محلل بمؤسسة كيبلر: نفط إقليم كوردستان يمكن أن يكون بديلاً عن النفط الروسي
رأى محلل في مؤسسة كيبلر أن نفط إقليم كوردستان “مهم جداً” لأوروبا، ويُباع بدولارين أعلى من سعر نفط برنت.
وقال هومايون فلكشاهي، المحلل الرفيع في مؤسسة كيبلر للأبحاث النفطية، لشبكة رووداو الإعلامية إن نفط إقليم كوردستان، المعروف بـ “medium sour crude” الذي يحتوي على نسبة عالية نسبياً من الكبريت، “مهم جداً” للمصافي الأوروبية، خاصة تلك التي ترغب في إنتاج مشتقات خفيفة مثل الديزل ووقود الطائرات.
وأوضح فلكشاهي أن هذا النوع من النفط سيكون له قيمة كبيرة في السوق الأوروبية، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي سيزيد من تشديد عقوباته ضد روسيا اعتباراً من كانون الثاني 2026.
المحلل أشار الى أنه من المتوقع أن تقلل تركيا وارداتها من النفط الروسي، وبما أن النفط الروسي مشابه لنفط كوردستان، فإن هذا سيمثل فرصة جيدة لإقليم كوردستان والعراق.
ولفت إلى أنه على الرغم من عدم وجود تأكيد بنسبة 100%، إلا أن قافلة نفط إقليم كوردستان تتجه على الأرجح نحو جزيرة صقلية في إيطاليا، حيث توجد مصفاتان كبيرتان: إحداهما تابعة لشركة سوناطراك الجزائرية والأخرى لشركة جي أو آي إنيرجي (GOI Energy) التي اشترتها سابقاً من شركة لوك أويل الروسية، ومن المرجح جداً أن يتجه النفط إلى إحدى هاتين المصفاتين.
وذكر فلكشاهي أنه لا توجد معلومات دقيقة حول الشركة التجارية التي قامت بتحميل هذا النفط، لكنه أشار إلى أن الشركات الكبيرة مثل فيتول، وترافيجورا، وميركوريا كانت نشطة سابقاً في هذا السوق، ومن المحتمل أن إحدى هذه الشركات الثلاث قامت بتحميل النفط.
سبب ارتفاع سعر نفط كوردستان
نفط إقليم كوردستان المُصدّر إلى أوروبا أعلى بدولارين من سعر نفط برنت. على سبيل المثال، اليوم عندما يكون سعر نفط برنت 65 دولاراً للبرميل، سيكون سعر نفط إقليم كوردستان 67 دولاراً.
أوضح فلكشاهي أن السبب الرئيسي لارتفاع سعر النفط عن سعر نفط برنت هو ارتفاع نسبة المشتقات الخفيفة في محتواه.
وبيّن أن المصافي يمكن أن تنتج نسبة أكبر من الديزل ووقود الطائرات من هذا النوع من النفط. وفي الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من نقص في هذه المشتقات، فإن هذا النفط ذو قيمة عالية جداً، والمصافي مستعدة لدفع سعر أعلى من سعر نفط برنت بحر الشمال للحصول عليه.
فروقات النفط بين البصرة وإقليم كوردستان
إحدى أهم نقاط الاختلاف بين نفط البصرة ونفط كركوك (الذي يُباع باسم سومو) هي تكاليف النقل.
يتجه معظم نفط البصرة نحو آسيا وكمية قليلة منه نحو أوروبا، لكن ما يقرب من كل نفط إقليم كوردستان الذي يُصدّر من جيهان يتجه نحو السوق الأوروبية.
وقال فلكشاهي إنه بما أن السوق الأوروبية قريبة من ميناء جيهان، فإن تكاليف النقل أقل بكثير، حوالي 1 إلى 2 دولار للبرميل. أما نفط البصرة الذي يُصدّر إلى أوروبا، فبسبب مخاطر البحر الأحمر، يمر حوالي 65% منه حول أفريقيا، مما يزيد من تكاليف النقل.
وأوضح أنه لهذا السبب يُباع نفط البصرة بخصم أكبر في السوق الأوروبية، على عكس نفط كركوك الذي يمكن أن يحقق سعراً أعلى بسبب قلة مشاكل النقل.
نفط إقليم كوردستان بديل للنفط الروسي
رأى المحلل فلكشاهي أن نفط إقليم كوردستان يمكن أن يكون بديلاً جيداً للنفط الروسي، مضيفاً أن دولاً مثل هنغاريا وسلوفاكيا، التي لاتزال تتلقى النفط الروسي عبر خط أنابيب أوروبا، يمكنها استخدام نفط كوردستان كبديل.
على الرغم من أن سعر نفط إقليم كوردستان أعلى، إلا أن مخاطر النقل والعقوبات أقل، وهذا سيكون قراراً سياسياً يجب اتخاذه في تلك الدول.
وأضافمحلل كيبلر أن السوق التركية يمكن أن تصبح سوقاً رئيسياً لنفط إقليم كوردستان، حيث تستورد تركيا حوالي 350 ألف برميل من النفط يومياً من روسيا.
اعتباراً من كانون الأول 2026، وبسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي، لن تتمكن تركيا من تصدير منتجاتها النفطية إلى أوروبا إذا استوردت نفطها من روسيا.
هذا سيجعل تركيا حريصة جداً على إيجاد بديل للنفط الروسي، ويمكن أن يصبح نفط إقليم كوردستان هذا البديل الرئيسي.
في وقت سابق اليوم، أفاد مصدر في ميناء جيهان لرووداو بأن مليون برميل من نفط إقليم كوردستان تم شحنها وبيعها اليوم إلى الأسواق الأوروبية عبر سفينة.
وفقاً للسعر المحدد لبيع نفط كوردستان وهو 65 دولاراً، تبلغ قيمة النفط المباع اليوم 65 مليون دولار.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية