شباب إيزيديون في ذكرى الإبادة: تعلمنا ألا نصمت ورسالتنا للعالم أن نتذكر
في الذكرى الحادية عشرة لكارثة الإبادة الجماعية التي حلت بسنجار، يؤكد جيل جديد من الشباب الكورد الإيزيديين على أهمية إيصال صوت مجتمعهم إلى العالم، وتوثيق المأساة لضمان عدم تكرارها، مؤمنين بأن العلم والمعرفة هما السلاح الأقوى لمواجهة المستقبل.
أصبح لدى الشباب الكورد الإيزيديين قناعة راسخة بضرورة عدم الصمت بعد الآن. يقول سفيان سلو، وهو شاب إيزيدي: “تعلمنا ألا نصمت، بل يجب أن نوصل قصتنا ومعاناتنا إلى العالم”.
ويضيف: هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها إبادة بحق الإيزيديين، بل هي المرة الرابعة والسبعون. لكنها المرة الأولى التي يتمكن فيها الإيزيديون من الخروج وإيصال معاناتهم وإلقاء الضوء على المآسي التي حلت بهم.
ويؤكد سفيان أنه على الرغم من وجود التكنولوجيا ووسائل التواصل التي ساعدت في نقل قصصهم، إلا أن القناعة بضرورة الحديث وعدم السكوت هي الأهم.
من جانبه، يؤكد الشاب الإيزيدي ميسر الياس على الدور الذي يلعبه الشباب في تصحيح الصورة النمطية عن مجتمعهم وإيصال صوتهم الحقيقي.
يقول: “لقد تعلمنا كشباب إيزيدي أن نكون أقوياء، وأن نوصل صوتنا، وأن نغير الصورة غير الصحيحة التي رُسمت عن الإيزيديين ونقدم الصورة الحقيقية للناس. تعلمنا أن العلم هو سلاح الإيزيدي، فبدون الشهادة والعلم لا يمكننا الحصول على حقوقنا”.
ويضيف إلياس: “لن ننسى دور أولئك الذين وقفوا معنا في مرضنا ومحنتنا، وخصوصًا أهل دهوك. هذا الدعم أعطانا القوة لنستمر في حياتنا”.
بدوره، يرى بختيار قادر، وهو شاب إيزيدي آخر، أن رسالة الأجيال الجديدة يجب أن ترتكز على تذكير العالم بما حدث.
يقول: “نريد من الجيل القادم أن يتذكر دائمًا أنه في القرن الحادي والعشرين، ارتكبت هذه الجرائم الكبرى بحق الإيزيديين والإنسانية، وأن يأخذ العالم هذه الإبادة على محمل الجد”.
أما مروان دواد، فيشير إلى الصدمة التي خلفها الواقع مقارنة بما كان يُقرأ في الكتب ويُشاهد في الأفلام. يقول: “لم أكن أتوقع أن يحدث شيء كهذا في الواقع، وأن يكون أسوأ مما يُعرض في الأفلام والكتب. وعندما ترى هذا يحدث في الواقع، وفي منطقتك ومع شعبك، فإنه أمر غريب جداً”.
ويختتم دواد حديثه بالتأكيد على صدمته من صمت وتقاعس الدول التي تدّعي حماية حقوق الإنسان والمساواة، معتبرًا أن ما حدث أثبت أن هذه الشعارات لم تكن سوى حبر على ورق.
يذكر انه في الثالث من أغسطس 2014، شن التنظيم هجومًا وحشيًا على الكورد الايزديين في قضاء سنجار (شنگال) وأطرافها، ارتكب خلاله واحدة من أبشع الجرائم في العصر الحديث.
رغم مرور السنوات، ما تزال الأرقام تروي حجم الكارثة: بلغ عدد المختطفات والمختطفين الإيزيديين 6,417 شخصًا، نجا منهم 3,562، ولا يزال مصير 2,827 مجهولاً.
خلّفت الإبادة 2,745 طفلاً يتيمًا، وتم اكتشاف 83 مقبرة جماعية حتى الآن، إضافة إلى تدمير 68 مزارًا وموقعًا دينيًا إيزيديًا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية