مركز لالش: بيان في الذكرى الاولى لكارثة شنكال
تمّرُ علينا هذا اليوم الذكرى الاولى لكارثة شنكال حين اقدم ارهابيو داعش اعداء الله والانسانية بالهجوم الارهابي على قضاء شنكال في الثالث من آب من العام الماضي وفيه ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الناس الابرياء العُزّل نساءاً واطفالاً وشيوخاً و شباب ,
عندما ذبحوا واغتصبوا واقتادوا النساء كآسيراتٍ وسبايا , واحرقوا منازلهم ونهبوا ممتلكاتهم وفجروا المراقد المقدسة وجرّفوا القبور واحتلوا الارض ولم يسلم من بطشهم وعتداءهم الهمجي اي شيء , إن ما اصاب الكورد الايزيديين هو جينوسايد بكل ما تحمله الكلمة من معنى, اذا ان حجم الخسارة البشرية بالمقارنة مع عددنا كأقلية دينية يعد كارثةَ حقيقية وابادة جماعية وعلى المجتمع الدولي ان يقّر بها من اجل انصاف اهلنا المظلومين , لدينا اليوم ثلاثة الاف امرأة مختطفة و اكثر من الف طفل مختطف يقوم التنظيم الارهابي بأستغلالهم في حمل السلاح وذلك بعد ان قام بعملية غسل عقولهم بسلسلة من المحاضرات الدعوية حول التكفير والقتل والذبح , ولنا ما يقارب الالفي شهيد , وبذلك تصل نسبة هذه الخسارة البشرية الى اكثر من 10 % من نسبة المكون الايزيدي , فضلا عن اربعمائة الف ايزيدي يسكنون اليوم في مخيمات النزوح في اقليم كوردستان .
بلا شك فان الآم ومواجع كارثة شنكال ما زالت مستمرة ما دام هنالك الاف المخطوفات والاسرى والمفقودين , وما زال هنالك 80 % من الكورد الايزيديين يعيشون في مخيمات النزوح المؤقتة , واليوم بدأ المجتمع الايزيدي يعاني من نزيف آخر لا يقل خطورة عن ما ذكرناه انفاً الا وهو الهجرة الى اوربا , وبطبيعة الحال لا يمكن لاحد ان يمنع الشاب الايزيدي من البحث عن حياة آمنة ولكننا في نفس الوقت لا نشجع احداً على ترك موطنه وارضه , وحتى لوكانت الهجرة قراراً صحيحاً على المدى القصير فهي خيارٌ خاطىء على المدى البعيد .
فاليوم يشهد المجتمع الايزيدي تزايداً ملحوظاً في عدد الذين يغادرون الى اوربا وكلما تاخرت عملية تحرير مناطقنا المحتلة كلما زادت هذه النسبة , إنّ من ابرز واهم الاسباب التي تدفعهم للهجرة هو تفشي ظاهرة التشدد الديني في العراق والشرق الاوسط , بأستثناء اقليم كوردستان الذي يشهد صحوةً قومية حقيقية ستقود شعبه لتحقيق امانيه وتطلعاته المشروعة , يضاف الى الاسباب المؤدية الى الهجرة ان الالاف اليوم يعيشون ظروف نزوح وتهجير قاسية في مخيمات تفتقر الى الكثير من الخدمات الاساسية , وكذلك تاخر تحرير مناطق الايزيدية وبطيء اجراءات اعادة تاهيل البنى التحتية في المناطق المحررة منها ناحية سنوني على سبيل المثال , والخوف من ان تلك المناطق غير مؤمنة بالشكل الذي يضمن عدم عودة عصابات داعش مرة ثانية , على الرغم من ثقتنا العالية بقوات البيشمركة الابطال في مواجهة اي اعتداء قد يقوم به الارهابيون .
وعليه وبإسم الهيئة العليا لمركز لالش نطالب ونناشد برلمان اقليم كوردستان ورئاسة الاقليم وحكومته في اعتبار ما تعرض له اهلنا في شنكال ( إبادة جماعية – جينوسايد ) كما نطالب بمضاعفة الجهود من اجل تحرير باقي اراضينا المسلوبة والعمل على تعويض اهلنا الكورد الايزيديين وبشكل منصف عما اصابهم من قتل وتهجير وسلب للممتلكات,
وفي الوقت نفسه ندعو الجهات المختصة الى العمل بجد في مكافحة التشدد الديني , وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي والاخوي بين مكونات المجتمع بمختلف فئاته الدينية والمذهبية والقومية . كما نطالب بتحسين الواقع الخدمي للقاطنين في مخيمات النزوح وايلاءهم اهتماماً اكبر لمواجهة ظروف العيش القاسية .
وبهذه الذكرى الاليمة على قلوبنا جميعاً نحث اهلنا على التكاتف في مواجهة هذه الايام العصيبة وندعوهم للصبر والتحمل لاننا واثقون تمام الثقة بان جميع مناطقنا سوف تُحرر على ايدي قوات البيشمركة الابطال وبقيادة وحكمة الرئيس مسعود بارزاني الذي يحرص سيادته اشد الحرص على جميع مكونات شعب كوردستان ومنهم الكورد الايزيديين .
واخيراً وليس اخراً نعزي انفسنا ونعزي جميع ذوي الشهداء من اهل شنكال وندعو من الله العزيز القدير ان يتغمد شهداءنا وضحايانا برحمته الواسعة وان يفرج عن الاسرى والسبايا المحتجزين, والرحمة لشهداء البيشمركة الابطال الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة من اجل ارض وشعب كوردستان , ودعوانا بالشفاء العاجل للجرحى منهم.
عاشت كوردستان … والخزي والعار لأعداء الانسانية والحياة .
الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي
دهوك 1/8/2015
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية