سافايا: اتفاق المياه بين العراق وتركيا ضمان لوصولها المستدام إلى ملايين العراقيين المتضررين
أشاد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى العراق، مارك سافايا، بالاتفاق الذي توصلت إليه بغداد وأنقرة لمعالجة قضايا المياه.
وقال سافايا، في بيان عبر حسابه على منصة إكس، الإثنين (3 تشرين الثاني 2025): “أُشيد بحكومة العراق وأثمّن الاتفاق الذي تم التوصّل إليه بين جمهورية العراق وجمهورية تركيا لمعالجة قضايا إدارة المياه المستمرة بين البلدين”.
وأضاف أن “هذا الاتفاق يُمثّل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي وضمان الوصول المستدام إلى الموارد المائية الحيوية، التي تُعدّ ضرورية لمعيشة ملايين العراقيين المتضررين من الجفاف وشُحّ المياه”.
وجدد سافايا تأكيد التزام الولايات المتحدة “القوي بدعم العراق وشعبه في سعيهم نحو مزيد من الاستقرار والازدهار والبيئة المستدامة”.
ووقّعت الحكومة العراقية، الأحد (2 تشرين الثاني 2025)، آلية التنفيذ الخاصة بالاتفاقية الإطارية للتعاون في مجال المياه مع تركيا، بحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وبتوقيع وزير الخارجية فؤاد حسين ونظيره التركي هاكان فيدان، في خطوة وُصفت بأنها “تاريخية” وتنظّم إدارة المياه بين البلدين لأول مرة.
الاتفاق يمثّل أحد المسارات المستدامة لمعالجة أزمة المياه في العراق، عبر مشاريع مشتركة واسعة في قطاع المياه، ومتابعة تنفيذ ما جرت مناقشته خلال زيارة الرئيس التركي السابق إلى بغداد العام الماضي. وقال السوداني إن أزمة المياه عالمية، والعراق من أكثر المتضرّرين منها، مؤكداً أن اتفاق آلية التمويل سيعزّز التعاون مع تركيا ويخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان، عقب التوقيع في بغداد، إن الوثيقة “تحوّل التفاهمات السابقة إلى إطار مُلزِم لإدارة المياه بين العراق وتركيا”، حيث أشار الوزير التركي إلى أنها “أول اتفاقية تُنظّم إدارة المياه بين بغداد وأنقرة، وتشكل أكبر استثمار في قطاع المياه في تاريخ العراق”.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن البلاد لا تتلقى سوى أقل من ثلث حصتها المائية من دول الجوار، وأن الخزين المائي انخفض إلى ما دون 6%، فيما تواصل الحكومة “جهوداً استثنائية” لإدارة الشح المائي والتفاوض مع تركيا لزيادة الإطلاقات.
ويعوّل العراق على أن يمهّد الاتفاق الجديد لتحقيق زيادة فعلية في الإطلاقات المائية من تركيا، وإطلاق مشاريع مشتركة في إدارة الموارد المائية وتحسين البُنى التحتية للري، فيما تقول الحكومة إن هذه الخطوة تأتي ضمن مسار طويل لمعالجة أزمة المياه باعتبارها أحد أبرز ملفات الأمن القومي للبلاد.
يتأثر العراق وسكانه البالغ عددهم 46 مليون نسمة بشدة بآثار تغير المناخ، حيث يشهدون ارتفاعاً في درجات الحرارة وموجات جفاف متتالية وانخفاضاً في تدفق الأنهار.
كما تلقي السلطات باللوم على السدود المقامة عند منابع الأنهار في إيران وتركيا المجاورتين، والتي أدت إلى انخفاض كبير في تدفق نهري دجلة والفرات العظيمين اللذين رويا العراق لآلاف السنين.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
