موقع اميركي: استمرار هبوط النفط وحرب داعش قد يضطر العراق لتخفيض عملته
المدى برس/ بغداد: عد موقع اقتصادي أميركي، اليوم الأربعاء، أن استمرار هبوط أسعار النفط العالمية، يلقي بظلال ثقيلة على العراق وقدرته على إدامة زخم تمويل العمليات العسكرية ضد (داعش)، وفي حين بين أن احتياطيات العراق من العملة الصعبة هبطت بنسبة 20 بالمئة لتصل إلى 59 مليار دولار، توقع أن تضعف قيمة الدينار بنسبة 20 بالمئة خلال سنة 2016 المقبلة ما قد يضطر الحكومة لتخفيض سعر صرفه مقابل الدولار، وارتفاع كلف المعيشة في بلد يعاني أساساً من الاحتجاجات.
جاء ذلك في تقرير نشره موقع بلومبيرغ Bloomberg الأميركي للأخبار الاقتصادية، اليوم، عن الأزمة النقدية في العراق، الناجمة عن هبوط أسعار النفط، وما قد تسببه من مشاكل تتخطى الجانب الاقتصادي، لتزيد من صعوبة مجريات الحرب الدائرة ضد تنظيم (داعش)، تابعته (المدى برس).
وقال الموقع، إن “أي أزمة عملة يتعرض لها بلد غالباً ما تأتي بعواقب أليمة وشديدة عليه”، مشيراً إلى أن “التهديد الذي يتعرض له العراق يبين مدى التأثير الذي يمكن أن تلحقه تلك الأزمة بجوانب أخرى خارج نطاق السوق والاقتصاد” .
وأضاف موقع بلومبيرغ، أن “تضرر الاحتياطي الوطني من العملة الصعبة الناجم عن هبوط أسعار النفط، قد يجبر العراق على تخفيض قيمة الدينار”، عاداً أن ذلك “يمكن أن يجعل إدامة زخم تمويل العمليات العسكرية الجارية ضد تنظيم داعش أكثر صعوبة”.
وأوضح الموقع، أن “العراق الذي يعتبر ثاني أكبر منتج للنفط في الأوبك، بعد العربية السعودية، يعتمد كلياً على واردات النفط لتمويل عملياته العسكرية، والحفاض على اقتصاده من مخاطر الانهيار”، كاشفاً عن “هبوط احتياطيات العراق من العملة الصعبة بنسبة 20 بالمئة لتصل إلى 59 مليار دولار اعتباراً من الـ23 من تموز منذ تصاعد حدة المعارك مع داعش قبل سنة”.
وذكر Bloomberg، أن “الخسائر المالية العراقية في تصاعد مستمر”، لافتاً إلى أن “البنك المركزي العراقي، باع خلال الأيام الـ25 الأولى من آب 2015 الحالي، قرابة أربعة مليارت و600 مليون دولار، بمعدل يومي يبلغ 184 مليون دولار، للحفاظ على معدل صرف ثابت للدينار”.
ونقل الموقع عن الخبير الاقتصادي فرانك جونتير، مؤلف كتاب (الاقتصاد السياسي للعراق)، قوله إن “الأزمة التي يعيشها العراق تعني أنه سيستمر بخسارة احتياطياته لحين أن تقرر الحكومة تخفيض قيمة الدينار”، متوقعاً أن “تضعف العملة العراقية بنسبة 20 بالمئة خلال سنة 2016 المقبلة” .
وتابع بلومبيرغ، أن “انهيار قيمة الدينار قد تؤدي إلى ارتفاع كلف المعيشة للمواطنين العراقيين الذين يعبرون الآن أصلاً عن احتجاجهم ضد الفساد في الدوائر الحكومية وشحة تجهيزات الكهرباء ومياه الشرب” .
ونقل الموقع عن المدير العام للإحصاء والأبحاث في البنك المركزي العراقي، وليد عيدي، قوله إن “سياسة البنك مقتصرة الآن على تلبية الاحتياجات لعملة الدولار”، مؤكداً أن “احتياطيات البنك لم تستنزف لوجود مبيعات النفط، وأن قيمة الدينار لن تخفض”.
فيما قال جاكوب كرستينسن من مؤسسة ايكزوتكس، كما نقل بلومبيرغ، إن “السلطات العراقية ستبذل جهدها للحفاظ على قيمة الصرف لأطول مدة ممكنة، لكنها قد تضطر لتخفيض قيمة العملة الوطنية إذا ما استمرت الضغوطات عليها .”
وكانت صحيفة النيويورك تايمز The New York Times الأميركية، حذرت في تقرير لها، أمس الثلاثاء،(الـ25 من آب 2015 الحالي)، من تداعيات الهبوط “غير المسبوق” لأسعار النفط العالمية على استقرار الدول التي يعتمد اقتصادها كلياً على إيراداته ومنها العراق، وفي حين رأى خبراء أن بغداد مطالبة بإنفاق أموال طائلة لا لمحاربة (داعش) فقط، إنما لتمرير الكثير من الصفقات السياسية التي تحتاج إلى الحسم حفاظاً على بقاء دعم المجاميع المختلفة للحكومة، عد آخرون أن النزيف الحاصل بميزانيات الحكومات المعتمدة على النفط سيضطرها لإجراء تقليصات “دراماتيكية” بالإنفاق أو اللجوء أكثر لخيارات الاقتراض الخطرة، إن لم يكن كلاهما معاً.
يذكر أن اسعار النفط العالمية هبطت أكثر من 60 بالمئة مقارنة بصيف العام 2014 المنصرم، وأنها باتت دون الأربعين دولار خلال الأيام الماضية، وسط توقعات باستمرار هبوطها نتيجة الوفرة بالإنتاج واحتمال زيادة إيران إنتاجها مع تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية