من الفوضى الخلاقة إلى إلاهمال الخبيث
From Creative chaos to Malign neglect
اصبحت إستراتيجية امريكا تتغير بتسارع يشوبه الاهمال و الفوضى المتعمدة ليكمل الصورة المشوشة لسياسة بلد يدعي قيادة العالم .ورمز او شعار هذه الفوضى عندما يصرح الرئيس الامريكي بان امريكا لا تملك استرتيجية لمحاربة الارهاب الداعشي، وهذه اكبر كذبة تمر على العالم بينما تدعي و تستمر امريكا تقود العالم في ( محاربة الارهاب) !
و من منطلق اخر اخذت امريكا تهييئ العالم ليتعايش مع الارهاب الاسلامي و حتى مع انواع اخرى من الارهاب. ادناه عنوان موضوع مهم حشر عمدا من على صحيفة السياسة الخارجية الامريكية القريبة من مراكز القرار الامريكي المتعددة. جاء هذا المقال كمسخرة فجة و استهزاء بالعالم، كما كتبت عنها في مقالتي السابقة التي نشرت في الصحف و مواقع التواصل الاجتماعي . جاء عنوان المقال هكذا،
ماذا يجب علينا ان نصنع اذا انتصرت الدولة الاسلامية؟
واضيف تعليق ،،، سخرية Live with It ،
أي نتعايش معها
ان احد عرافي هذه السياسة شخص امريكي من اصل هندي يدعى Rashad Hussain
اعتلى عدة مناصب منذ تخرجه من الجامعة و منذ زمن الرئيس كلنتن و ثم بوش و اليوم هو مخطِط لسياسة الرئيس اوباما فيما يخص العالم الاسلامي والثالث .
(معلومات عن هذا الشخص في الماحق لمن يرغب معرفته و خبثه )
اليوم ، كتب السيد ارون دافد مللر مقالة جديدة و خاصة عن هذا التخبط المستتر او كما وصفته انا في عنوان هذا المقال بالاهمال الخبيث الذي تلى الفوضى الخلاقة كما يعرفها الناس اليوم .و كان عنوان المقال: The Islamic State’s – Je Ne Sais Quoi
استعمل في نصف العنوان مصطلح فرنسي ساخر،،،
I Do Not Know What
AARON DAVID MILLER
الترجمة الساخرة المقصودة هكذا .
الدولة الاسلامية ! . لا اعرف عن ماذا تتكلم
اشار الكاتب و بكل وضوح الى السيد رشاد حسين و سياسته الخبيثة في خلط الاوراق و تضييع و تمييع المواضيع المهمة التي تخيف العالم و انهكت شعوب كثيرة في العالم الثالث. و الخط الاهم لاستراتيجية السيد رشاد حسين هي استمرار لسياسة الفوضى الخلاقة و لكن اكثر تطورا و ضياع، لذا سميتها، بإلاهمال الخبيث Malign neglect
و احسن مثال لشرح هذه السياسة الخبيثة هي تعامل امريكا مع العراق في المجال التالي، خطة امريكا هي ان تقوم ( طائرات الدول التي تقصف او لا تقصف الدواعش) في وقت يمتنعون عن تجهيز العراقي بطائرات ال F16، فإذا كانت الطلعات الجوية مهمة جدا و ستقصف ظهر داعش، لماذا اذا لا تجهز امريكا العراق بما تعاقد عليه؟ بينما تتوالى الوعود، تتباعد و تتقارب ولا نرى امل في تسليم ما تعاقد عليه العراق و يحتاجه في هذا الوقت بالذات.
و تستمر هذه السياسة الخبيثة في مناطق كثيرة من العالم و تتجلى اعلاميا بتصريحات كثيرة متناقضة عمدا ، لمديري القرار الامريكي تختلف و تتباعد ثم تتجمع او تكذب او تخالف. كلها تسير ضمن سياسة
الفوضى الخلاقة و الاهمال الخبيث خصوصا في اليمن و العراق و سورية و ليبيا لتصل الى نيجريا ـ بوكو حرام، و الى اندونسيا و ابو سياف . تصدر مؤخرا خبر كان من اكثر الاخبار اثارة و نشر ليطمئن بعض النفوس في العراق، ان مجلس النواب الامريكي يقرر بعدم تجهيز البيشمركة و العشائر السنية بالسلاح ، الا من خلال الحكومة العراقية. الا ان الحقيقة تقول عكس ذلك، اذ لم تحصل موافقة اكثر من ستين نائب ليمرر هذا القانون، اي بقى القانون القديم مستمراً لينفذ حسبما يشاء الامريكان، وموافقة ٥٤ نائب فقط، وهذا لا يكفي لتمرير القانون . انما نشر هكذا اخبار وهكذا تشويش يدل على سياسة الاهمال الخبيث، استمرارا لسياسة الفوضى الخلاقة. وفي هذا المجال نتمكن من معرفة هذا الخبث الامريكي عن الحشد الشعبي و رسم صفة خاطئة له كتوابع لايران. في وقت يتواجد اكثر من ستة آلاف امريكي في العراق اقل من اثنين بالمائة فقط منهم دبلوماسيون و الباقون خبراء عسكريون او جواسيس بامكانهم معرفة الحقيقة. ان ايران تساعد العراق و لا تتدخل في شؤونه مثلما تساعد امريكا العراق كما تصرح بذلك على الدوام و كثير من دول النفاق الاوربي .
و يساعد خطط امريكا كثير من الاعلام الخبيث ايضا، جيش من كتاب و محررين و مراسلين، من هؤلاء السيدة يلدا حكيم في محطة ال BBC World و هي من اصل افغاني، قدمت تقريرا عن العراق من الداخل و من ارض المعركة مع الدواعش و اصطحبت مع مقاتلي الحشد الشعبي الابطال ، ، بينما ينحاز تقريرها فتترجم كلام السيد العامري ( بطل الحشد الشعبي) زورا و تقوله ما لم يقله عن التدخل الايراني في قيادة الحشد الشعبي. ثم تعود و تحاور لتستند على اقوال شخص من لندن، على الخضيري ، الذي لم يزر العراق منذ التغير، تسترشد به عن التبعية الشيعية لايران، نفس القوانة المشروخة و المعروفة بينما اكد لها و باللغة العربية السيد العامري، بأننا نرحب باي مساعدة غير مشروطة في حربنا مع الارهاب. اذا كانت اكثر من ستين دولة تساعد العراق في حربه مع داعش، فما المانع ان تساهم ايران كذلك في مساعدة العراق؟ لكن هؤلاء مجندون من قبل الاعلام الظلامي الصهيوني الامريكي الممول من قبل بلد الجهل الوهابي السلفي في الرياض .
ليس الغرض من هذا الاعلام هو هذا التخبط في السياسة التي ننتقدها كلنا، و انما هو خلق الفوضى الخلاقة ليتتبعها سياسة الاهمال الخبيث و لتضيع في الاوهام شعوب تنمنى و تتطلع لأي مساعدة .
كتب المفكر العراقي الدكتور عبد الخالق حسين مقالاً قيماً في هذا الموضوع تحت عنوان (لماذا يحتاج الغرب إلى عدو دائم ؟) استعير منه الفقرة التالية:
(و قد يسأل البعض ، لماذا لا تقف امريكا ضد السعودية، وهي سبب التطرف الاسلامي؟ الجواب هو أن أمريكا استخدمت و مازالت تستخدم السعودية لهذا الغرض، اي نشر التطرف الاسلامي و تشكيل التنظيمات الارهابية التكفيرية لتحقق الغرض المنشود، اي جعل الاسلام العدو المشترك و الغول الرهيب الذي يهدد الغرب ،وقد بات مؤكدا ان تنظيمي القاعدة و طلبان، هما من صنع السعودية و بأشراف امريكي لمحاربة الاتحاد السوفيتي في افغانستان) انتهى النقل .
و اليوم تستمر المسرحية الخبيثة لاستنزاف موارد الشعوب الفقيرة الطامحة للتطور و البناء ، ليس من اجل سرقة قوتها او مواردها كما يتخيل البعض حيث ان الدول الاوربية من اغنى دول العالم، بل من اجل تبذير و استهلاك تلك الموارد على قلتها في مقاومة الحروب الطائفية التي نشرتها امريكا و الطائفيون الغربيون في كل مكان من العالم الثالث .
اعلن اول امس في البرلمان الاوربي عن تشكيل جبهة متطرفة عنصرية فاشية بعد ان اكتمل عدد نواب ممثلين لسبع دول كما يتطلب النظام الاوربي و بعد ما كانت محرمة لعدم اكتمال العدد، و ذلك بدخول عضو جديد عن مجلس النواب من المملكة المتحدة ليكتمل عدد البلدان و تأسيس الجبهة التي تنتمي للتطرف النازي الجديد.
اعود الى موضوع (الفوضى الخلاقة و إلاهمال الخبيث )
يشير ليختار الكاتب اررون دافد مللر الى مخرج من الاستجواب ليؤكد سياسة امريكا ، يشير الى جواب السيد فرنناندوز عن سياسة الخبث بالادعاء بعدم المعرفة، و هل كانت سياسة الاهمال الحميد؟ ام ماذا. جاء الجواب بـ(كلا) ، انها سياسة الاهمال الخبيث لتكمل سياسة الفوضى الخلاقة.
عبد الصاحب الناصر
لندن في 18/06/2015
—
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية