مايكل ريغاس من أربيل: نحضّ على اغتنام اللحظة لتجريد الميليشيات من النفوذ
أكّد نائب وزير الخارجية الأميركي، مايكل ريغاس، خلال افتتاح أكبر قنصلية للولايات المتحدة في أربيل، على أهمية تعزيز الشراكة مع إقليم كوردستان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “تحضّ شركاءها العراقيين والكورد على اغتنام هذه اللحظة لتجريد الميليشيات المرتبطة بإيران من النفوذ وتفكيكها، لما تواصل القيام به من أعمال عنيفة وزعزعة للاستقرار، لا تجلب سوى الضرر لسيادة العراق”.
وقال ريغاس في كلمته، اليوم الأربعاء (3 كانون الأول 2025): “أتقدم بخالص امتناني إلى حكومة إقليم كوردستان وشعب كوردستان العراق على هديتهم السخية بتخصيص أرض لبناء قنصليتنا الجديدة”.
وأضاف، أن “هذا المبنى المميز يمثل أفضل ما في العمارة والهندسة والبناء الأميركية، وهو تجسيد لروح الابتكار والتصميم الأميركية”، مشيراً إلى أن “القنصلية الجديدة التي نحتفل بافتتاحها اليوم ليست مجرد سلسلة من المباني والبنى التحتية، بل هي شهادة على قيمة العلاقة بين الولايات المتحدة وإقليم كوردستان العراق”.
وتابع، أن “استثمار الولايات المتحدة في هذه القنصلية الجديدة يوفر منصة آمنة لتعزيز مصالحها، ويُظهر القيمة التي يمكن أن يحققها عراقٌ ذي سيادة وآمن ومزدهر في شراكة تعود بالنفع المتبادل مع الولايات المتحدة-سواء لشعبه أو لأميركا”، لافتاً إلى أنه “بقيادة الرئيس ترامب، تُدخل الولايات المتحدة الشرق الأوسط في حقبة من الاستقرار والازدهار، ويلعب العراق دوراً محورياً في هذا الجهد، وتلتزم الولايات المتحدة بالعمل بشكل وثيق مع الشركاء العراقيين من أجل دفع مصالحنا المشتركة، وصون سيادة العراق، وهزيمة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وتقوية علاقاتنا الاقتصادية”.
وأضاف ريغاس، أن “نحن فخورون بشراكتنا العميقة والقديمة مع شعب هذه المنطقة، وممتنون للدور الذي يؤديه إقليم كوردستان العراق بوصفه شريكاً أمنياً فعالاً وقادراً، وصوتاً موثوقاً في العراق وفي عموم المنطقة”.
وأشار، إلى أن “وجود إقليم كوردستان عراقٍي قوي ومستقر ومتين هو ركيزة أساسية في العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة بالعراق. ونحن نقدر حوارنا النشط والمهم حول الخطوات الحاسمة لمنع النزاعات، وضمان محاسبة من ينتهكون القانون، وتحقيق مستقبل يكون فيه العراق ليس آمناً ضمن حدوده فحسب، بل قادراً أيضاً على الإسهام في استقرار المنطقة الأوسع”.
وأردف، أنه “لهذا السبب فإننا نحضّ شركاءنا العراقيين والكورد على اغتنام هذه اللحظة لتجريد الميليشيات المرتبطة بإيران من النفوذ وتفكيكها، لما تواصل القيام به من أعمال عنيفة وزعزعة للاستقرار، لا تجلب سوى الضرر لسيادة العراق”، لافتاً إلى أنه “قد شهدنا هذا التهديد مجدداً الأسبوع الماضي عبر الهجوم الإرهابي الشنيع الذي استهدف حقل كورمور”.
وواصل ريغاس: “لقد أعطى الرئيس ترامب الأولوية للتجارة على حساب الصراع، ونحن ندعم بقوة الشركات الأميركية في العراق ونرى في إقليم كوردستان العراق بوابة حيوية لدخول الشركات الأميركية إلى الأسواق العراقية، وستجلب هذه الشركات تقنيات متطورة، وتعزز تطوير القوى العاملة المحلية، وترسخ معايير أعلى في الصحة والسلامة”.
وأوضح، أن “نحن ممتنون لاستمرار حكومة إقليم كوردستان العراق في لعب دور المدافع القوي عن المصالح الاقتصادية الأميركية، بما في ذلك دورها المحوري في إعادة فتح خط أنابيب العراق – تركيا، بما يعود بالفائدة على شركات النفط الأميركية، ويساعد العراق في مساره نحو تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة”، مبيناً أن “مثل هذه الاتفاقيات تُفيد الأميركيين والعراقيين على حد سواء وتعدّ دليلاً على قيمة شراكتنا الثنائية”.
ومضى قائلاً: “نتطلع إلى المزيد من الفرص لتعزيز الروابط الاقتصادية التي ستوفر فوائد حقيقية للأميركيين والعراقيين. كما أننا نتشارك مصلحة مشتركة في حماية حقوق الأقليات الدينية والإثنية في العراق وسوريا”، مؤكداً أنه “لا يوجد صديق أكبر لحرية الدين من الولايات المتحدة، وسنواصل قيادة الجهود بقوة للدفاع عن حرية المعتقد في جميع أنحاء العالم”.
وختم ريغاس كلمته بالقول: “لدينا فرص مهمة في الفترة المقبلة لإظهار مردود الاستثمار الأميركي في هذه القنصلية الجديدة من خلال تحقيق نتائج ملموسة تجعل أميركا أكثر أمناً وقوة وازدهاراً، وذلك عبر شراكة تخدم أجندة (أميركا أولاً)”، مؤكداً أن “المبنى الذي نفتتحه اليوم هو شهادة على التزامنا، ورمز مادي للشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والعراق وإقليم كوردستان العراق”.
وافتتحت الولايات المتحدة رسمياً اليوم الأربعاء، مجمع قنصليتها الجديد في أربيل، الذي يُعتبر أكبر قنصلية أميركية في العالم. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن المنشأة الجديدة هي “دليل” على التزام واشنطن بشراكة طويلة الأمد مع إقليم كوردستان.
ووفقاً لتقرير صادر في آذار 2019 عن قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب (CJTF-OIR)، بلغت تكلفة مبنى القنصلية الأميركية الجديد، الذي شُيّد على مساحة 206,000 متر مربع على طريق أربيل-شقلاوة، شمال شرق العاصمة الكوردية، حوالي 800 مليون دولار.
وخلال احتفال في أيلول 2021 بمناسبة اكتمال الهيكل الإنشائي، صرح روبرت بالادينو، الذي كان يشغل منصب القنصل العام الأميركي في أربيل آنذاك، إن “قنصلية الولايات المتحدة ستكون كبيرة، كبيرة حقاً”، مبيناً أن مساحتها “206,000 متر مربع”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
