وثيقة مهمة: ناجية كتبت معاناتها لدى الدواعش بخط يدها
الباحث/ داود مراد ختاري
كتبت لنا الناجية (هـ . م. خ) عن رحلة مأساتها لدى الدواعش بخط يدها :
كنا في ثانوية كوجو ـ وكنت في الأسفل لوجود إزدحام في الطابق الأعلى عندما أخذوا الرجال بالسيارات وبعدها سمعت إطلاق العيارات النارية فسألتهم عنها فقالوا نرمي على الكلاب السائبة، ، ثم نقلونا الى مكتب في صولاغ، فعزلوني مع النساء المتزوجات في الطابق العلوي، وفي الساعة (11) ليلاً تم تحويل الفتيات الى الموصل بينما أبقوا على النساء في الحديقة ، في اليوم الثاني وفي الساعة العاشرة صباحا تم عزل النساء العجزة عنا وعددهن حوالي (80) إمرأة بين متوسطة العمر وعجوز ، ثم سمعنا صوت الرمي مجددا، فقلنا لهم ما هذا الرمي؟ هل قتلتم النساء كبيرات السن ؟ لم يردوا، فعلاً تم قتلهن ، ومازال مصيرهن مجهول، لان جميع النسوة العجزة متواجدات في قرى كسر المحراب وقزل قيو وحي الخضراء في تلعفر، لكن نساؤنا منذ تلك اللحظة ليس لهن آثر.
وسألت أحد الدواعش (سعودي الجنسية) عن مصير رجالنا في المدرسة فرد قائلاً: بالله العظيم لقد قتلناهم جميعاً وما عليكم الا أن تدخلوا الى الديانة الإسلامية وسوف نتزوج منكن وامحوا من ذاكرتكن رجالكم الكفرة الذين قتلناهم، فرديت عليه: نحن لا نجيد اللغة العربية ونخاف من ملامحكم ووجوهكم المكتظة بالشعر.
ثم حولونا الى مدرسة في قضاء تلعفر، المدرسة كانت مكتظة بالايزيديين ثم الى قرية كسر المحراب ، حيث كان هناك (ابن عمنا) قد القي القبض عليه في شنكال في اليوم الاول لإحتلال شنكال، وأخذونا الى الموصل في قاعة كلاكسي في غابات الموصل وحولونا الى مزرعة في الرقة بقينا (20) يوما، جاء أميرهم وكنا في حالة يرثى لها، كتبوا اسماءنا مع عدد الاطفال والعنوان، بعدها قصفت الطائرات المزرعة فحولونا الى مكتب شؤون الدولة في المدينة وأنزلونا في سردابها(كنا ست نساء مع أطفالنا).
كان الحارس يأتي كل يوم مرة او مرتين يضع تحت باب السرداب طماطة وخيار داخل كيس نايلون ثم يذهب، كنا نعلم بالاوقات من خلال الاذان لأنها تفتقر الى الاضوية والنوافذ ، كنا نبكي وننوح دون فائدة تذكر، مشكلتنا الرئيسية القذارة في السرداب سابقاً فقد كان فيها نزلاء وقد تقيؤوا هناك ولم يتم تنظيف المكان بعدهم والتواليت تفتقر الى الماء نهائيا وأكثر الأحيان عاطلة نتيجة التكديس والأطفال الصغار يجلسون بجانبها عند الحاجة، لذا لايستطيع الحارس فتح الباب نتيجة الرائحة الكريهة جداً التي تفوح من السرداب فما بالنا نحن المقيميين فيه ليل نهار، في أحد الأيام طلبنا منه ان يملىء لنا قناني بلاستيكية (2) لتر بالماء، فمد انبوب بلاستيكي للماء (صوندة) الى داخل السراب، وحينما ملأنا القناني لم يسحبها ففاض السرداب بالماء فيضاً، فرائحة القذارة القديمة قد هاجت علينا، يا لها من حياة مأساوية وجرائم بحق النساء والأطفال.
علمنا باوقات مجىء الحارس وانه غير متواجد في الحراسة دائماً، لذا حاولنا نحن النسوة بضرب البلوك الموجود في الشباك، وخلال ثلاثة أيام استطعنا تحريك البلوك ورفعه، وكان هناك طفل نحيف أنزلناه من خلال هذا الثقب الى خارج السرداب وقلنا له أبحث لنا عن اية الة كي نكسر الشباك البلاستيكي ، فزودنا بمجموعة من الأدوات من (درنفيسات وقطع حديدية مختلفة) وبذلك استطعنا كسر الشباك بعد ثلاث ساعات من العمل المستمر والخروج من خلالها.
لبسنا الخمار وسرنا في الشوارع ، وتوزعنا ندخل الدور وأنا دخلت داراً وبعد أن علموا بقصتي تم إيوائي لمدة ستة أيام وخلال هذه المدة أتصلت بأقربائي في دهوك ونجوت، ولكن ما يؤلمني هو المصير المجهول لزوجي وإخوته وكافة ضحايا أهل كوجو .
وليعلم العالم ان الفتيات الشنكاليات لدى الدواعش هن في أسوأ حالة ولكل واحدة قصة غريبة ومأساوية وتتعرض الفتاة يومياً الى الإغتصاب والبيع والشراء والضرب، ويتم التعامل معها كبضاعة تباع وتشترى في السوق.
………………………………
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية