تغيير السكن بعد الطلاق… ساعدي أطفالكِ
تنتقل العائلات أحياناً من منزل إلى آخر. وقد يقع المنزل الجديد في الجهة المقابلة من البلدة أو في مدينة مختلفة. ولكن بالنسبة إلى الأولاد الذين يمر أهلهم بمرحلة طلاق أو طلقوا، يشكل الانتقال عبئاً أكبر من مجرد توديع الأصدقاء ورفاق الصف. فهم على الأرجح يتركون أحد والديهما.
تذكر بروك فرانش، محامية في شركة محاماة بويد كولار نولن وتاغل المتخصصة في شؤون العائلات في أتلانتا (يركز عملها على أوجه الخلافات الأسرية، بما فيها الطلاق والوصاية على الأولاد)، أن عملية الانتقال، خصوصاً إن كان الولد صغيراً، تتم بأفضل طريقة ممكنة إن تواصل الوالدان وعملا معاً كعائلة.
وتتابع موضحة أن إدارة عملية انتقال كبيرة تفصل الولد عن أحد والديه تصبح أسهل بالقيام بما يلي: التواصل بوضوح مع الأولاد بشأن عملية الانتقال، ووضع اتفاق واضح ومدروس بين الوالدين يحدد الأوقات التي سيمضيها الولد مع كل منهما.
تقدّم فرانش النصائح التالية بغية مساعدة الأولاد على التأقلم مع عملية الانتقال بعد الطلاق:
تخفيف مخاوف الولد ومصادر قلقه
• كوني مستعدة للإجابة عن أسئلة الولد بشأن انعكاسات عملية الانتقال هذه عليه.
• ناقشي أنت ووالده تفاصيل عملية الانتقال قبل خوض أي محادثة مع الولد لتتمكنا من الإجابة عن أسئلة محددة.
• لا تنسي أن الولد يتعاطى غالباً مع التغيير بطريقة مختلفة عن البالغين. نتيجة لذلك، قد يصبح عاطفياً أو يغضب بسبب اضطراره إلى الابتعاد لا عن أحد والديه فحسب، بل عن منزله أيضاً وأصدقائه ومدرسته ونشاطاته.
• يشكل الانتقال إلى مجتمع آخر عملية تحوّل صعبة بالنسبة إلى الجميع، وخصوصاً إن كان الوالد الآخر قد شارك مسبقاً في مسؤوليات الاعتناء بالولد، مثل اصطحابه بالسيارة، مرافقته إلى عيادة الطبيب، مشاركته في مشاريع المدرسة، ومرافقته إلى التمارين الرياضية أو دروس الرقص والموسيقى.
• من الأفضل أن يفكر الوالدان أولاً بتأثير عملية الانتقال هذه في الولد. صحيح أن الانتقال إلى منزل مجاور قد يكون مثالياً للعائلات المنقسمة بين أسرتين، ما يسمح للأهل والأولاد بالمشاركة في المناسبات والحفلات والأحداث الخاصة الكبيرة والصغيرة، إلا أن العوامل المالية، المهنية، وغيرها تفشل أحياناً هذه الخطة. وإن كان لا مفر من التغيير، فمن الضروري أن يفهم الوالدان أن على أحدهما التضحية بالعطل والإجازات ليضمن أن يحظى الولد بوقت كاف مع الشريك السابق الآخر.
• تشمل النقاط المرتبطة بالوقت التي يجب أخذها في الاعتبار عند وضع الوالدين خطة مدروسة:
سن الولد ومدى قبوله الابتعاد فترات طويلة عن أحد والديه: لا اختبار حاسماً، لكن الأولاد الصغار والأطفال يجب ألا يبتعدوا طويلاً عن راعيهم. تُعتبر هذه الخطوة بالغة الصعوبة إن كان الولد لم يتخطَّ سنته الأولى أو الثانية. ففي هذه السن، يعمل على توطيد روابطه براعيه الأساسي. لذلك تُعتبر أي فترة تتجاوز الأسبوع طويلة، إلا إذا كان الوالدان، في حالات نادرة، يؤديان دور الراعي الأساسي ويملك الولد روابط مماثلة مع كليهما. ومع بلوغ الولد سن الذهاب إلى المدرسة، يُفترض أن ينجح في التأقلم والتعاطي مع زيارات أطول للوالد الآخر.
وتيرة السفر وصعوبته: السفر صعب حتى بالنسبة إلى البالغين: ولا شك في أن توضيب الحقائب والسفر إلى منزل الوالد الآخر كل نهاية أسبوع، حتى لو كان في الجهة المقابلة من البلدة، يتركان تأثيراً كبيراً في الولد قد لا يتنبه له الأهل. ولا شك في أن الرحلة الطويلة في السيارة أو التوجه إلى المطار واستقلال الطائرة والانتقال من المطار إلى المنزل، كلها أمور تفاقم هذه الضغوط.
تأثير الرحلات الطويلة في حياة الولد الاجتماعية ونشاطاته ما بعد المدرسة: سواء انتقل الأولاد إلى منزل آخر في البلدة عينها أو إلى بلدة مختلفة، يُضطر الأولاد الذي يوزعون وقتهم بين موقعين مختلفين إلى القيام بتضحيات. على سبيل المثال، إن كانت المسافة كبيرة بين المنزلين، فقد يفوّت الأولاد حفلات أعياد الميلاد، مباريات كرة القدم، أو نشاطات أخرى تتطلب التزاماً على مدى أسابيع عدة. لكن الأولاد يفرحون بالمشاركة في نشاطات مماثلة، وقد يكرهون عجزهم عن ذلك. بالإضافة إلى ذلك، يشكل نمو الولد العاطفي من خلال حياته الاجتماعية جزءاً بارزاً في عملية تطور شخصيته، ومن الضروري عدم التغاضي عنه. كذلك، فيما يكبر هؤلاء الأولاد، قد يفضلون المشاركة في مناسبات ونشاطات مماثلة بدل زيارة الوالد الآخر.
• تشمل النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار لإعادة بناء العلاقة الأبوية بين الولد والوالد البعيد والحفاظ عليها:
أحسنا استخدام التكنولوجيا واستغلاها لمصلحتكما بغية الحفاظ على التواصل: تُعتبر التكنولوجيا التي تشمل عاملاً بصرياً مثل FaceTime مفيدة لتطوير الروابط والحفاظ عليها مع الأولاد الصغار لأنهم يستطيعون رؤية تعابير وجه والديهما وتوطيد العلاقة معهما. ولكن من الضروري أن يتذكر الوالدان أن فترة انتباه الولد الصغير قصيرة، بغض النظر عما إذا كانوا يتحدثون إليه عبر الهاتف أو يدردشون معه بالصوت والصورة على طاولة المطبخ. أما إذا كان الأولاد أكبر سناً ويمكنهم فهم المحادثات والاستمرار فيها مدة أطول، فيستطيع الوالدان اختيار وسائل تواصل متعددة، آخذين في الاعتبار ما يفضله الأولاد. على سبيل المثال، يمكن للأولاد الأكبر سناً توجيه رسائل نصية إلى والديهما أو رسائل إلكترونية. كذلك يستطيعون التحدث إليهما عبر الهاتف أو الدردشة وجهاً لوجه عبر شاشة الكمبيوتر.
تسهيل عملية التواصل المستمرة: بعد الانتقال، على الوالد المنتقل مع الأولاد أن يطلع الطرف الآخر على كل التطورات في حياة الولد ويحرص على أن يبقى الولد على اتصال به. ومن الطبيعي ألا يفكر معظم الأولاد في إخبار والدهم البعيد عن أدائهم في المدرسة أو ما يقومون به.
نتيجة لذلك، على الوالد المقيم مع الأولاد تخصيص الوقت لإطلاع الوالد الآخر على المجريات، عبر رسائل إلكترونية أو الهاتف.
وتيرة التواصل: يعتمد الجدول الذي يضعه الوالدان بشأن عدد المرات التي يلزم أن يتواصل فيها الولد مع والده الآخر، على علاقتهما قبل الانتقال. فإن كان الولد معتاداً على رؤية الوالد الآخر مرتين في الأسبوع مثلاً، فعلى الوالدين أن يسعيا للحفاظ على هذا القدر من التواصل على الأقل. وهنا أيضاً على الطرف المنتقل مع الأولاد أن يتحمل العبء الأكبر. كذلك تعتمد وتيرة التواصل على كيفية تأقلم الولد مع عملية الانتقال. فيميل أولاد كثر إلى زيادة وتيرة تحدثهم مع والدهم الآخر بعيد الانتقال أو عندما يمرون في مرحلة صعبة.
وعلى الوالدين كليهما أن يتذكرا أن كل ولد يتمتع بمدى انتباه مختلف واهتمام مختلف بالتحدث مع الوالد البعيد. نتيجة لذلك، تكون بعض عمليات التواصل وجيزة وبعضها الآخر أطول.
يُعتبر تبديل مكان السكن مع الأولاد من أصعب المسائل التي تواجهها محاكم القانون الأسري. ولا شك في أن التخطيط والتواصل ووضع حاجات الولد أولاً تساهم، إلى حد كبير، في تخفيف وطأة عملية الانتقال هذه.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية