بعد 11 عامًا من فاجعة سنجار.. ناجيات يروين قصص المأساة والمصير المجهول يلاحق الآلاف
بعد مرور أحد عشر عامًا على كارثة سنجار، لا تزال جراح الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي غائرة في نفوس الناجين، الذين يحملون قصصًا موجعة من الألم والفقدان، بينما ينتظرون بعيون دامعة عودة أحبائهم الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً.
في أحد مخيمات النزوح، تجلس بنفش سلو، وهي نازحة إيزيدية، تتصفح صور أفراد عائلتها الذين اختطفهم داعش. بكلمات يغلب عليها الحزن، تروي كيف اقتحم التنظيم قريتهم “كوجو” واعتقلوا والدها وأعمامها وأقاربها. تقول بنفش: “أخذوا الرجال، والد زوجي وإخوته، وأخذوا والدتي أيضًا”.
وتضيف بنفش، التي نجت بمعجزة من الأسر بعد أن أمضت أكثر من ستة أشهر في قبضة التنظيم متنقلة بين الموصل وتلعفر، أنها لا تزال تأمل في رؤية والدها مرة أخرى.
تجلس بجانبها والدتها، خاتوون عملو، وهي ناجية مسنة من قبضة داعش، طريحة الفراش لا تقوى على الحراك. تستذكر خاتوون بأسى كيف أعدم التنظيم زوجها بالرصاص أمام عينيها، ورموا به مع آخرين في حفرة. تقول بصوت واهن: “أخذوا زوجي، وجميع الرجال، ووضعوهم في صف واحد وأطلقوا عليهم النار”. وتضيف متسائلة بيأس: “إلى من نشتكي؟”.
تشير الإحصائيات إلى أن “مصير 2827 مختطفًا إيزيديًا لا يزال مجهولاً”، وهو رقم يمثل جرحًا مفتوحًا في قلب المجتمع الإيزيدي.
وفي مخيمات النزوح المنتشرة، حيث يعيش الآلاف من الإيزيديين، تتكرر القصص المأساوية. كل عائلة لديها قصة حزن وفقدان، والكثيرون منهم، مثل بنفش، لا يزالون ينتظرون أمام خيامهم، متشبثين بأمل عودة أحبائهم الغائبين.
إنها مأساة مستمرة في وقت هزت فيه كارثة الثالث من أغسطس 2014 ضمير الإنسانية جمعاء، ولا تزال تداعياتها تلقي بظلالها الثقيلة على الحاضر والمستقبل.
تقرير: جكدار جمال – كوردستان 24 – دهوك
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية