أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي) / الحلقة (3)

مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي) / الحلقة (3)
إعداد وترجمة: الباحث/ داود مراد ختاري

حياتة

الكاتب والشاعر والمغني احمد شويش ميرازوف ميرازي، احتل مكانة مرموقة في خزينة الأدب الكردي في الاتحاد السوفيتي السابق، لقد جمع العديد من الأغاني والملاحم الشعرية والحكايات والأمثال والحكم الكردية ولحن الأغاني، كان اجتماعياً وكردياً مناضلاً.
ولد عام (1899)، في قرية توتك التابعة لناحية ديادين (كيهادين- ضياء الدين) التركية، لكن كتب على قبره (1900- 1961)، ونظراً لحاجة العائلة إلى إنسان متعلم لتمشية أمور قريته، بالرغم من عدم السماح له من قبل مجتمعه الايزدي أن يدرس على يد ملا مسلم، لكنه أصر أن يعلم نفسه لمدة سنتين عند الملا، وان ينقذ مجتمعه من الأمية والجهل.
كان يود الدراسة في بايزيد، لكونها مركزاً للثقافة والفلكلور الكردي، وتعلم منها الكثير، وأول كتاب مهم حصل عليه هو (مم و زين) لأحمدي خاني، وقع تحت التأثيرات والضغوطات التركية من اجل قوميته الكردية.
في سنة (1918)، أهل توتك أصبحوا قسمين، الكرد الإيزيدية أرادوا التوجه إلى ايريفان عاصمة أرمينيا، بينما الكرد المسلمين توجهوا نحو مدينة (وان) الكردية في تركيا.
حينما هاجر أهل توتك والقرى الإيزيدية (قَرَدنكز، قزلدزو، حَمقول) والقرى المجاورة لبايزيد، تركوا موطنهم وتوجهوا نحو منطقة (الكز)، وأنضَمَ أحمد إلى رجال جانكير أغا من أجل النضال مع الأرمن ضد القوات التركية، وفي معركة (آخ باران) قاتلوا بضراوة وطردوا القوات التركية، وبرز الميرازي في هذه المعركة ببسالة.
وبعد ثورة أكتوبر وتطبيق القانون، قضى حياته الطبيعية في ارمنستان واذربيجان وجورجيا (كورجستان)، يمتهن العمل الثقافي، حفظ الكثير من التراث والأمثلة الشعبية والحكم الكردية.
وقد عمل مع كل من لازو (هاكوب كازاريان) وزوجته (اولكا كازاريان)، كامل بدرخان، أسد جانكور، أمين عفدال، هوف سيبان، وآخرين في مجال الاهتمام بالثقافة الكردية.
فتح العديد من الجمعيات للغناء واللحن والرقص الشعبي، داخل المدن والقرى الإيزيدية، وفتح المدارس المسائية للطلبة.
أحمد ميرازي عمل بالمثابرة في جورجيا وتوليش والمناطق الأخرى من أجل الكرد، في سنة (1937) ذهب إلى ارمنستان في منطقة هوكتيبيريان، عند أقربائه، هناك حمل مسؤوليات كثيرة، وأحيل إلى التقاعد وبقي في هذه المنطقة.
منذ صغره كان مولعاً بالأدب، وقرأ العديد من الكتب الروسية والأرمنية والجورجية والتركية.
حينما ألحقت سنوات الإبادة بين عامي (١٩١٨ – ١٩٢٠) أضراراً جسيمة بمناطق الكرد، فكانت دور الأيتام في أرمينيا وفي المدن الجورجية: تبليس وتيلاف وباطم مليئة بأطفال الإيزيديين الأيتام. في عام ١٩٢٢ وبمبادرة من أحمد ميرازي ولازو وآخرين، فُتحت لهؤلاء الأطفال في مدينة تبليس مدرسة (١٠١)، كان الأطفال يتعلمون فيها الكتابة والقراءة والعمل أيضاً، فضلاً عن أنهم كانوا يبيتون فيها. لقد أصبح طلبة هذه المدارس فيما بعد من أشهر علماء الكرد من أمثال: قناتي كردو وجركز باكايف، وكذلك الكاتب وأول مسؤول لجريدة، جردو كينجو، وأيضا بطل الإتحاد السوفيتي سمند سيابندوف( ) وكثيرون غيرهم.
كان اليتامى من أطفال الكرد، الذين فقدوا آباءهم وأُمهاتهم في سنوات ما بين (١٩١8 – ١٩٢٠) وتربوا في دور الأيتام ودرسوا فيها حتى المرحلة المتوسطة، يشكلون الكوادر الكردية الأولى، وكان معظمهم قد نسي اللغة الكردية ويتكلم الأرمنية. يذكر المثقف الكردي الشهير حاجي جندي دائماً كيف أنه ذهب وصديقه أميني عفدال بعد خروجهم من دار الأيتام إلى قرى الكرد (قونده ساز وآلاغوز) ليتعلموا هناك لغتهم الأم مرة أُخرى، وقاموا بالتدريس لمدة سنتين هناك، حيث يقول حاجي جندي عن ذلك:- “كنا نُعلّم الأطفال ونتعلم منهم اللغة الأم”. أُرسلت في تلك السنوات مجموعة من الطلبة الكرد إلى لينينغراد لمتابعة دراستهم العليا، حيث أصبح عدد منهم علماء كبار وكتبوا اسمهم بأحرف من ذهب في تاريخ وثقافة شعبهم. وهكذا أُعدت الكوادر الأولى حيث انضمّ كل من: حاجي جندي، أميني عفدال، قناتي كردو، جردو كينجو، وزير نادري، جاسم جليل، وعتاري شرو إلى أحمد ميرازي وعرب شمو من أجل طباعة الكتب الكردية، فتحت في المطبعة الحكومية في أرمينيا قسم للمطبوعات الكردية.
كتب ونشر العديد من المقالات والقصائد الشعرية في جريدة (ريَيا تازة Riya taza) وكتب في العديد من المجلات والمنشورات الكردية.
في عام (١٩٣٢) أصدر لغة الجبل( Zimanê çiya) .
في عام (١٩٣4) صدر كتابٌ مختارات لنتاجات الكتاب الكرد الأوائل في أرمينيا: أحمد ميرازي جردو كينجو، حاجي جندي، أميني عفدال،، عتاري شرو.
عام (١٩٣٥) صدر كتاب متضمناً نتاجات كل من:- أحمد ميرازي، عرب شمو، أميني عفدال، جردو كينجو، حاجي جندي، وزيري نادري وعتاري شرو.
وفي السنة نفسها (1935) نشر وقدم مسرحية (زَمانى جؤيي – العهد الماضي)، كانت المسرحية تتحدث عن مظالم الترك العثمانيين ضد الكرد، من حيث السلب والنهب والاضطهاد والتشريد والهجرة من الوطن.
سنة (1936) نشر مجموعته الشعرية وكتابه هذا (مذكراتي)، ويقول عسكر بويك: لقد شكل كتاب أحمد ميرازي المذكرات Bîranîn))، ملحمة أضيفت إلى الأدب الكردي في مجال الكتابة الحرة، إن هذا الكتاب لغته سلسلة ونصه جميل وذات مضمون أجمل، وهو وردة جميلة الألوان، وذات عطر خلاب في حديقة الأدب الكردي، بينما يقول حاجي جندي: إن هذه المذكرات هي جزء حي من تاريخ الشعب الكردي من حيث المظلومية من قبل الحكومة التركية وعادات وتقاليد الكرد وحالتهم المعاشية .
في سنة (١٩٣٧) بدأ ظلم وجور الديكتاتورية الستالينية يعم سائر أرجاء الإتحاد السوفيتي. توقفت في هذا الوقت النشاطاتُ الثقافية الكردية، وتم اعتقال الكثير من المثقفين، في حين نفي آخرون، وتم طرد قسم آخر من أعمالهم، فتم نفي عرب شمو إلى سيبيريا، واعتقل أحمد ميرازي، حاجي جندي، وجردو كينجو، وتوقف التدريس بالكردية في المدارس، بعد فترة وبقرار من ستالين، تم استبدال الأحرف اللاتينية بالكريلية. في عام ١٩٤١ أصدرت حكومة أرمينيا قراراً باستبدال الأبجدية الكردية ذات الأحرف اللاتينية بالأبجدية الكريلية.
في منتصف الخمسينات أيام ازدهار وتقدم ثقافة كرد الإتحاد السوفيتي (أرمينيا) تعود من جديد، فعادت جريدة (Riya taza)إلى الصدور مجدداً، وعادت إذاعة يريفان إلى بث البرامج باللغة الكردية، وفُتح مركز إعداد المعلمين من جديد، واستأنف إتحاد الأدباء الكرد نشاطه ثانية، وتم إفتتاح قسم للدراسات الكردية في كل من أكاديمية العلوم الأرمنية ومعهد الإستشراق. لم تكن الساحة خالية هذه المرة من المختصين والقادرين على العمل، فازداد النشاط الإبداعي أكثر بعد عودة عرب شمو من المنفى، وكان كل من:- حاجي جندي، أميني عفدال، أحمد ميرازي وجاسم جليل في أفضل سنوات عطائهم وإبداعهم أنذاك،
يقول بويك: كان احمد رجلاَ مناضلاً،اجتماعياً، كريماً، رحيماً، وفياً للصداقة، دليل المحتاجين، مضيفاً، يقدم ما بوسعه إلى المحتاجين والفقراء، ذو لياقة ومحترماً، يكسب ود الجيران صغاراً وكباراًَ
توفي سنة (1961) في قرية (أغيكونتى – قامشلو) ناحية هوكتيمبيريان في أرمينيا السوفيتية،

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi