كأننا نقتل بعضنا !!!
تعبر الكارثة الكبيرة التي مرت على لايزيدية وفقا لحجمهم ومكانتهم، وفقا لموقعهم وانتمائهم، وفقا لمستواهم الاقتصادي والثقافي والاجتماعي واحدة من الكوارث والمآسي التي ستتحدث عنها البشرية لسنين طوال … ولكن !
من المهم ان نعلم انه وفقا لحجم وأثار الغزوة الكبيرة التي تعرض لها الايزيدية في سنجار وباشيك وبحزاني وبابيرا ، النزوح الكبير، الخطف والسبي والمقابر الجماعية، التدمير والدمار الذي لحق مناطقهم، الهجرة المستمرة. وفقا لهذا المشهد المآساوي فأن الايزيدية اثبتوا انهم شعب حي، لايموت، وان كل الفرمانات التي حصلت سابقا لاتعادل حجم هذا الفرمان من حيث وقوف الايزيدية بوجهها ولكنهم صمدوا وسجلوا مواقف مشرفة على ايدي ابطال جبل سنجار منذ الساعات الاولى ووقفوا بوجه غزوة داعش التي ظنت ان الايزيدية لقمة سائغة .
المشاهد الكثيرة التي سجلت ولاتزال أغلبها مستمرة مواقف مثيرة للاعجاب والثناء ،،، وهو ما نحن بحاجة ان نتوقف عندها ونعززها، ، ، ، تحرك مئات الشباب منذ الايام الاولى ، لابل منذ الساعات الاولى لمواجهة الكارثة، لم تتوقف العزيمة لديهم، كل من موقعه ساهم في عمل شيء ما قدم مساعدة ما ((أتذكر في الايام الاولى من المحنة – المآساة في شاريا كيف توافد اطباء واساتذة جامعيين ورجال اعمال وشخصيات من دهوك وضواحيها لتقديم المساعدة تماشيا مع علاقاتهم مع الايزيدية ونفس الشيء بالنسبة للعديد من الايزيدية ايضا))، هناك من كتب مقالة، واخر ناشد منظمات دولية ومحلية، وثالث حاول نقل صور المآساة، ورابع شكل فرق تطوعية لتقديم المساعدة، وخامس وسادس جمع المساعدات او الاموال ،،، كل واحد من موقعه تحرك،، هذه الصورة اذهلت العالم – شعب يتعرض لأكبر غزوة وهكذا يعمل وينهض – وصل صوت الايزيدية الى اصقاع المعمورة، توافدت المنظمات وتوافد الصحفيين وفرق المساعدة من بقاع بعيدة ….
لأول مرة يصلون فيها الى المنطقة، من الارجنتين والبرازيل، من استراليا ونيوزيلاندا، والفلبين، من روسيا وامريكا، من اوربا عموما ومصر والسعودية، وصلت فرق مساعدات وفرق طبية، تكاتف الجميع لأمتصاص هول الهجمة، وصل اسم الايزيدية الى بقاع الارض المختلفة، بات العالم يعرفنا على طبيعتنا الحقيقية، مسالمين آمناء، اوفياء لأنتمائهم .. وصلت فرق التحقيق، جمع النشطاء الاف الصور والوثائق ولايزالوا، زار وشارك العديد منا في مؤتمرات وورش عمل ولايزالوا، رفعوا صوت الايزيدية ومطالبهم، ولايزالوا ..هذه المبادرات هي التي اعطت الصورة الحقيقية عن الايزيدية .. كل من موقعه ساهم بشيء…. لكن مرة أخرى !!!.
بات الامر في الاونة الاخيرة يتجه أتجاها مغايرا، تسقيط وتشهير بهذه الشخصية وتلك، اسقاط لذلك المسؤول او ذاك، مهما كانت مكانته وانتماءه.. والامثلة على صفحات التواصل كثيرة وكبيرة .. يتطلب ان نفكر بالصورة العكسية، أنه ليس كل الايزيدية يقرأون ويتابعون صفحات التواصل الاجتماعي وعوالم الانترنيت، ولو عرفوا لخاب ضنهم بنا، ليس كل العالم تعرف الايزيدية ألا وفقا للصورة الكبيرة التي تعرفوا عليها في الوقوف بوجه أشرس هجمة عدوانية قامت بها داعش، ولاتزال مستمرة .. فلنحافظ على تكاتفنا، لأن تشتتنا وتفرقنا كأننا نقتل بعضنا البعض، وأعدائنا هم الفائزون، بهذا الشكل كأننا ننفذ صفحة اخرى من صفحات داعش في القضاء على الايزيدية دون ان ندري..
لنفكر قليلا بالصور الايجابية التي لاتزال موجودة، والتي ستنعكس وتتوسع تدريجيا، لنفكر بالمستقبل رغم سوداويته.. فأنه واضح ومشرق وفقا لادبيات ديانتنا ،، مآسي وويلات ويعقبها بالتأكيد استقرار وعيش في صورة اخرى أن لم يكن لنا فلأجيالنا ،،، لنفكر ماذا نقدم من مقترحات وبدائل بدلا من توسيع حجم الاتهامات والتشهير الشخصي.. لنقترح التصورات ونقدم المذكرات بمهنية عالية وباستمرار.. ونقدم ونسجل الشكاوى على من يستغل مآسيانا بدلا من هذه الصورة السوداوية التي نرسمها عن أنفسنا للاخرين .. لنتوقف عن قتل بعضنا البعض ونعمل ولو بشكل بسيط ، وبالتأكيد لنتوقف عن النقد الهدام.. وبدلا منه نقدم النقد الذي يصحح الصورة ويؤشر للاخطاء والهفوات ويقوًم الاداء ويقدم الاراء والتصورات التي تساعد كل مؤسسات ومراكز القرار لتفكر أكثر من مرة قبل ان تصدر او تقرر قرارا يخصنا،، لأن صوتنا يصل ونستطيع ان نكون اكثر من هذا الوقت، قوة واستقرارا …
الرسالة موجه للجميع دون أستثناء من اقل واحد يكتب سطرا في صفحته الاجتماعية لأكبر مسؤول يصرح او ينتقد، وبينهما من ينشر كتابات غير مهنية لأننا بحاجة لبعضنا البعض فأن لم يكن اليوم، فبعد غدا او بعده – فلايزال ينتظرنا الكثير الكثير من العمل فمراكز القرار مجلس الامن ومؤسسات ومنظمات الامم المتحدة والمهمة بموضوع متابعة واقع الاقليات وخاصة الايزيدية في العراق على ابواب أتخاذ قرارات مصيرية في الاشهر القادمة ….
يجب ان نكون اكثر تنظيما وتنسيقا لايصال صوتنا للعالم بالصورة الصحيحة بعيدا عن اية اساءة لأية جهة كانت لأننا بحاجة لجهود العديد والكثير من الجهات مهما أختلفت رؤاها بخصوص الايزيدية.
Best Regards,
Khidher Domle
Media, Peacebuilding, Minority Expert Trainer
Media Director of University of Duhok
Yazidi’s Activist
Dohuk – iraq kurdistan region
Phone#: 00964(0)7504455213
Skype:khidher.domle2
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية