طقوس العودة والشفاء في لالش… الإيزيديون يحتضنون الناجين من داعش في أقدس معابدهم
ما زال معبد لالش في محافظة دهوك، أقدس الأماكن الدينية للكورد الإيزيديين، يشكل نقطة الضوء والأمل للناجين من الإبادة الجماعية التي نفذها تنظيم داعش بحق هذا المكون الديني في عام 2014.
فمع كل ناجٍ جديد يعود إلى أهله، تستقبل الزغاريد أرجاء المعبد، وتبدأ رحلة التعميد في “كاني سبي” (العين البيضاء)، حيث يحصل الناجون على “المور” (الختم الديني) في طقس يرمز لقبولهم وتجديد انتمائهم للمجتمع الإيزيدي.
ويعتبر الكثير من الناجين هذا الطقس حدثًا مقدسًا ومؤثرًا بشكل خاص، إذ يتذكرون كيف قيل لهم في أسر داعش إن مجتمعهم لن يقبلهم مجددًا.
تقول رهام حجي، إحدى الناجيات:
“قالوا لنا إن الإيزيديين سيقتلوننا ولن يقبلونا، لكن عندما عدت وجدت الحب والاحترام في كل مكان.”
من جانبه، أوضح جحي حميد، من ذوي الضحايا، أن كل ناجٍ يُحرر من قبضة داعش يُستقبل عند بوابة معبد لالش وتحديدًا عند “كاني سبي”، بناءً على قرار المرجعية الدينية، ليتم تعميده والختم عليه علامة على العودة والاحتضان المجتمعي.
وأضاف “ليس أنا فقط، بل كل إيزيدي عندما يُنقذ أحد أبنائنا أو بناتنا من داعش، نأتي بهم إلى لالش ليبدؤوا حياتهم من جديد بين أهلهم.”
أما بير سردار، خادم “كاني سبي” في لالش، فأكد أن هذا القرار اتخذ منذ الإبادة الجماعية، حيث قال:
“خلال السنوات الماضية، أي شخص يتم تحريره من داعش، سواء كان فتاة أو شابًا، نأتي به إلى هنا ونختمه ونباركه، بقرار من المجلس الروحاني وبابا شيخ وأمير الإيزيديين.”
في عام 2014، وبعد عدة أسابيع من الإبادة الجماعية للإيزيديين، اتخذ الأمير وبابا شيخ والمجلس الروحاني قراراً بأن كل فتاة يتم إنقاذها من قبضة داعش، سيتم قبولها في المجتمع الإيزيدي ويجب أن تُحترم
ويُعد معبد لالش رمزًا دينيًا وروحيًا للإيزيديين حول العالم، حيث استقبل منذ بداية الكارثة آلاف الناجين من براثن داعش، ليتم تعميدهم هناك كدليل على احتضانهم مجددًا وبدء مرحلة جديدة من الشفاء.
ولا يزال الأمل يرافق جميع الإيزيديين بأن يأتي اليوم الذي يعود فيه جميع المفقودين، ليحتضنهم معبد لالش وتكتمل دائرة الشفاء والعودة إلى الجذور.
تقرير: ماهر شنكالي – كوردستان24 – معبد لالش في دهوك
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
