مجزرة الزليلية …. الحلقة الرابعة
الباحث/ داود مراد ختاري
وتحدث السيد (حسين علي قاسم العزاوي/ مواليد1970) رئيس عشيرة العزاوية الايزيدية حالياً (بعد فقدان عمه صالح قاسم)عن مأساة الزليلية قائلاً :
كانت لدينا حراسات دائمية في قرية تل بنات، وفي يوم 2- 8 – 2014اتصل عمي رئيس العشيرة (صالح قاسم) ووجهاء العشيرة بشيوخ العرب في قرية خيلو عن اسباب وصول رمي القذائف الينا من اراضيهم، فهؤلاء أكدوا بان رجال الدولة الاسلامية هم من يقومون بالرمي فنحن لا قدرة لنا على الدولة الاسلامية بمنعهم وأكثرهم من أهل تلعفر، ارجو ان تتفهموا وضعنا .
وفي يوم 3-8 الساعة الثالثة بعد منتصف الليل حدثت معركة بين قرية عين الغزال وتل قصب وخاصة في ربية (الكولجي) وكنا نخاف من قرى العرب الذين كانوا في الشرق مثل (كسر، مزرعة عماش ، مزرعة حروش ، محل) ولم يكن أمامنا الا الجزء الشمالي ، وأعلمونا بعد ذلك بان مركز مدينة شنكال أصبحت بيد الدواعش، هرب الاهالي من المنطقة نحو مهركا وقنى والزليلية.
وصلنا الزليلية الساعة التاسعة والنصف وكان الوضع غير مستقر والى الساعة العاشرة والنصف الناس في ذهاب واياب الى قمة الجبل والبعض عادوا الى قراهم والمشكلة الرئيسية هي ضعف شبكة الاتصالات (كورك) والعوائل كانت في حالة يرثى لها من الخوف والعطش.
وفي الساعة الحادية عشر صباحاً جاءوا الينا الدواعش وتحدثوا مع (سعد حمد ابو سيف – مدرس اللغة العربية) وابلغوه بضرورة عودة العوائل الى ديارهم لان القرى (وردية ، الحاتمية – كوجو) باقون ونحن في الدولة الاسلامية لا نعادي أحد ، تأخرنا عن صعود الجبل لان البعض أكدوا بان ستأتي قوات من الشمال وتحرر شنكال، والبعض قالوا ما دام هناك قرى باقية ولم يمسهم بأذى لابد من العودة وآخرين أكدوا باحتلال المناطق الشمالية أيضاً، والنساء يصرخن بعدم مقاتلة الدواعش لانهم لايرحمون العوائل فيما بعد ، فأكد عمي (صالح قاسم) بعدم الرمي على الدواعش لان وادي الزليلية قد أمتلأت بالعوائل من كافة المجمعات.
في الساعة الثانية عشر ظهرا جاءت قوة أخرى من الدواعش ، انهزم الناس نحو الجبل وبدأ الصراخ والعويل بين المتواجدين، كانوا خمسة أشخاص فقط لكن سيارات الهمر كانت بمسافة غير بعيدة عنهم ، أكدوا لنا بانهم يبحثون عن (التركمان الشيعة) وفي هذه الاثناء أصاب أحدهم نفسه دون ادراك أن رشاشته مسحوبة الطلقة ، وطلب من الجميع بالعودة الى المجمعات وقالوا سوف نذهب الى أميرنا في تلعفر ونعلمه ثم نعود اليكم أو نتصل بكم عبر الموبايل لغرض اعادتكم الى قراكم وطلب من (سعد حمد) رقم موبايله وقالوا له سنتصل بك ونخبرك عن متى وكيفية العودة الى المجمعات، وتم جمع مجموعة من الأسلحة ونهبوها ، سعد طلب من ابنه برفع راية بيضاء فوق التلة .
وعصر اليوم ذهبنا الى قرية الزليلية في دار عفدي نواف الهسكاني، حيث تناولنا الاكل وشغلوا الابار الارتوازية لان العوائل كانت بحاجة الى الماء في شهر آب، عفدي صعد الى الجبل وبقى عمي صالح مع الكثير من المواطنين هناك.وبعدها طلبت من عمي (صالح قاسم وابنه طارق) ارجو ان تتسلقوا عند الفجر مع عدم التأخير وذهبت حينها الى بعض البيوتات فوق الزليلية (بين الزليلية وبئر كوتي).
في الليل بدأت الاتصالات بين العشائر الايزيدية منهم من قالوا لابد العودة الى الديار وماذا نفعل في الجبل الناس سنموت جوعاً وعطشاً ولم نكن نعلم بان في مزار شرف الدين هناك آبار ارتوازية تعمل ليل نهار، وآراء أخرى تؤكد بعديمة العودة الى المجمعات تحت راية الدولة الاسلامية لانهم لا يرحمون البشر، الكثير من هؤلاء في الزليلية صعدوا الجبل، وبقى القليل منهم ، في الصباح ذهبت الى عمي فرأيته عند الوادي واضعاً يده تحت خده يتأمل كثيراً ، طلبت منه بركوب الساحبة (التركتر) ، في هذه الاثناء طلب مني صديقي (شيخ مرزا) بالصمود لمدة يومين لان هناك قوة ستأتي من اربيل لتحرير شنكال.
في الصباح قدمت أربع سيارات للدواعش الى الزليلية ، فقلت للسيدان (جكان وعفريت) لنذهب الى عند عمي صالح ، بقينا اربع ساعات نتابع تحرك عجلات العدو، ثم جاءت سيارة خامسة ، وذهبت ثلاث سيارات وبقت سيارتين كنا نعتقد بانهم ينقلون الناس الى مركز شنكال، ثم جاءت سيارتان وأصبح العدد اربع سيارات ولم تمر فترة عادت جميع السيارات الاربعة الى مركز شنكال ،ثم صعدنا الى بئر كتي ، في هذه الاثناء اتصل شخص بالسيد (جكان) قائلاً: هل صحيح هذا الخير الناس يقولون بانه تم القبض على جكان مع صالح قاسم وابنه طارق ومجموعة كبيرة من الناس، فرد عليه: يبدو انه شقيقي عفان لانه يشبهني .
وأضاف المتصل : حينما جاء الدواعش الى الزليلية حاولوا التعدي على كبار السن والمعاقين بسماعهم كلمات بذيئة عن الديانة الايزيدية فذهب اليهم صالح قاسم وبمعيه عفان وابنه طارق وقال لهم : ماذا تريدون من هؤلاء المعاقين، فالقوا القبض عليه و من معه .
ثم واصلنا التسلق الى ان وصلنا الى (بيرى اورا) ، وقال لنا شخص بان حسين خلف شمكا قد نجى من المجزرة ولكننا لا نعلم عن مصير مفقودينا الى يوما هذا ومتفاءلون بأنهم أحياء وسيعودون انشاءالله.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية