أكتوبر 24, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جان كزلهان: الإيزديون الذين كانوا في قبضة داعش يشيخون بسرعة أكبر

جان كزلهان: الإيزديون الذين كانوا في قبضة داعش يشيخون بسرعة أكبر

يقول البروفسور د. جان إيلهان كزلهان، المختص بعلم النفس والخبير في الصدمات النفسية، إنه رغم توقف الصراع المسلح فإن “الإبادة الجماعية للإيزديين لم تنته تماماً” بل اتخذت شكلاً آخر يتمثل في “إبادة جماعية صامته” تتمثل في القضاء على تراثهم والجراح النفسية العميقة التي يعانون منها.

كزلهان، الذي هو كوردي إيزدي يساعد الإيزديين، ألقى اليوم كلمة في “المؤتمر الأكاديمي الدولي للإبادة الجماعية للإيزديين” قال فيها: “تغيرت ملامح الإبادة الجماعية تلك من وحشية القتل الجماعي إلى ذبول تدريجي للتراث، ومن تدمير مرئي إلى جراح نفسية خفية مزمنة”.

“بايولوجياً، الناجون يشيخون أسرع من غيرهم”

وكشف البروفسور كزلهان النقاب عن أن الدراسات المخبرية أسفرت عن نتائج صادمة نفسية وبايولوجية تخص الناجين، وقال: “يعاني أكثر من 80% من الناجين من أعراض الضغط وعدم الاستقرار النفسي الذي يتبع الكارثة، ويعاني نحو 60% منهم من الكآبة المفرطة، ونحو 50% منهم فكر في الانتحار”.

البروفيسور المتخصص في مجال الضغوط النفسية، أشار إلى دراسة حديثة وقال: “كشفت دراستنا عن أن الناجين مصابون بالشيخوخة المبكرة، وكمعدل فإنهم أكبر سناً بأربع سنوات من الناحية البايولوجية من الناجين الذين لا يعانون من آثار الضغوط النفسية، وهذا يعني أن الإيزديين الذين كانوا في قبضة داعش يشيخون أسرع بسبب معاناتهم من الضغوط النفسية”.

“الإبادة الجماعية الصامتة في سنجار والمخيمات”

انتقد كزلهان الوضع الحالي لسنجار وقال إنه بالرغم من أن داعش هزم عسكرياً لكن الوضع بعد الحرب خلق حالة “إبادة جماعية صامتة”.

ووفقاً لكزلهان: “في سنجار، إعادة الإعمار متوقفة، ولا توجد خدمات عامة، والميليشيات المتنافسة تتصارع للسيطرة على المنطقة، ولا يزال ما بين 250 و300 ألف إيزدي نازحين ويعيشون في الملاذات الموقتة (يقصد المخيمات)”.

ووصف الوضع بـ”المرحلة الثانية من الإبادة الجماعية” المتمثلة في “القضاء على شعب عن طريق المحو التدريجي لهويته، واضمحلال تقاليده الشفاهية، ولغته وطقوسه”.

“السؤال الآن هو: هل سيبقى الإيزديون كمكون ديني؟”

افتتح البروفسور كزلهان مركز علاج نفسي في مدينة دهوك للأشخاص الذين يعانون من صدمات ما بعد الكوارث والأحداث المزعجة سببت لهم ضغوطاً نفسية، حذر من الهجرة المستمرة للإيزديين بالقول: “منذ 2014، هاجر أكثر من 200 ألف إيزدي من العراق وكوردستان، وهي الهجرة الأكبر في 800 سنة، والسؤال الرئيس يتمحور الآن حول الوجود أو الزوال: هل سيبقى الإيزديون كجماعة دينية مميزة؟ هل ستستمر لغتهم وطقوسهم وتقاليدهم في 60 إلى 80 سنة قادمة أم سينصهرون في المجتمعات المضيفة لهم؟

هذا الأستاذ الكوردي الذي منحته وزارة الخارجية الألمانية في آذار من هذا العام جائزة الفخر الألمانية تقديراً لـ25 سنة قضاها في العمل في مجال المعالجة النفسية وبالأخص في خدمة الكورد الإيزديين، يدعو المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بالإقرار بالإبادة الجماعية، ويقول: “الإقرار بدون خطوات متواصلة، لا يعني شيئاً. بل يجب على المجتمع الدولي أن يضمن حق العودة وإعادة إعمار سنجار، ويتأكد من تقديم المجرمين إلى المحاكم، ويدعم المبادرات الثقافية والتربوية الإيزدية”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi