أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي)

مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي)
إعداد وترجمة: الباحث/ داود مراد ختاري
الحلقة (8)
في الشهور الأولى كنت أتحجج، في يوم أقول أبي مريض، وفي مرات أخرى أقول أمي مريضة، والدنيا بالحجج والخداع مليئة، كنت أبقى لعشرة ايام في المدرسة، وأذهب ثلاثة أو أربعة ايام إلى البيت.
في كل الاوقات كان أبي وأخي ينصاحني قائلين:- لا تترك دروسك من أجل المجيء إلى البيت.
كان هناك صاحب حانوت في بلدة (ديادين)، وأسمه سعيد عبدالله، أخي تيمور كان قد سلمني اليه، كي يعطيني ما قيمته أربعين ليرة من الكشمش واللبلبي (الحمص)، وبقدره ايضا من أجل الكتب، والاوراق والاقلام والحبر، عندما كنت احتاجها كان يعطيني ويسجلها في دفتره، وبعدها يستلمها.
الخلاصة، الكشمش واللبلبي كانت تربطني بالدراسة، وخاصة بدلوا ملابسي، ببدلة الدراسة، (الفينو الاحمر، والصدرية السوداء، السترة والشال، وحافة الجاكيت كانت ملونة).
علمني الملا جيدا خلال سنتين ، كنت أقرأ وأكتب جيدا، لكن نقصي الكبير كان عدم تمكني التحدث باللغة التركية، وهذا النقص كان سببا للكثير من المتاعب.
بدأت بإنشاء ما كان يسمى (لوغاتنامة) خاصة بي بنصيحة من الاستاذ ، وهي شبيهة تماماً بالقاموس، حيث أكتب الكلمة التركية وأمامها أكتب معناها باللغة الكردية، وكنت أسأل زملائي في المدرسة وكانوا يعلمونني التركية برحابة صدر – ومعها قاموسي كان يكبر والمفردات تكثر فيه، كانت تؤرقني بالليل والنهار، لأنني كنت أعلم بأن إجادتي للغة التركية ستمكنني من الحصول على الدرجة الثانية أو الأولى ربما في المدرسة.
ولأجل تعليمي التركية وأكثر من الجميع كان مصطفى النحس يهتم لأمري بين زملائي، صحيح بأنه كان نحسا ً، لكنه صديق رائع في نفس الوقت، والى الآن لم أنسَ معروفه.
كنت أستمع بشكل جيد وأقرأ بشكل جيد ايضا، في اواسط الشتاء نقلت مع أثنين أخرين من (ديادين) إلى المجموعة الثانية، وفي الربيع الذين أنهوا السنتين الأوليتين للدراسة كلهم ذهبوا إلى مدرسة الرشدية.
حينها كنت أعرف اللغة التركية بطلاقة، في السنة التالية بعد إنتهاء العطلة، عدنا إلى مدرسة الرشدية، وكنا المجموعة الأولى، وبدأنا الدراسة، والدراسة بدأت تحلو في عيني مرة أخرى، كنت أدرس ليلا ً ونهاراً، ويوما بعد الأخر أزيد من معرفتي، وحينها لم يكن أبي يمرض، ولم أقم بمخادعة أستاذي، وأخي تيمور كان يأتي أحيانا إلى (ديادين) ويسألني: لنذهب إلى البيت، أ لم تشتق لأمك؟
– لا، سأتأخر عن الدروس.
هو كان يضحك وقد أحب جوابي هذا، وكان ينقل كلامي هذا إلى أمي وأبي، وهم بدورهم كانا يفرحان بكوني أجد المرح في الدراسة ومرتبط بدراستي.
كنت أدرس بجد، في السنة التالية- المجموعة الثانية، أصبحت الثاني على الصف، والأول كان أحد الاطفال الأتراك، بالعمر كان أصغر مني، لكنه مجتهد، وأبوه كان يعلمه في البيت، والخلاصة، كنت أدرس بجد وكنت متربيا، عندما كنت امر بشوارع السوق، كان الناس يقولون :- أنظروا هذا هو الولد الذي قدم من القرى ويدرس هنا. لأجتهادي كان يشار اليٌ بالبنان، المرء الكسلان اين ما كان كسلان، والمجتهد وصاحب الغيرة، اين ما كان في البيت او في الوظيفة او في الدراسة سيبقى مجتهدا، العمل مثل الدابة، فأن سقته سيذهب أمامك، وإن لم تسقه، فسيخرج من الطريق.
في مدرسة الرشدية، تجمعنا خمسة كرد من القادمين من القرى: كنت أنا، ميرزا محمد علي أفندي القاسكي (كان من قرية تاشكستان) عمو إبن حسين دشتي آغا (من قرية بازركان) نادر إبن الفقي محمد الكوزي، مصطفى بيته كان في كوران، نحن الخمسة كنا أصحاب، كنا معا في السراء والضراء، كنا أربعة في نفس العمر (13 – 14 سنة) عمو كان أكبر منا في العمر.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi