأبنائها الذين لم يزل يؤمنون بها ويقدسون سرها منذ الأبد , وكانت للشمس فضل كبير على بابير وأبناء جلدته حيث في الصباح كشفت عن حجم الاعصار الأتي بشكل رهيب ,..وكاشفة جثت افراد الدواعش المهلكين بأيدي الشجعان في إطراف القرية والتي تشبه “البعرور” ,فضلات المواشي والتي هي سوداء قاتمة تشبه الى حد بعيد جثتهم الساقطة في إطراف الساتر الترابي ,والتي هي بزي سوداء لا يختلف عن سواد وجههم ونواياهم السوداء ,وكانت بأعداد خيالة ..

نتيجة استخفافهم بـ بابير ورفاقه الذين ارهبوا داعش ,.. ولم يكن لهم إلا خيار استخدام سيارات مصفحة بعد هزيمة نكراء في الليل ,.. بحيث لا يخترقها أسلحة بابير ورفاقه .

وكان ذلك بداية النهاية لبابير ورفاقه حيث لجئوا إلى” الرب المقدس” جبل سنجار , نتيجة اقتراب الإعصار المدمر لهم ,..

وفي إثناء اللجوء إلى الجبل سقط احد رفاقه”محمود خلف حيثو ” الذي أصيب برصاصة ولم يكن لبابير أن يقف ليرى ما حدث له نتيجة قوة الإعصار التي تقترب منهم بسرعة تفوق سرعة الصوت إضعافا,.. وسقط عمه”ولاتي كارس ” أرضا أيضا …واستمر بابير في المشي ,.. سمع بان اثنين من أبناء عمومته جرحوا أيضا واستمر بابير لحد ما وصل لبيته واستخدم سيارته ليحمل والده الذي لا يزال يقاوم بقرب من الساتر الترابي واتي ليحمل بقية إفراد عائلته ,.. ورأى أن إحدى سيارات داعش قد مكنت من الدخول إلى الشارع الرئيسي الأتي للقرية ,…

واستخدم بابير شوارع جانبيا ,.. وكان يتابع تلك السيارة عن كتب وبعدها غادرت السيارة الموقع بقليلٍ.

ولم يعتقد بابير انه كان أخر من يخرج من القرية ,.. وفي الطريق إلى الجبل رأى الكثير من المقاتلين الذين أيضا لجئوا إلى الجبل مشيا على الإقدام ,.. وركبوا مع بابير في سيارته ….

وبقى احد إخوان بابير مع احد أبناء عمومته في القرية ليوم التالي حيث اخفوا أنفسهم في البيوت ,.. ولحسن حظهم لم يدخل داعش القرية بل فقط حاصروها ,

واتصلوا بـ بابير ليأتي ليخرجهم من المأزق ولكن كان رد بابير عليهم على نحو الأتي : عليكم أن تخفوا أنفسكم حتى يحل الظلام … وبقى بابير ينتظر ليسمع ويرى أخاه وابن عمه كي يخرجوا من القرية التي حوصرت من قبل الدولة الإسلامية التي أتت بكل شي يحمل سمات الرذيلة .. وكانت ليلة طويلة على بابير وأهله …

وفي منتصف الليل أتى أخ بابير وابن عمه ,.. أتوا في تلك الليلة الدامسة مشيا على الإقدام ومن دون حذاء خوفا من إن يسمع احدهم صوت التي تصدر من الحادية .. إلى الحضن الأمين “جبل سنجار” ,. وكان إقدامهم تنزفان دما وألسنهم أيضا ….

ومر بابير مع عائلته بجميع ظروف من جوع وعطش وبرد في تلك الليالي على جبل سنجار الذي يستقر فوق صحراء خالية من الدفء ليلا … وحر الشمس ولهيبها في النهار الظمآن …

……………………

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi