هل الدستور للعراق أم لساحة التحرير…؟؟؟
جلال شيخ علي
مع دخول مظاهرات العراقيين الى شهرها الثاني للمطالبة بأجراء الاصلاحات السياسية والقضاء على الفساد المستشري في مختلف مفاصل الدولة العراقية ، نجد ان مايطلبه المتظاهرون وما يرفعونه من شعارات تناقض الاجراءات التي تقوم بها الحكومة العراقية من جهة و انها (المظاهرات) تسير نحو اتجاه آخر خلاف ما خرج لأجله المتظاهرين
في باديء الامر خرج العراقيون احتجاجا على أنعدام أو قلة الخدمات بالأخص منها الماء والكهرباء ولكن تفاجأ العراقيون بالاجراء الحكومي والتي تمثلت بالابقاء على وزير الكهرباء واقالة وزراء أخرين لا علاقة لهم لابالماء ولا بالكهرباء ولا بأي نوع من الخدمات التي يطالب بها الشعب كمطلب أساسي لخروجهم !!!
اعتاد المتظاهرون ان يجعلوا من ساحة التحرير ومن يوم الجمعة ايضا موعدا لمكان وزمان تجمعهم وتكرر ذلك في الجمعة الثانية اذ خرج الشعب الى مكانهم المعهود وهو ساحة التحرير للمطالبة بذات الاصلاحات ولكن هذه المرة ايضا وكسابقتها قامت الحكومة بأجراءات بعيدة كل البعد عما يطالب به المتظاهرون و اضافة الى ذلك هذه المرة تفاجأ المتظاهرون بطلب مقدم من الحكومة اليهم تطالبهم من خلاله بأعطائه حق التفويض الشعبي للقيام بأجراء الاصلاحات وكأن الذين يتواجدون في ساحة التحرير هم من يمثلون الشعب العراقي بكافة مكوناته !!!
وتناست الحكومة في الوقت ذاته صلاحياتها الدستورية ودعم المرجعية الدينية لها وكأن هذه الصلاحيات لاتكفي للقيام بقطع دابر الفساد ومحاسبة المسؤولين وفق((مبدأ من أين لك هذا)) الذي يطالب به الشعب ،
لكن بمرور الوقت ما كان يتخوف منه الناس قد حدث فعلا وهو نجاح الحكومة وبعض الجهات الحزبية من اختراق صفوف المتظاهرين وتسييرها للمظاهرات وفق مصالحها الخاصة أذ بدا ذلك جليا من خلال رفعهم لشعارات جديدة يطالبون من خلالها تحقيق مكاسب سياسية معينة لجهة سياسية او لمكون رئيسي من مكونات المجتمع العراقي على حساب الآخرين حيث ارتفع سقف المطالب من توفير خدمات كالماء والكهرباء الى تغير ((الدستور)) !!! الدستور الذي يحفظ وحدة العراقيين وسلامة ارضهم…ولتمرير ذلك تم كتابة سيناريو سيء لما يشبه تمثيلية مملة يتمثل بمنح العبادي التفويض للقيام بذلك وكأن من يتواجد في ساحة التحرير يمثل كافة اطياف الشعب العراقي بكورده وعربه بمسلميه ومسيحييه وايزديته وصابئته الذين هجروا وطردوا شر طردَ من العراق…
لا ياسادة من يمنحكم التفويض في ساحة التحرير لايمثلنا نحن جميعا ولا يمثل طائفة او فئة معينة ونرفض تفويضه لكم ، وقانونيا ايضا انا و ملايين العراقيين لم نمنح هؤلاء اية وكالة او تفويض كي يقوموا بتفويضكم
انما فوضنا امرنا الى الله وندعوه عزل وجل ان يصلح من شأن سياسيينا كافة ويدخل الرحمة في قلوبهم ويكفوا عن سرقة ثروات بلادنا وينظروا بعين الرحمة الى رعيتهم وان يخدموا المواطنين بكل تفاني واخلاص .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
