قصص من كارثة شنكال…. (74)
الباحث/ داود مراد ختاري
كيف لي أن ارضع من صدري طفل داعشي ؟
تحدثت الينا الناجية (ا. ب 1994) قائلةً:
هربنا من حردان الساعة الرابعة مساءاً من يوم 3-8-2014، وفي مفرق الحردان كانت هناك نقطة تفتيش للدواعش قالوا لنا : اذهبوا وانشاءالله لاتعودون سالمين يا كفرة.
القي القبض علينا في مفرق خانصور وحولونا الى المعسكر ثم الى سوريا وكنا (301) من الرجال والنساء والاطفال، بقينا (8) أيام ، ثم عزلوا الفتيات وأخذوهن الى جهة مجهولة ثم حولوا العوائل الى ناحية القيارة جنوب الموصل ، وبعدها أخذوا النساء صغيرات السن، وطلبوا مني أن أقوم كذلك فقلت لهم : لن أقوم أنا متزوجة وأم طفل لماذا تودون بيعي الى شخص آخر، أقدم أربعة من المسلحين وانهالوا علي بالضرب دون رحمة وطفلي على صدري، وكنت أصرخ من الوجع وبكت النساء على حالي وقاموا بجلدي عشرات المرات بواسطة (أشياش حديد) ثم ضربني أحدهم بالشيش على وجهي وبالتحديد(على جبيني) فنزل الدم على عيوني ووجهي وعندها فقدت الوعي سحبوني من الجدائل زحفاً على الأرض وحملوني بسيارة الى الموصل، أضربت عن الطعام لمدة ثلاثة أيام وقلت لهم اني مصابة بالسرطان لذا أعادوني الى تلعفر وكانت العوائل بأسوء حالة، خزانات النفط الابيض استعملوها لنا للماء والاكل قليل جداً ونافد المفعول مما كان يسبب التقيؤ والاسهال للأطفال، وفي أكثر الاحيان كان طفلي يبكي من الجوع، فأقوم بجمع بقايا الصمون القديم من على حافات الشبابيك وابلله بالماء وأناوله لطفلي.
وبعد فترة حولونا الى قرية كوجو، كانت الفتيات اللواتي تم بيعن سابقاً يترددون الى ذويهن لمدة يوم أو يومين ثم يعدنَ الى مساكن الذين اشتراهن، فأخت زوجي أخذوها منا وبعد فترة زارتنا وبقت عدة أيام ثم عادت، واشتكت من تعامل مغتصبها معها .
وإحدى جاراتنا أخذها داعشي وبعد أشهر زارتنا وهي (حامل) فتندب حظها وقالت : ماذا أفعل لو مرت تسعة أشهر وانا على هذه الحالة دون الهروب ، كيف لي أن ارضع من صدري طفل داعشي ويسجل باسمي لاني والدته، وبعد فترة قتل زوجها الداعشي وأخذها داعشي آخر عنوة عنها اسمه (فارس) فطلبت منه التخلص من هذا الجنين الذي في بطنها لكنه رفض.
كانت هناك تبادل بالفتيات بين الدواعش كأنه معرض للسيارات يتم تبديل سيارة بأخرى، وحينما كانوا يأتون ليشتروا يتجولون بين الفتيات في القاعة كسوق الغنم ويقولون (هذه فوق الثلاثين سنة ، والاخرى لديها طفل، والثالثة صغيرة لكنها ليست بجمال المتزوجة أم الطفل وهكذا كانوا يتحدثون ثم يختارون) ومن ترفض تنهال عليها الضربات وتسحل بالارض .
وأضافت الناجية وهي باكية: أكثر أفراد عائلتنا مازالوا لدى الدواعش والبعض منهم ذوي المصير المجهول لا نعلم عنهم شيئاً منذ الأيام الأولى حينما تفرقنا في سوريا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
