أغسطس 17, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

أحلام على قائمة الانتظار.. تشديد قوانين اللجوء في ألمانيا يحطم آمال اللاجئين الكورد

أحلام على قائمة الانتظار.. تشديد قوانين اللجوء في ألمانيا يحطم آمال اللاجئين الكورد

في شوارع مدينة شتوتغارت الألمانية المزدهرة، وبينما تمضي الحياة اليومية بوتيرتها السريعة، يعيش مئات اللاجئين الكورد في حالة من القلق واليأس، بعد أن تحولت أحلامهم بحياة أفضل إلى كابوس من الانتظار والغموض. فتشديد ألمانيا لقوانين اللجوء والهجرة مؤخراً، أغلق الأبواب التي كانت مفتوحة يوماً ما، ووضع مصيرهم على المحك.

“لم يعد الأمر كما كان في السابق”، هذا ما يلخص حال العديد من اللاجئين الذين تحدثوا في تقرير لـ “كوردستان 24”. فبعد أن قطعوا آلاف الكيلومترات هرباً من أوطانهم، وجدوا أنفسهم في مواجهة قوانين صارمة ومستقبل مجهول، حيث لم تعد ألمانيا تلك “الجنة الأوروبية” التي حلموا بالوصول إليها.

شهادات حية من قلب المعاناة

تتجسد المعاناة في قصص فردية مؤثرة. أومێد خالد، شاب كوردي أمضى سبع سنوات في ألمانيا، يقول بمرارة: “لقد رُفض طلبي عدة مرات. هذا الوضع صعب للغاية نفسياً”. أما دژوار عگید، الذي لم يستطع حبس دموعه، فيروي قصة أكثر إيلاماً: “لقد تم ترحيلي مرتين. حياتي هنا دُمرت. يا ليتني لم آتِ”.

مشاعر الإحباط لا تقتصر على الشباب فقط، بل تمتد إلى العائلات التي كانت تأمل في بناء مستقبل لأطفالها. تقول إحدى العائلات الكوردية إن ألمانيا لم تعد بحاجة إلى العمال الأجانب كما في السابق بسبب ارتفاع معدلات البطالة، مما يزيد من صعوبة اندماجهم وإيجاد فرصة عمل. ويؤكد هذا الشعور محمد صبحي، وهو لاجئ يعمل في شتوتغارت منذ ثلاث سنوات ولكنه لا يزال ينتظر قرار إقامته، قائلاً: “أنا في انتظار دائم لرد من المحامي. لا أعرف ما إذا كنت سأحصل على الإقامة أم لا. هذا القلق يقتلني.

قوانين جديدة.. ومخاوف متزايدة

تأتي هذه المخاوف في ظل تغييرات جذرية في سياسة الهجرة الألمانية. ففي فبراير 2024، دخل “قانون تحسين العودة” (Rückführungsverbesserungsgesetz) حيز التنفيذ، والذي يهدف إلى تسريع عمليات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم.[3] وبموجب هذا القانون، تم تمديد فترة الاحتجاز قبل الترحيل من 10 أيام إلى 28 يوماً، ومُنحت الشرطة صلاحيات أوسع لدخول مراكز الإيواء بحثاً عن الأشخاص المقرر ترحيلهم.

وما يزيد الطين بلة هو وجود اتفاق بين ألمانيا والعراق لتسهيل عودة اللاجئين العراقيين، بما في ذلك الكورد، الذين لم يحصلوا على حق الإقامة. وتشير تقارير إلى أن موظفين من السفارة العراقية يقومون بإجراء مقابلات مع طالبي اللجوء في ألمانيا للتحقق من هوياتهم تمهيداً لترحيلهم.[4] هذا الإجراء أثار موجة من الخوف بين اللاجئين الكرد القادمين من العراق، الذين يخشون الترحيل القسري إلى بلد لا يزال يعاني من عدم الاستقرار.

مستقبل غامض

لقد تحولت قضية اللاجئين في ألمانيا، كما في العديد من الدول الأوروبية، إلى معضلة قانونية وإنسانية معقدة. فبينما كانت ألمانيا في السابق ملاذاً آمناً لمئات الآلاف، يبدو أن سياساتها اليوم تتجه نحو التشدد والانغلاق. وبالنسبة للاجئين الكورد في شتوتغارت، فإن كل يوم يمر يحمل معه جرعة جديدة من القلق، وتساؤلاً مؤلماً حول ما يخبئه لهم الغد في بلد أصبح حلم البقاء فيه أصعب من رحلة الوصول إليه.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi