يوليو 28, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الخوف يسيطر على الإيزيديين ويحرمهم من عيدهم الأكبر

الخوف يسيطر على الإيزيديين ويحرمهم من عيدهم الأكبر

السومرية نيوز/ دهوك: هاجس الخوف من القتل والشعور بالاضطهاد، ما زال يسيطر على أتباع الديانة الإيزيدية، حتى بات جزء من تفكيرهم، يرافقهم أينما توجهوا في أرجاء البلاد، بل حتى في مناطقهم التي لم تكن بمنأى هي الأخرى من استهداف الجماعات المتطرفة والمسلحين.

وعلى الرغم من استقرار الأوضاع الأمنية في إقليم كردستان، إلا أن هاجس الخوف من الهجمات المسلحة وخاصة بعد تفجيرات أربيل الأخيرة، فضلاً عن اضطراب الوضع الأمني في محافظة نينوى، حرم الإيزيديين من الاحتفاء بعيدهم الأكبر لهذا العام.

مرارة الماضي ورعب الحاضر

يقول الشاب الإيزيدي أمين خلات، في حديثه لـ”السومرية نيوز”، إن هاجس الاستهداف والخطف والقتل “بات جزء من تفكيرنا”، مضيفاً “الإيزيديون ذاقوا مرارة الظلم عبر تاريخهم المليء بالمآسي الإنسانية، واليوم ما زال الخوف من تهديدات الجماعات المسلحة يلاحقنا”.

ويبين “الإيزيديون لم يحتفلوا بعيدهم الأكبر هذا العام الذي يقام سنويا في معبد لالش خشية وقوع عمليات إرهابية من قبل الجماعات المتطرفة”، معرباً عن أسفه مما “تتعرضه الأقليات الدينية في العراق”.

ويضيف خلات “ما تعرضه له الإيزيديون في العراق خلال السنوات الماضية هو عملية إبادة جماعية انعكست سلبا على حياة الفرد الإيزيدي بشكل ملحوظ”، لافتاً إلى أن “الإيزيدي غالبا ما يخشى الكشف عن هويته الدينية خارج المناطق التي لا تسكنها أكثرية إيزيدية”.

ويتعرض أتباع الديانة الإيزيدية في العراق إلى الاستهداف والخطف والهجمات المسلحة بين الحين والآخر.

وكان المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى أعلن عدم الاحتفال بعيد (جما) الذي يعد من أكبر الأعياد الإيزيدية ويستمر لسبعة أيام، تحسباً لوقوع عمليات أمنية خلال مراسم وطقوس العيد، وجاء قرار المجلس عقب تعرض مبنى مديرية أمن أربيل نهاية أيلول الماضي لتفجير بسيارات مفخخة وانتحاريين.

ويعد عيد (جما) أي “الجماعية” من الأعياد القديمة، وأن الطقوس الدينية التي تمارس خلال هذا العيد تعود إلى الديانة المترائية وهي من الديانات القديمة الموجودة في المنطقة منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وتقام المراسم الدينية لعيد (جما) حصراً في معبد لالش وتستمر طقوسها لسبعة أيام.

وقررت رئاسة إقليم كردستان، في العام 2009، اعتبار أيام الأعياد الرئيسة للإيزيدية عطلة رسمية في المناطق التي تقطنها غالبية إيزيدية في الإقليم.

سلامة الأيزيدي أهم

رجل الدين البارز في معبد لالش الإيزيدي بابا جاويش، يوضح لـ”السومرية نيوز”، أنه “في هذا العام لم يتم أداء مراسيم عيد (جما) في معبد لالش تحسبا لوقوع هجمات مسلحة وحفاظا على أرواح زوار المعبد”.

ويؤكد جاويش “لا نرغب بتحول فرحة العيد إلى مأساة”، مضيفاً “عيد جما من أكبر الأعياد الإيزيدية ويستمر سبعة أيام، وطقوسه ومراسيمه تقام حصراً في معبد لالش سنويا بمشاركة الآلاف من أتباع الديانة الإيزيدية من مختلف مناطق العالم”.

ويحتفل أبناء الايزيدية بثمانية أعياد سنوياً هي، سرسال، وروزين ئيزي، وجما، وجلى هافين، وجلى زستان، وبيلنده، وقوربان، وخضر إلياس، ويتراوح عدد أيام الاحتفال بها بين يوم واحد وسبعة أيام.

72 حملة إبادة جماعية

ويقول الكاتب الإيزيدي دخيل خدر، لـ”السومرية نيوز”، إن “الظروف القاسية التي تعرض لها أتباع الديانة الإيزيدية عبر التاريخ تركت أثراً نفسياً لدى الإيزيدية”، مبيناً أن “الإيزيديين عانوا كثيرا على أيدي السلطات الدينية منذ القرن السابع عشر ولغاية سقوط الدولة العثمانية وتعرضو لـ72 حملة إبادة جماعية نتيجة اختلافهم الديني”.

ويضيف “ظروف الإيزيديين في إقليم كردستان جيدة ويتمتعون بالأمن والحقوق”، مستدركاً “لكن هاجس الخوف ما زال يسيطر على الإيزيديين كون هناك جهات متطرفة تحاول استهدافهم”.

ويحذر خدر من أن “هناك جهات تعمل على إفراغ العراق من التنوع الديني والقومي والمذهبي من خلال استهداف الأقليات وتهديدهم بالموت ما أثر سلباً على الأقليات الدينية والقومية”، عازيا أسباب ذلك إلى “وجود خلل في المنظومة الأمنية للدولة العراقية”.

والديانة الإيزيدية هي بقايا ديانة شرقية قديمة ما تزال تحتفظ ببعض التقاليد والعقائد التي تعود لشعوب وادي الرافدين الموغلة في القدم، والتي جددها الشيخ عدي بن مسافر في القرن التاسع للميلاد، وهي ديانة غير تبشيرية تؤمن بوجود الله وتؤدي طقوسها باللغة الكردية.

يذكر أن عدد معتنقي الديانة الإيزيدية في العراق يبلغ أكثر من نصف مليون شخص، ويسكن معظمهم في مناطق تابعة لمحافظتي نينوى ودهوك، كسنجار، وشيخان، وتلكيف، وبعشيقة، وسيميل، وزاخو، إضافة إلى وجود نحو 20 ألف إيزيدي هاجروا من البلاد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى أوروبا ويتمركز غالبيتهم في ألمانيا والسويد، ويعد معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان التابعة لمحافظة نينوى المركز الديني للايزيديين.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi