تراجع مقاعد الكورد في الانتخابات البرلمانية العراقية من 78 إلى حوالي 60 مقعداً
في الدورات الخمس الماضية لمجلس النواب العراقي، كانت أعداد مقاعد الكورد غير مستقرة، وتراجعت من انتخابات إلى أخرى.
ومع اقتراب انتخابات الدورة السادسة للبرلمان العراقي، تتزايد المخاوف بشأن تراجع تمثيل الكورد في بغداد.
مقارنة بالدورة البرلمانية الأولى بعد عام 2003، انخفض تمثيل الكورد بنسبة 3%، ويشكلون الآن 19.1% فقط من مقاعد البرلمان العراقي.
تعزو الأطراف الكوردستانية والخبراء هذا التراجع إلى التعديلات المستمرة لقانون الانتخابات، والتي يرون أنها أضرت بالكورد والمكونات الأخرى.
تعديل قانون الانتخابات العراقي إلى القانون رقم 4 لعام 2023، الذي ستجرى الانتخابات الحالية بموجبه، قسّم العراق إلى 18 دائرة انتخابية على مستوى المحافظات.
هذا في الوقت الذي كانت فيه 83 دائرة انتخابية في انتخابات 2021 واستفاد الكورد منها، وقد وصف الرئيس مسعود بارزاني القانون في رسالة له بأنه “غير عادل” وشدد على أنه “يجب تغييره للانتخابات القادمة”.
“تزداد مقاعد الكورد بحال تمت المراجعة”
إحدى المشكلات الرئيسة هي أن توزيع المقاعد اعتمد على إحصائيات بطاقات التموين للسنوات السابقة، وليس على التعداد السكاني العام لعام 2024.
بهذا الصدد، صرّح مسؤول قسم الانتخابات في الحزب الديمقراطي الكوردستاني جعفر إيمينكي لشبكة رووداو الإعلامية إنه “تم التلاعب ببطاقات التموين كثيراً. إذا تمت المراجعة سيزيد عدد مقاعد إقليم كوردستان بأربعة مقاعد”.
وأشار جعفر إيمينكي إلى أن محافظة حلبجة لم تُحسب كدائرة انتخابية مستقلة.
وفقاً لمتابعة أجراها مكتب انتخابات شبكة رووداو الإعلامية، بلغت نسبة تمثيل الكورد في عام (2005) 22.79%، لكنها انخفضت إلى 19.14% في عام 2021.
عدد مقاعد إقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها حسب الانتخابات:
عام 2005 – دائرة انتخابية واحدة
78 مقعداً
عام 2005 – دائرة انتخابية واحدة
58 مقعداً
عام 2010 – دوائر انتخابية متعددة
60 مقعداً
41 مقعداً لإقليم كوردستان + 19 مقعداً للمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان
عام 2014
62 مقعداً
44 مقعداً في إقليم كوردستان + 18 مقعداً في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان
عام 2018
57 مقعداً
39 مقعداً في إقليم كوردستان + 18 مقعداً في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان
عام 2021
63 مقعداً
39 مقعداً في إقليم كوردستان + 24 مقعداً في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان
تحدث آرام برادوستي، خبير الانتخابات والمدير العام لمكتب أربيل لمفوضية انتخابات إقليم كوردستان، لشبكة رووداو الإعلامية، وقال في هذا الصدد إن “إحدى المشكلات الكبيرة هي أنه منذ عام 2005 وحتى الآن، كل انتخابات أجريت، إما تم تعديل القانون أو تم إلغاء قانون الانتخابات والعمل بقانون آخر، وهذا أدى دائماً إلى أن الأحزاب السياسية، وخاصة أصحاب النفوذ، لديهم خوف ولا يرون مقاعدهم مستقرة”.
زيادة نصف مليون صوت وتراجع 20 مقعداً
ويضيف آرام برادوستي: “دائماً في الانتخابات، تزيد مقاعد الأحزاب والتحالفات وتقل، لكن هذه التغييرات غير طبيعية، لأن التغييرات تتم وفق رغبات الأحزاب الشيعية الكبيرة”.
في عام 2005، كان للكورد 78 مقعداً في البرلمان العراقي، لكن في نهاية نفس العام انخفض العدد إلى 58 مقعداً، “لأن العراق في عام 2005 كان دائرة انتخابية واحدة، ولكن في نهاية نفس العام حصل الكورد على 58 مقعداً. في حين أن الكورد زادوا 500 ألف صوت في الانتخابات الثانية”.
عندما حصل الكورد على 78 مقعداً، كان البرلمان يضم 275 مقعداً، ولكن عندما حصلوا على 58 مقعداً، أصبح البرلمان 320 مقعداً، أي عندما تزيد المقاعد، يجب أن تزيد حصة الكورد، لكن العكس حدث.
يقول الخبير الانتخابي إن “الأحزاب الكوردستانية لها أصوات في البصرة وبغداد وديالى وبعض الدوائر الأخرى، لكن التعددية في الدوائر تفرق الأصوات، لأن هؤلاء (الأحزاب العراقية) لديهم أصوات في مناطق الوسط والجنوب ولن يضرهم ذلك”.
كم مقعداً سيحصل عليه الكورد في انتخابات 2025؟
وفقاً لآرام برادوستي، “في هذه الانتخابات، سيتراوح عدد مقاعد الكورد بين 58-63 مقعداً، لإقليم كوردستان 44 مقعداً ثابتاً، والباقي سيقع في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان وبغداد، هذه المناطق ستحدد العدد النهائي لمقاعد الكورد”.
بحسب متابعات آرام برادوستي، في التوزيع الذي قسّم العراق إلى 18 دائرة انتخابية، “ظلم الكورد، وحتى في تخصيص 44 مقعداً لإقليم كوردستان، ظلم الكورد مرة أخرى، لأن إقليم كوردستان يستحق بالفعل 48 مقعداً”.
وفقاً للتعداد السكاني، يبلغ عدد سكان العراق حوالي 46.5 مليون نسمة، إذا كان المقعد الواحد مقابل 100 ألف شخص، فيجب أن يكون عدد المقاعد 465 مقعداً وأن يكون لإقليم كوردستان 65 مقعداً (باستثناء المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان).
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
