مجزرة كوجو …..(25)
الباحث / داود مراد ختاري
مأساة الحياة بين الوحوش
تحدثت الينا الناجية (م . ش. ع) من مواليد 1989 من مركز قضاء شنكال قائلةً:
كنا في البيت في الايام الاولى للكارثة ولم نخرج ،بعدها توجهنا الى قرية كوجو وفي أحد الايام دخل الدواعش قرية كوجو وقاموا بجمعنا في المدرسة ثم نقلونا الى المعهد وعزلونا عن اهلنا، كنت افكر في مصير ابي واخوتي، نقلونا الى دار كبير في الموصل وكنا (100) فتاة تقريبا ، بقينا هناك يوماً واحداً ،ثم في صباح اليوم التالي نقلوني مع(50) فتاة أخرى الى دار أخرى ومعي أختي بقينا هناك شهرين وكانوا يأخذون الفتيات حتى لم يتبقًّ سوى (4) وهن انا واختيَّ وامرأة رابعة ، ثم جاء مجموعة من سوريا واشترونا واخذونا الى سوريا ثم أخذوا واحدة وهي اختي وبقيت مع اختي الاخرى والمرأة لمدة شهر تقريبا ثم نقلونا الى دار أخرى وبعد (20) يوماَ أخذوا المرأة فبقينا أنا وأختي فقط، كنا في دار لأحد الدواعش في الرقة نعيش مع أهل بيته وكنا نخرج الى السوق ونشتري الطعام والملابس وفي أحد المرات ذهبنا الى مكتب للإتصالات واتصلت بابن عم أبي وأخبرته عن حالنا فأرسل لنا رقم هاتف وقال اتصلوا به وهو سوف يساعدكم على الهرب واتصلنا به وأخبرناه عن مكاننا فوصفناه له فعرفه وطلب منا الذهاب الى المنطقة نلتقي فيها وبعث لنا سيارة من طرفه تقوم بنقلنا الى مكان آمن بعيداَ عنهم ليخلصونا .
ذهبنا الى تلك المنطقة وقابلنا رجلين اخبرانا انهما من طرف ذلك الرجل واخبرانا بإسمه فصدقناهم واخذونا الى موقف سيارات الأجرة وأعطونا هويتان وملابس سوداء وصعدنا بسيارة مع مجموعة من الركاب الى قرية قريبة من الحدود السورية-التركية وصعدنا بعدها بسيارة أجرة الى منطقة (سلوبي) في تركيا وهناك جاءنا عمنا واخذنا وفي اليوم التالي عدنا الى كردستان.
أما شقيقتها الناجية(س. ش. ع) طالبة في جامعة الموصل كلية التربية اللغة الانكليزية قالت: كانت هناك اعتداء سافراً على الفتيات ويتم تعذيبهن بابشع الافعال، وعملية البيع والشراء تتم في السجون كأنه سوق الغنم، يشتري اليوم وبعدها بيوم أو يومين يبيعها الى شخص آخر وحينما تعارض الفتاة تنهال عليها الضربات بالعصا والسياط، يا لها من مأساة انها حياة بين الوحوش.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
