معادلة بسيطة
اثناء الحرب التي قادتها امريكا وحلفائها على العراق عام (2003) اسقطت القوات العراقية طائرة من طائرات التحالف واسرت طاقمها , حينها نفذت القوات الامريكية عملية انزال في موقع احتجاز طاقم الطيارة واستطاعت انقاذهم , دون اي خسائر.
فهل داعش اقوى من نظام صدام حسين ؟
بحيث نفذت امريكا الانزال في وسط جنود صدام ولم تقم بذلك من اجل انقاذ الطيار الاردني معاذ الكساسبة ؟
فأذا قيل ان الطيار الاردني كان في وسط تحشدات داعش و في عاصمتهم الحصينة بالمفخخات و الانتحارين وان امريكا لا تريد ان تقوم بمهمات و عمليات غير مضمونة ، فهناك المئات من المختطفات و المختطفين ممن كانت الحراسة ضعيفة و هشة او كانت حراسة لمجرد الحراسة , ومع ذلك لم تقم امريكا بأي شي وكأن الامر لا اهمية له , و لماذا قامت بهكذا عملية وقتلت احد مسؤولي داعش في عملية انزال جوي داخل تحصينات داعش ؟
ما دفعني لطرح هذا الموضوع هو . لماذا تتعمد امريكا على اظهار داعش قوية , و تبرزها عند الاعلام كقوة لا يمكن قهرها بسهولة . بحيث صرحت في البداية ان القضاء على داعش و انهاء وجوده تحتاج الى ثلاثة سنوات ومن ثم مددت المدى الى خمس سنوات ومن المحتمل ان تمددها مرة اخرى بحسب ما تقضتيه مصالحها المخفية .
فهل نظام داعش اقوى من نظام صدام حسين ؟ صدام حسين بكل قوته و جبروته لم يقاوم سوى ايام مع انه كان يتزعم دولة حقيقية و كان لديه جيش جرار وامكانيات عسكرية كبيرة وحلفاء يمدونه بكل ما يحتاج اليه من دعم , ايام معدودة مع تحالف ضم ثلاث و ثلاثين دولة . و تم انهاء النظام الذي كان يشكل تهديدا مباشرا لمصالح امريكا و حلفائها في المنطقة , اما داعش ، الدولة الوهمية ذات جيش من المرتزقة و اللصوص وامكانيات لا تصل الى ربع امكانيات نظام صدام فتحتاج الى خمس سنوات او اكثر و تحالف يضم اثنان و ستون دولة وقد يضم دول اخرى , وامكانيات عسكرية لا يمكن تخيلها و جهد استخبارتي عالمي ومع ذلك مازال داعش يهدد المنطقة و يحرز بعض التقدم في جهات متفرقة ويرتكب ابشع الجرائم بحق الابرياء و ينتهك الحرمات تحت انظار العالم اجمع بالاضافة الى تدمير معظم الاثار في مناطق تواجدها .
انها معادلة بسيطة ولكن حلها لن يظهر في المدى القريب . فما يظهره الاعلام شي و ما يخفيه المستفيدين من بقاء داعش شي اخر . وما خفي كان أعظم , فداعش ليست بتلك القوة التي يتصورها البعض فبمجرد ان ينقطع عنهم الدعم الدولي و تصبح دول التحالف جادة في القضاء على هذا التنظيم فان بقائه سيكون مسألة وقت لا اكثر , ولكن اذا ما بقي الحال على ما هو عليه الان فمن المتوقع ان يستغرق القضاء على داعش سنوات وسنوات وقد يخرج الامر من سيطرة تلك الدول التي تدعمها اليوم فينقلب السحر على الساحر و يأتي يوم ويهدد فيه داعش امن واستقرار حلفائها و اصدقائها ايضا .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية