الباحث / داود مراد ختاري
ضربات الجَلدِ مؤلمة جداً .
تحدث لنا الناجي من معسكر الفاروق للتدريب على السلاح وكيفية الانتحار (راغب الياس أحمد، عمره 14 سنة)
كنت مع الوالدة حينما أخذونا من مدرسة كوجو الى الصولاغ ثم الى بادوش وإنقطعت عنها لمدة خمسة عشر يوماً والتقينا في تلعفر، نقلونا الى سوريا بعد أيام ، طلبوا من النساء ان يخدمن في المقرات ونحن الأطفال الكبار أخذونا الى ناحية (سلوك) فانقطعت عن العائلة، كنا (60) طفلاً منهم (50) من أهل كوجو، أدخلونا لمعسكر التدريب، ننهض لصلاة الفجر الساعة الرابعة ، ثم ننام ، وكنا نحضرالاكل لأنفسنا، وتبدأ الدروس بالعلوم الدينية الساعة الثامنة صباحاً، الى منتصف النهار، وبعد شهر نقلونا الى معسكر آخر في (تل الابيض) وبقينا فيه شهراً أيضاً وحولونا الى معسكر (الفاروق) للتدريب على السلاح في مدينة الرقة السورية، خلال فترة التدريب انقطعنا عن العالم دون الخروج من المعسكر أو مشاهدة التلفاز لمدة سبعة أشهر ، ما كنا نراه فقط مايطلعناعليه مدرب التدريب وهي عبارة عن مقاطع الفيديو والصور عن الإنتحار في سبيل الإسلام والمعارك وكيفية ذبح من يعادي الدولة الاسلامية، وقالوا لنا أياكم ان تقولوا نحن ايزيدية حينها سنذبحكم.
وحرموا التحدث بغير اللغة العربية ومن يتحدث بأية لغة أخرى كان ينال عقوبة شديدة، الاشقاء فيما بينهم لا يستطيعون التحدث فيما بينهم باللغة الكردية، لكن عند المنام لم يكن معنا الدواعش كنا نتحدث بلغتنا الكردية ونبكي على ما حل بنا من عملية الإبادة.
كانت المحاضرات الدينية عن القرآن والعقيدة في معسكر الفاروق للتدريب على السلاح من الساعة الثامنة صباحاً الى الثانية عشر ظهراً ثم التدريب على السلاح (كلاشنكوف) الى المساء، عدد معلمي الدين اثنان وآخر للتدريب على السلاح.
وقالوا لنا : بعد الانتهاء من الدورة في هذا المعسكر سيتم تحويلكم الى معسكر آخر لغرض تقوية المهارات العسكرية وكيفية الاستشهاد في سبيل الدين، وما عليكم الا إبادة الكفار ولابد من انتشار الإسلام على الكرة الارضية بالجهاد وقوة السلاح.
كانت الوالدة في دار أحد الامراء، فطلبوني، وافق مدير المعسكر بإخراجي مع اثنين آخرين.
اما والدته الناجية (ك . ح. ع) مواليد 1963تحدثت : بقينا ثلاثة أشهر في كسر المحراب/ تلعفر، وتعرضت الى الضرب مرتين ومازلت أتألم منه، لان بعض من جماعتنا قد هربوا فاتهموني باني كنت المدبر لعملية الهروب، طلب قاضي التحقيق من ثلاث حراس بجلدها فجلدوني، ضربات الجَلدِ كانت مؤلمة جداً ، ثم نقلونا الى سوريا مع أطفالي الاثنين، كنا (300) إمرأة مع الاطفال في المعسكر، لم يطعمونا الا الاكل القليل بحيث لا نستطع إشباع الأطفال فقط، يأخذون مجموعة من النساء مع اطفالهن يومياً، ثم أخذوني الى معسكر لغسل ملابس مقاتلي الدواعش بعد فترة نقلونا الى الرقة وبقينا شهرين، وأخذونا مع ثلاثة من قريباتي الى حلب ، ثم وزوعونا في الدور، وبقيت مع فتاتين أخريتين من أهل خانصور في هذا الدار.
في اليوم الثاني لعيد شهر الصيام، أبلغني الامير بأنه قد باعني الى شخص آخر بمبلغ (250) مئتان وخمسون دولار، توسلت به لكن دون جدوى.
ملاحظة : الطفل الثاني من يسار مدير معسكر الفاروق للتدريب هو راغب الياس، ويوجد مقطع فيديو في النت أيضاً.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية